الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أرهابي + دلالة + مضمد + كيشواني = برلمان + حكومة

حسن الناصر

2009 / 11 / 20
كتابات ساخرة


معادلة لست اول من فك رموزها بل سبقني الكثير واغرب مافي الموضوع ان العراق ابتدع ظاهرة منذ انقلاب البعث عام 1968 وحتى هذه الساعة مفادها تصدي سقط الناس ونكراتهم لمواقع السلطة المتقدمة مقارنة مع جميع امم الارض التي تختار برلمانيها واعضاء حكوماتها من صفوة المجتمع في الجانب العلمي او في الخبرة الادارية ولا يرد في خاطري ان العراق سينجو من هذا العرف المتأسس لعقود قادمة .
يتحجج البعض بان المحاصصة كانت سبباً لهذا التردي السياسي وهو طرح لا يثبت امام التفنيد لان لو سلمنا بهكذا امر وهو ليس غريباً على دول اخرى خاضت هكذا تجربة في بدايات تذوقها للديمقراطية فلم كان الاختيار بالاساس على هؤلاء وجلهم لا يمتلك مؤهل علمي او دراية سياسية بل البعض منهم ذو ماضي جنائي واخلاقي سيئ ؟.
يمتاز الفرد العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص بهوس غير معقول في السلطة حتى قال شاعرهم :
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنّا لاحقان بقيصرا
فقلت له لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا
فكم من نفس أُزهِقت امام كرسي السلطان وكم من شقيق او قريب قُتل في تنافسٍ محموم على الملك , والبارز في الموضوع انه كلما كان الفرد المتصدي متدني المنزلة كلما زاد كلبه على السلطة أكثر فهو يجد السلطة تشريف وليس تكليف وامتياز وليس عبئ في حين تمتاز الشخصية الغربية بشكل عام الى الميل لحياة البساطة دون تكلف بل يصل الأمر لأحد الشخصيات السياسية في اسكندنافيا ان يرفض منصب رئاسة الوزراء لرغبته في التفرغ لتربية ابنه .
ان العالم اتجه منذ عقود الى التخصص بل نجد الان ضمن الاختصاص الواحد فروع كثيرة لايلم بها العقل البشري مهما تعاظمت ملكاته وكما مهنة القضاء والطب والهندسة والجيش والاستخبارات وباقي المهن لها مختصين نجد الحقل السياسي له مريدين ايضاً لكن ان نجد عناوين ضحلة تتصدى للعمل النيابي والحكومي فهذا ما لا نعرفه وهو بالمحصلة اوجد حالة شلل في العمل الاداري التنفيذي وفي التشريع القانوني فبرلماننا متخم بعناصر أرهابية اجرامية تساقط البعض ومازال البعض الآخر كامن بعد ان خمل ذكره وتنحى عن بريق الاضواء وتصريحات الاعلام , كما تجد نساء قد امتهنَّ فيما سبق السمسرة (الدلالة) في بيع الاجهزة والمواد الغذائية المقرصنة من الاسواق المركزية اما صنف المضمدين فمنهم الكثير ولله الحمد وقد اشرنا لبعضهم في مقالات سابقة , الا اني لم اكن ادرك بان البرلمان يحوي في طياته (كيشوانية) الى ان رأيت احدهم يتجول في أجنحة مجلس النواب مرتدياً زيه الرسمي السابق .
لست في هذا الطرح اغض من مقام اية مهنة اذا كانت شريفة وغير مخالفة للقوانين والاعراف لكني استهجن مسألة القفز على الآخرين وادعاء المعرفة وتزوير الشهادات وقضم الامتيازات دون عطاء او جهد يبذل . وامام ظاهرة الامتيازات بالذات وهي الحالة التي ادمت قلوب العراقيين فالمفروض وامام هذه الظاهرة ان يسائل اعضاء الحكومة والبرلمان الان او في المستقبل عن الغنى الفاحش الذي اصابهم والذي يشجبه القانون تحت بند (الاثراء بلا سبب) الذي يوجب المسائلة . كما يتحتم استيفاء الضرائب عن مجمل الرواتب والمنح التي تقاضاها رموز السلطة الحالية وهذا هدف باعتقادي يسمو على اهداف اخرى تكون من صلب واجبات الحكومات والبرلمانات القادمة .
ان بزوغ الحضارات للعالم المتمدن حدث وفق مسارين الاول كان وعي جمعي انساق له عامة الشعب نتيجة كتابات المفكرين والمثقفين انتج بالمحصلة ضغطاً جباراً تجاه حكومات مستبدة لتغيير نهجها ولمنح الحقوق والحريات لافراد الشعب وهذا بدوره اوجد الكثير من الحكومات الملكية المقيدة التي مازالت حتى الان في اوربا اما النوع الثاني فهو بروز حكام وقادة افذاذ وذوي بصيرة قادوا بلدانهم الى سلم المجد والازدهار وخير مثال على ذلك ما حدث في الولايات المتحدة على يد الرئيس الاول جورج واشنطن او رؤساء آخرين كان دورهم بارز في عجلة التقدم منهم ابراهام لنكولن محرر العبيد في اميركا. وملخص الطرح ان الحكومات الجيدة قد تكون نتيجة او تكون سبباً لوعي الناس وتحضر البلدان ورفاهية الشعوب ... فاين نضع العراق وفي أي مسار متجه ؟
اتسائل احياناً واعجز عن ادراك سر خنوع الكثير من ابناء الشعب تجاه الظلم والفساد المستشري في اوصال الحكومة وسر ذئبنة أولي الشأن للمال العام المسفوح أمام أعتاب مكاتبهم الوردية والادهى انهم يطمحون تسنم اربع سنوات قادمة للحكم بعد ان تلونوا وتغيرت خطاباتهم فالاسلامي اصبح علماني والارهابي ينادي باحترام الديمقراطية والعلماني يتحالف مع قائمة طائفية وظواهر أخرى يشيب لها الرضيع , فقد نسمع أحيانا عن حكومات تستقيل في اوربا او في دول اسيوية بعد ان تعلن فشل مشروعها السياسي لكن هكذا منحى لايحدث لسياسيي العراق الذين يتسمرون على كراسي الحكم فالسياسي الفاشل يحاول اعادة الكرة لا لشئ الا لانه ذاق طعم وطراوة السلطة .
ان ديمقراطية كسيحة تقودها عناصر جاهلة لاتبني اوطاناً انما هي معاول هدم في كل شئ واولها الانسان , لذا يتحتم على الناخب ان لايُخدع في هذه الانتخابات كونه سيخون الاجيال القادمة التي ستلعننا جميعا بالتأكيد لما ستنوء به من تركة ثقيلة من الفوضى والارباك , فيجب على الجميع اختيار صفوة الناس بعيداً عن التوجه الديني او العشائري والاهم من كل ذلك الابتعاد عن اغلب رموز هذه الفترة كونهم ساهموا بصورة مباشرة وغير مباشرة الى ما وصل اليه حال الناس .


