الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ركعتان ثم تحصل على الماجستير

ابو الفضل علي

2009 / 11 / 21
الصحافة والاعلام



يبدو للوهلة الأولى للقارئ انه أمام كتابات ساخرة باعتبار انه لا يوجد ترابط بين الركعتان ومن يروم الدخول لدراسة الماجستير في العراق والتي تحتاج إلى شروط معينة وعلى رأسها الواسطة والمحسوبية ونوع العرق وانتمائك الطائفي إلا انه في الحقيقة أنا اكتب عن معاناة إخوة لنا عاملين في الصحافة العراقية وبالتحديد في أحدى الصحف الإسلامية ومع رئيس تحرير اعتبرناه لفترة طويلة انه مثلنا الأعلى وما زلنا نكن له الاحترام والتقدير، ورغم معاناتنا المعروفة لدى القراء الكرام منذ عام سقوط الحكم في العراق وليومنا هذا كنا قد التزمنا أخلاقيا مع الطرف الذي نعمل معه رغم إن البعض قد أشار علينا بتغيير المواقف وكان هؤلاء ينصحوننا إن ما نقوم به أمر غير صحيح في ظل نظرة الشك التي تشكل الجزء الرئيسي من فلسفة بعض الإخوة القادمين من المهجر بعد غياب أكثر من خمسة وعشرين عاماً و الذين أصبحوا أرباب عملنا فيما بعد فقد كانوا أكثر شكاً من ديكارت نفسه وأن التزامنا الأخلاقي طيلة فترة ست سنوات ما هو إلا من طرف واحد ورغم إني غادرت الصحيفة لعلمي المسبق في إن ما ازرع غير منتج لي على الصعيد المستقبلي إلا انه بقى بعض الإخوة من الصحفيين في عملهم طامعين أن يشملهم رئيس التحرير بعنايته وتقديراً لهم ولتضحياتهم في إنماء الجريدة رغم الظروف التي يعرفها القاصي والداني فهم قد يأسوا من مسألة تعيينهم أو حصولهم على ضمان يقيهم حالة العوز إذا ما أرادت أن ترميهم الصحيفة في الشارع وقد حصلت هكذا حالة أمام أعينهم قبل عدة شهور حينما اجبروا احد الموظفين على تقديم استقالته بسبب خلاف في الرأي السياسي، المهم في الأمر فقد كان الإخوة من الحاصلين على شهادة البكالوريوس في الإعلام وقد قدما أوراقهما إلى الجامعة بغية قبولهم لنيل شهادة الماجستير ولعامين على التوالي إلا انه لم يتم قبولهما للأسباب التي ذكرناها أنفا، وفي احد الأيام تم نقل ابن أخت السيد رئيس الحرير والذي يشغل منصباً في وزارة الداخلية ويعمل داخل الصحيفة في الوقت نفسه إلى محافظة الموصل بناءاً على أوامر صادرة من الداخلية العراقية ، الأمر الذي جعل السيد رئيس التحرير أن يتصل بأحد الوزراء لإلغاء النقل المزعوم وفعلاً حصل المراد وتم إلغاء النقل ، وكان لهذا التصرف تأثير كبير على احد الإخوة الراغبين في إكمال دراسته كما ذكرنا وقرر أن يكون شجاعاً ويقابل السيد رئيس التحرير ليطلب منه أن يمارس دوره الأخوي والأخلاقي تجاههم كما فعل مع ابن أخته وبعد أن استقبله رئيس التحرير بتلك الدبلوماسية الرائعة والتي لا تخرج من إطارها الذي وضعت من اجله فاتحه بالأمر طالباً منه التدخل وأن يلتزمهم أخلاقيا كما التزموه وبعد إن استمع رئيس التحرير للطلب اطرق رأسه إلى ثم فكر ملياً والأخ ينتظر ماذا سيخرج من فاه الرجل ، فقال له السيد رئيس التحرير في الحقيقة إن هنالك وسيلة واحدة يمكن لك فيها أن تنال مرادك من الأمر واليك ما يجب فعله لتحقيق ذلك المراد ففرح الصحفي بالمقدمة التي اوحت له انه قاب قوسين أو ادني من الحصول على مراده وفتح أذناه جيداً وهو يصغي ويقول في نفسه أكمل سيدي وما هي الوسيلة ؟ فقال له رئيس التحرير عليك أولا أن تقوم بالنذر إلى وجه الله الكريم ثم تصلي ركعتان تطلب فيهما تحقيق أمانيك وأنا على ثقة من انك ستقبل لإكمال دراستك !! فبهت صاحبي من الحديث رغم إيمانه بالله وسأل نفسه لماذا لم ينذر السيد رئيس التحرير ويصلي ركعتان حينما تم نقل ابن أخته إلى الموصل !!! وللتأريخ أقول لم يطلب مني أن أكتب ما حدث ولكني كتبت ذلك للتأريخ و كذلك لا أريد أن اعلق أو احلل ما يعانيه البعض من أزمة نفسية ولكني أتمنى من الآخرين أن يعلقوا على الموضوع ويقولوا رأيهم في ذلك .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا كعتان في حالة رفع دئما
فخرية ( 2009 / 11 / 22 - 09:59 )
لماذا يرفع الكاتب كلمة - ركعتان - دائما حتى اذا كانت بعد ظرف مثل بين وحتى اذا كانت مفعول به كما في جملة - يصلي ركعتان -هل منعوا نصب أو جر الكلمة في العراق أيضا فلا يقولون ركعتين ؟؟


