الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للديمقراطية أنياب

عامر الربيعي

2009 / 11 / 21
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


أول من قالها ( نابليون بونابرت ) والثاني الرئيس المصري السابق ( أنور السادات ) ، قبل 2003 بسنوات عدة كنا نستخف بهذه المقولة ، ونعتبرها لا تتوافق مع مفهوم الديمقراطية التي قرأنا عنها وعرفنا ولمسناها عبر الوسائل الإعلامية .
كنا نستخف بالممارسات التي قام بها النظام السابق وأطلق عليها الديمقراطية أو الانتخابات النزيهة ، والتي فاز بها بنسبة ( 99,99% ) حتى عدت من المهازل التاريخية التي مر بها العراق آنذاك ، المعروف لا يمكن أن يفوز شخص ما بهذه النسبة ، ألا في الدول التي تحكمها الدكتاتورية .
لكن بعد 2003 بدأنا نلمس حقيقة هذه المقولة تدريجياً مع الممارسات الديمقراطية التي تجري في العراق ( للعلم والإطلاع أن العراق حتى الآن ، ليس بديمقراطي ولا دولة مؤسسات ) ، فما زالت المحاصصة والطائفية والحزبوية هي الغالبة على المشهد السياسي مع الآسف ، والوطنية والهوية العراقية تستخدم أثناء التصريحات الإعلامية فقط ، والمشكلة الجميع يتحدث بها ، حتى ضاع الحابل بالنابل .
فهل يعقل أن تدخل أحزاب إلى مجلس النواب والحكومة والرئاسة وهي لا تمتلك أجازة تأسيس حزب ، بل لا تناقش أو تقر قانون الأحزاب منذ 2003 حتى الآن ، أي منذ ست سنوات ، ولو ( ذبينه سنتين طرح )فهناك أربع سنوات ، فلماذا غاب هذا المشروع عن أذهان السادة النواب .
ومن اللامعقول أن تدخل أحزاب في الممارسات السياسية الديمقراطية وهي لا تؤمن بها ( الديمقراطية ) ولا توجد داخل نسيجها التنظيمي ، فهل يعقل ذلك ؟، بل تنظر إلى الآخر من الأحزاب والأفكار نظرة احتقار وتحاول أن تهمش أو تقصي ، بل وتريد الهيمنة على كل شيء وكأنهم جاؤوا ( بتفويض ألهي ) .
ومن ( الخمطات ) القوية التي قامت بها الأحزاب والكتل السياسية في البرلمان ، أقرار قانون الانتخابات قبل مدة وهو يحمل نفس الأخطاء الجسيمة التي حملها قانون انتخابات مجالس المحافظات ، حيث ظلت هيمنة الأحزاب الكبيرة في الاستحواذ على أصوات المرشحين غير الفائزين وترحيلها إلى قوائمهم ، أي إذا لم يحصل المرشح (س) على عدد الأصوات التي ترشحه للحصول على مقعد وهو في من القائمة الفائزة (ص) ، فترحل أصوات المرشحين من القوائم التي لم تفز إلى المرشح (س) ،أي أنتخب محمود فيعطى صوتك إلى ( فرهود ) أيعقل هذا ؟
أما عن المكونات العراقية الصغيرة ( الأقليات ) والمهاجرين فقد لعب فيهم ( شاطي باطي ) .
وأخيراً هناك مقترح مطروح في مجلس النواب يدعو إلى رفع دعوى قضائية بحق القاص العراقي ( وارد بدر السالم ) لأنه كتاب مقال في جريدة المدى بعنوان ( برلمانيون تحت الصفر ) أعترض فيها على الامتيازات التي يحصل عليها أعضاء البرلمان من مرتبات وتقاعد عالية ، إضافة إلى السلفة والجوازات الدبلوماسية لهم ولعوائلهم وغيرها ، كذلك دعوى ضد قناة الحرة لتناولها نفس الموضوع ، دعى البعض من النواب إلى محاسبة أي صحفي ووسيلة إعلامية تتناول هذا الموضوع. !!!!
أي قرارات غير ديمقراطية تصدر عن مؤسسات ( ديمقراطية ).
صدق من قال ( أن للديمقراطية أنياب ) . ودمتم سالمين .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشير شوشة: -من الضروري نشر المحتوى التاريخي على جميع المنصات


.. حماس تعلن وفاة أحد المحتجزين.. وإسرائيل توسع عملياتها باتجاه




.. في ظل الرفض العربي لسياسات رئيس الحكومة الإسرائيلية في غزة..


.. روسيا تكتسح الغرب في -معركة القذائف-.. المئات يفرّون من القت




.. جبهة لبنان على صفيح ساخن .. تدريبات عسكرية إسرائيلية وحزب ال