ملاحظة : اعتذر لبعض الاخوة الاعزاء الذين يراسلوني على البريد الالكتروني كوني لا استطيع الرد عليهم بسبب تعرضه للسرقة والقرصنة بعد كتابة مقالي السابق مباشرة والذي كان بعنوان (المضمد الركن وتداعيات الوضع الامني ) وقد استعدته مؤخرا ـ ولله الحمد ـ وتبين لي بان السيد المضمد له قراصنة (هكرية) في سرقة الاميلات يعتمد عليهم في مناوشة الكتاب الذين يتناولون فضائحه المخزية لكونه بداهة لا يمتلك قدرة على فعل ذلك بشكل شخصي فهو لا يستطيع التمييز مابين (الوورد والاكسل) لكنه يمتلك قدرة الفرز ما بين الفجل الابيض والاحمر لأنه بائع خضرة سابق واقول له من هذا الموقع والله لن نغمد اقلامنا قبل ان نعريكم ولن نهدء قبل ان نجد مطرقة القضاء تفصل في كل ما سرقتموه من اموال الشعب العراقي ...فاسعى سعيك وناصب جهدك .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - كلشي يصير
فرات مهدي الحلي ( 2009 / 11 / 20 - 18:02 )
يقال في العراق -كلشي يصير حتى الدب يطير- و اذا اعترض احد على هذه المقولة السديدة و العميقة بمفوهمها , فعليه لن يسئل ايهما اصعب ان يطير الدب ام ان يتولى المجرمون (ارهابيون و قتلة) و اللصوص وزارات الدولة ؟
الفت هنا انتباه العراقيين الى ان هذه التشكيلة التي تحكم العراق اليوم اصبحت هذه الايام تهتم بالتصريحات للاعلام بانواعه ! و حتى -المكبعات- اصبحن مهتمات بالشأن العراقي حرصا منهن على الدعاية الانتخابية في الدورة القادمة خصوصا بعد ان اصبحت القائمة مفتوحة!!


2 - اعجاب
نضال ( 2009 / 11 / 20 - 20:14 )
انا معجنة جدا بشجاعتك لكشف مهن اعضاء مجلس النواب ولكن اين كانت شجاعتك هذة ايام كان عزت ابو الثلج وصدام جرذى العوجة واولاد صابحة كلهم لماذا لم يرتفع صوتك وتخبرنا عن الشهادات التى كانت معهم وشكرا لجهودك


3 - احترام المهنة وعزة النفس
علي السعيد ( 2009 / 11 / 20 - 20:46 )
الاخ حسن الناصر ... الذي قلته احد اسباب البلاوي التي عصرتنا ولازالت تعصرنا وتدمينا ,لو كان الكشواني وبائع البطيخ وبائع السبح وغيرهم يحترم نفسه ومهنته عندما دخل البرلمان ويملك رؤيا أو طموح التغيير وتطوير تلك المهن لهان الامر , المصيبة انهم يعتبرون مناضلين واصحاب مدارس سياسية وسياسيون من الطراز الاول .ذكرني مقالك بصباغ احذية من احدى دول امريكا اللاتينية رشح نفسه للبرلمان , كان ذلك قبل حوالي اكثر من عشرة سنوات ,وكان الرجل يساريا ومناضلا , واثناء الدعاية لنفسه في الانتخابات استعمل جهده الشخصي البسيط ونقاشه مع الزبائن , التقى به صحفي وسأله| كيف انت صباغ وتطمح الوصول الى البرلمان ؟ اجاب الرجل عندما أفوز في الانتخابات سابذل جهدي لاحصل على رأي كاسح ببناء كشك ثابت لكل صباغ ,وساناضل لحماية الصباغين وضمان خدمتهم , وأنا سامثل شريحة اجتماعية كادحة ..!!رباط الكلام هل بقي الكشواني كشواني في برلماننا المهذب ؟ أم نفخ في نفسه كالضفدع الذي أراد أن يكون حجمه كحجم البقرة ؟ الجواب لدى من سرق اي ميلك ومن لف حوله . مع احترامي وتقديري لك سيد حسن .


4 - سلمت يداك
البراق ( 2009 / 11 / 20 - 21:54 )
سلمت يداك يا ناصر الحق... نعم لتستمر في تعريتهم فهؤلاء لايستحون اشبعنا المالكي صياحا انه يحارب الفساد والمفسدين والنتيجة كان داعما وحاميا لاكبر حرامي دعوجي وزير التجارة السوداني سود الله وجهه القبيح على سرقته لمواد التموينية لجياع العراق .سيكون عام 2008 عام الاعمار وتوفير الخدمات فلم نرى غير زيادة في القطع الكهربائي وعدم توفر الماء وغرق بغداد في اول مطرة ووضع صحي وتعليمي متخلف تخلف الملا خضير وزير التربية الدعوجي الاخر . هذه هي نماذجهم التي يريدون العراقيين ان ينتخبوهم مرة ثانية

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