2 - عزيزي أبو الفضل علي / مع الود
مارسيل فيليب / ابو فادي ( 2009 / 11 / 22 - 10:34 )
عُقدة الرب الجبار الغاضب والمنتقم الذي لا شغل له سوى الوقوف لنا بالمرصاد يحسب علينا هفواتنا اثناء ممارسة حياتنا الطبيعيه كخطايا ، وأنشغالنا فقط بالتكفير عن تلك الذنوب الوهميه ، والتي أبتدعها عقل رجل الدين ، هي عقدة إبتليت بها مجتمعاتنا المكبله بقيود الخوف ، بدون توجيه ونصائح رجل الدين والذي في حقيقة الأمر يضع مصلحته الشخصيه فوق الكل بشكل مطلق .

وهذا هو السبب الذي يمنعنا من البحث والتساؤل والأنطلاق في فضاءات العلم والأبداع .
أما السبب الثاني لتأخر مجتمعاتنا العربيه الأسلاميه الخاضعه لسلطات رجل الدين ومفهوم المقدس بشكل خاص ، فهو التمسك بمبدأ ( درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح ) ، وكأن صنع الطائرات والسيارات واقامة المصانع الأنتاجيه والأبداع والتطور في مجالات التكنولوجيا والطب والعلوم الأنسانية بشكل عام ، محصور بالكفار فقط ... !

دي خَلْ يحسبنا بخانة الكفار ... بس نطور مجتمعاتنا وأوطاننا ونهيأ مستقبل أفضل لأجيالنا القادمه
وخل خطية الكل أبركبتي ...!


3 - منبر وخيال
شمران الحيران ( 2009 / 11 / 22 - 18:05 )
اخي الفاضل.. رئيس التحرير هذا شانه شان الخطيب الذي جلس على منبره وتحته من يستمع
لمواعضه وارشاداته وفقهه وهو يتلو عليهم بلاغه المتلخص بالزامهم بقراءة سوره الفاتحه عشرة مرات حين حدوث فيضانات المياه للتمكن من السير عليها
والنجاة .............وحين حصلت الفياضنات واصبح الماء يغطي اغلب سطح الارض فقرأ احد المساكين ماسمعه من الشيخ المنبري واذا به يركض على الماء مهرولا (افلح من صلى على محمد وال محمد)واذا به يرى الشيخ في الجانب الاخر واقفا متحيرا وجلاً......ناداه....شيخنا ..شيخنا..اقرأ الفاتحه
عشر مرات واعبر...فاجابه الشيخ.(اسكت ولك اسكت...هذني انمشيهن عليكم......مالاتنه وعايشين بيهن)فسرح المسكين مع نفسه وقال(ياغافلين الكم الله)......


4 - خمس ركعات وكفى
الان ( 2009 / 11 / 23 - 12:30 )
بما ان الموضوع يتطلب ركعات فان شهادة الدكتورتة تحاج الى ثلاث ركعات , كون الماجستر سنتان وبعدها الدكتوراة ثلاث سنوات , اي عزيزي الكاتب سؤال يلقي بنفسه , ماذا لو يصلي الشخص خمس ركعات ومباشرة الى الدكتوراة
لله في عباده شؤوون

اخر الافلام

.. هل بات اجتياح رفح وشيكا؟ | الأخبار


.. عائلات غزية تغادر شرق رفح بعد تلقي أوامر إسرائيلية بالإخلاء




.. إخلاء رفح بدأ.. كيف ستكون نتيجة هذا القرار على المدنيين الفل


.. عودة التصعيد.. غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي على مناطق في ج




.. القوات الإسرائيلية تقتحم عددا من المناطق في الخليل وطولكرم|