الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفوضية حقوق الإنسان

سعدون محسن ضمد

2009 / 11 / 21
حقوق الانسان


أثار تشكيل لجنة الخبراء المسؤولة عن تسمية أعضاء مفوضية حقوق الإنسان جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية والإعلامية والمدنية، وكان من بين أهم الأسئلة التي أثيرت حول الموضوع هي قدرة لجنة الخبراء هذه على تشكيل مجلس المفوضين بعيداً عن المحاصصات السياسية والطائفية، إذ بدا أن تحقيق هذا الهدف أقرب إلى المستحيل وسط فضاء تسوده المحاصصة ويغرق بأوهام المؤامرات. ويوم عبَّرتُ عن شكوكي لأحد أعضاء اللجنة واستعرضت أمامه جملة من المعوقات التي ستمنعهم عن تشكيل المفوضية بعيداً عن مخالب المحاصصة، دافع الرجل بقوة مستعرضاً بالمقابل جملة من الدفاعات التي وضعوها لمواجهة مثل هذه المعوقات. وكان من بين هذه الدفاعات اشتمال لجنتهم على عضو من الأمم المتحدة وثلاثة أعضاء من مجلس القضاء الأعلى واثنين من منظمات المجتمع المدني، أي ما مجموعه ستة أصوات، قال بأنها ستعارض أية إرادة تعمل على تحصيص المفوضية.
بالتأكيد لم أقتنع بكفاية هذه الدفاعات لمواجهة فوبيا المحاصصة، وأخبرته بأن هذه الفوبيا لن تعدم وسيلة لاختراق مجلس الخبراء، وتوقفت عند هذه النقطة من النقاش متمنياً أن تتحقق أحلام الرجل وتخرج المفوضية إلى الواقع من رحم وطني مهني نزيه.. لكن حدث وأن تحققت الشكوك وسقطت الأحلام ـ كما يحدث في العراق دائماً ـ فقد تناهى إلى سمعي وقبل يومين من كتابة هذا المقال بأن أحد الأحزاب الدينية وجه كتاباً رسمياً إلى لجنة الخبراء يسأل فيه عن السر الكامن وراء عدم احتواء اللجنة على أحد كوادره!!
بعبارة أخرى فأن هذا الحزب يسأل عن حصته في المؤسسة المسؤولة عن تشكيل مفوضية رقابية قد تكون سبباً في تعريضه للمساءلة في يوم من الأيام. هو يريد أن يزرع له في جسد هذه المؤسسة عيناً ترصد وإصبعاً يصوت ويدا تنهب. وهكذا أدخل هذا الكتاب لجنة الخبراء في حيص بيص.
المشكلة لم تتوقف عند هذا الحد، فقد اتخذ أحد الأعضاء (النافذين جداً) في مجلس النواب من هذا الكتاب ذريعة ليسأل عن نسبة تمثيل المكونات داخل لجنة الخبراء، ويطالب بمرحلة لاحقة بإعادة تشكيل المجلس بما يتناسب و(حجم) المكونات العراقية. وعند هذا الحد ذهبت إلى صاحبي وابتسمت بوجهه قائلاً: هذا بالضبط ما قصدته يوم قلت لك بأن فوبيا المحاصصة لن تعدم وسيلة لاختراق مجلسكم، وها هي تفعل بقوة ووضوح.
الحزب صاحب الكتاب الرسمي يتشدق يومياً بلعن المحاصصة وما جلبته على البلد من خراب والنائب النافذ يفعل ذلك أيضاً بل وجميع الكتل والأحزاب والكيانات السياسية، جميعهم يسعون لحمايتنا من مؤامرات التحصيص، وتجربة مفوضية الانتخابات ومفوضية النزاهة كشفت كما ستكشف مفوضية حقوق الإنسان بأن ليس هناك من يتآمر علينا غيرهم هم، أقصد مجموعة المسكونين بفزع اسمه (المحاصصة)، ممن يصرون على زرع خلاياهم السرطانية في جسد أية مؤسسة دولة يمكن لها أن تهدد مصالحهم في حال شكلت باستقلال ومهنية.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد