الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نادل

محمد الذهبي

2009 / 11 / 20
الادب والفن


نادل
محمد الذهبي
أوزِّعُ قناني الخمرةَ ، على المناضدِ ، بانتظارِ الزَّبائن ، نادلٌ أنا : بمفردي نمتُ ليلتي ، أُراقِبُ الزّجاجات وهي تمرحُ ثملةً ، تجتازُ الزَّبائنَ ، تُعربِدُ ، أبتهلُ أن تبقى ساكنةً قناني الخمرة تلك ، أنا النادلُ الذي أنتمي الى رائحة البار ، حانةٌ متنقّلة ، أحملُ إجازتي سبعَ قنانٍ أقضيها في البيتِ وحيداً ، عزلتي في ستّةِ أيّامٍ أبطأنَ دهوراً يضعن بلائحة المفقودين اسماً آخرَ ، وتنامُ بقربي : شواهدُ أسلافي ، توقظني ، إن اللّيلَ الآتي سيبقى سبعةَ أيامٍ أخرى ، سبعُ قنانٍ وينامُ الليل ، وتبقى تنتظر الليل الآخر ، وينامُ هو الآخر ، في سبعةِ أيام ، حين مررتُ بناحيةٍ من مدني ، في الصّبحِ الباكرِ ، شيطاني كان الرقمُ (7) ، قالتْ لي : كم يصبح ضربُ السبعةِ في السبعة؟ كنتُ بليداً : صدَّقتُ بأنَّ الحاصل رقمٌ ، وأن خيوط الفجرِ نهارٌ جديدٌ ، وعدتُ أعدُّ قناني الخمرة ، ناقصةٌ لم يبقَ سوى يومٌ واحد ، وزجاجةُ خمرٍ واحدةٍ و : أنا ، لماذا تطلب مني أن اجهر بالقول وصوت الليل غريب ، يسمعه من في الأرض ، بمفردي جبتُ الدربَ ، القيتُ برحلي ثانيةً ، أتنفسُ رائحتي وأضيقُ بزاوية الدار ، أرقبُ من ثقب الباب كلاباً سائبةً ، قططاً ، تتسافدُ فوقَ جدار ، وصوت أناث منخفضٍ من خلف جدار ، يا روعة هذا الليل في صمتِ الأنواع ، تتثاءب ، تفتحُ فاكَ بلا حشرات ، منتصف الليل السابع ، كانت سبعُ قنانٍ فارغةٍ وأنا : نبحثُ عن طاولةٍ فارغةٍ ونادلٍ يحملُ رائحةَ الخمرةِ وصخب الجلاّس ، يهذي عن ليلٍ في الدربِ سيأتي ، ويحشّد كل زجاجات الخمرِ ، ليلٌ يدخلُ من ثقب الباب يراقب صمتَ الدربِ وحديث الفتيات.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهدوا الإطلالة الأولى للمطرب پيو على المسرح ??


.. أون سيت - فيلم -إكس مراتي- تم الانتهاء من تصوير آخر مشاهده




.. أون سيت - فيلم عصابة الماكس يحقق 18 مليون جنيه | لقاء مع نجو


.. أون سيت - أول عرض | فيلم النمر والأنثى مع إنجي يحيى




.. أون سيت - محمد ثروت بيحكي عن الجزء الثاني من فيلم بنك الحظ