الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احياء البرنامج النووي في العراق: قرار سابق لأوانه

فالح الحمراني

2009 / 11 / 20
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


توصلت الحكومة العراقية في اطار غياب العقيدة الاستراتيجية وربما للسعي لتأكيد «الذات» الى استنتاج مفاجئ يرمي الى ان على العراق ومن أجل فرض احترامه على الآخرين إحياء البرنامج النووي.ولا تستعجل الجهات الرسمية هناك الرد على السؤال المشروع عن الاسلوب والوسيلة التي ستستعملها لحماية التكنولوجيات الخطرة في ظل ظروف عجز الحكومة العراقية والمؤسسات الخاضعة لها لحد الان حتى عن فرض النظام والامن في بغداد والمناطق المحيطة بها ناهيك عن الفشل بتوفير ابسط حاجات المواطن اليومية بما في ذلك الأمن والكهرباء والماء والخبز والخدمات الصحية وتقدم انفلاونزا الخنازير المخيف.
فما الدوافع التي دعت للاعلان عن الخطوة الخطرة بهذا الظرف بالذات؟ أهي شعارات انتخابية لبعض الاطراف السياسية،ام انها فعلا استراتيجية مدروسة، ام مجرد الركض وراء الموضة؟ حينما تلفتت النخبة السياسية صانعة القرار فوجدت ان عليها ان تحذو حذو الدول المحيطة بالعراق، التي اما ان تكون قد امتلكت السلاح النووي او انها وضعت برامج لتدجين الذرة لاغراض سلمية وغير سلمية. وبات من الصعب عليها الصمود امام اغراء فتح "القنينة لخروج العفريت المارد"،متجاهلةان العراق يعج بمختلف الجماعات والفصائل الإرهابية والمسلحة وشبكات الجريمة المنظمة التي تمارس القتل اليومي واللصوصية. ولم يمض يوم دون ان يتناهى لاسماعنا عن انفجار سيارة مفخخة او تفجير انتحاري نفسه وسط التجمعات البشرية او مواجهة مع مسلحين، اما القوة الفعلية الوحيدة المتمثلة بالقوات الأمريكية المتمركزة في العراق فانها تسعى لعدم دس انفها في المجريات وتتأهب للرحيل عن العراق في ضوء الاستراتيجية الامريكية الجديدة التي تضع الرهان على افغانستان وباكستان.فما الذي سيحدث اذا ما وقعت التكنولوجيا، التي ان يصنع منها أخطر أسلحة ابادة على الارض بقبضة القتلة؟ الذين يشعرون بان بيدهم بطاقة خضراء لممارسة العنف والارهاب في العراق وانهم باتوا مطلقي الايادي.
وحسب تقرير اوردته اذاعة العراق الحر فان العراق يسعى العراق منذ قرابة أربعة أعوام الى امتلاك برنامج نووي للأغراض السلمية. وحسب تقرير الاذاعة نفسها فيبدو انه قد تحقق النجاح بالتعاون مع الوكالة لدولية للطاقة الذرية.ونقلت إذاعة العراق الحر عن رئيس اللجنة الوطنية العراقية للطاقة الذرية فؤاد الموسوي قوله "يمتلك العراق الآن برنامجا نوويا للأغراض السلمية، وهو يتقدم ويتطور سريعا بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية"،ونفى الموسوي إعادة إحياء برنامجه النووي شيء ليس بالمستحيل".
وفي الوقت الذي دعا فيه مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان مثال الآلوسي الحكومة العراقية إلى الإسراع بتطوير قدرات العراق النووية السلمية، شدد على ان هذا الأمر لن يثير حفيظة اي طرف إقليمي او دولي قائلا "إننا نطلب امتلاك مفاعلات من التي لا يمكن ان تستخدم الا للأغراض السلمية، واعتقد اننا بذلك نوضح منذ البداية موقفنا الداعي لتعزيز السلام والامن في المنطقة".. وتناسى الاولوسي ان النوايا هي وحدها التي تقف بين يكون المفاعل النووي للاغراض السلمية ام العسكرية.
والغريب ان الحكومة العراقية اعلنت عن خططها الجنونية قبل ان تجف دماء ضحايا العملية الإرهابية في الاحد الدامي في بغداد، حين فجر انتحاريان نفسيهما بسيارتين، وكان الانفجار من القوة بحيث اسفر عن سقوط اكثر من 150 قتيلا واصابة المئات، وكان وسط القتلى لايقل عن 70 طفلا. واعقبتها حادثة تدمير وزارة العدل وبكلمة اخرىان الإرهابيين راحوا يتصرفون اليوم في العراق بوحشية وتحد سافر. .
واعترفت الحكومة العراقية في بيانها عن احياء انشطة لجنة الطاقة النووية بانها معنية ايضا بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية في مجالات عدة اهمها تصفية النفايات النووية. وتكمن القضية هنا في ان العراق كان قد وقع مع فرنسا عام 1976 على اتفاقية لبناء مفاعل نووي، ولكن الخبراء وفي ذروة حرب العراق مع إيران اجمعوا بصوت واحد على ان المفاعل النووي سيوظف لانتاج سلاح نووي، وقامت القوة الجوية الإسرائيلية بتدمير المنشأة النووية تماما. وان اشعة الفتات النووي منها مازالت تمارس عملها على بعد 19 كيلو متراً عن بغداد ،منذ ذلك الحين، وان ازالة هذه الاشعة التي هي مصدر موت البشر، ما زالت مشكلة ملحة قائمة امام الحكومة العراقية
ومن الواضح ان الحكومة العراقية قد لا تعتزم حصر انشطة اللجنة التي اعيد احياؤها بايجاد حل لهذه المشكلة. فما الغرض اذن من وضع برامج لاستخدام الطاقة النووية؟ هل ان الحكومة تخطط لبناء محطة كهروذرية؟ لتكون هدفا للإرهابيين لتفجيرها كي يفتخروا على رؤس الملأ في العالم اجمع من تمكنهم من تكرار فاجعة انفجار محطة تشيرنوبيل باوكرانيا في الثمانينات. ام ان احتدام الوضع السياسي دفع بعض الراديكاليين" من اصحاب الرؤس الحارة" في بغداد للتفكير جديا بان الحفاظ على وحدة التراب تستدعي امتلاك سلاح نووي؟.علما ان منظمة القاعدة والجماعات الملتفة حولها، تنتظر تجسيد مثل تلك الخطط بفارغ الصبر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