الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما مستقبل الحركة النقابية الفلسطينية في محافظات غزة ؟

سلامه ابو زعيتر

2009 / 11 / 22
الحركة العمالية والنقابية


بسم الله الرحمن الرحيم

مقال نقابي بعنوان /
ما مستقبل الحركة النقابية الفلسطينية في محافظات غزة ؟
في خضم سياستها العسكرتية وسيطرتها بقوة السلاح قامت حماس ممتلة بكتلتها العمالية الإسلامية وملشياتها العسكرية ، بالاستيلاء علي مبني مقر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين محافظات غزة , والنقابات العامة التي تمثل كافة القطاعات المهنية العمالية , ومن ثم بدأ مسلسل السيطرة علي مقرات الفروع في كافة المحافظات , من قبل ميلشيات التنفيذية , التي تقوم بدورها للعمل علي تسليم كتلة حماس الإسلامية العمالية المقرات لفرض السيطرة عليها , كما وتم استدعاء بعض القيادات النقابية وتهديدهم بالسلاح لتسليم عهدهم , وما يتعلق بالاتحاد والفروع ؛ برغم أن القيادة النقابية الحالية هي القيادة الشرعية للحركة العمالية المنتخبة , ومنهم من تم انتخابه في فترة الحكومة العاشرة التي كانت تقودها حركة حماس , وبإشراف وزارة العمل التي قامة بإعادة تسجيل النقابات والاتحاد الذي عقد مؤتمره السادس 7-8 /5/ 2006م , وفق قانون النقابات رقم 331 لسنة 1954م وتعديلاته المعمول به في محافظات غزة , وهذه الحركة النقابية التي يمتد جذورها للعشرينات من القرن الماضي , والتي كان لها دورها الطليعي في الحركة الوطنية ومقاومه الاحتلال منذ تاريخها , فقد تعرضت قياداتها للاعتقال والتصفيات وأغلقت مكاتبها أكثر من مرة , فمن معركة لمعركة , وبإصرار ونضالات العمال وقيادتهم استطاعت علي مر الزمن أن تحقق الانجازات النقابية , وتجسد حرية العمل النقابي والنضالات المطلبية العمالية , من خلال الهيئات العمالية المنتخبة , والتي كانت تمر في السنوات الست الماضية بظروف اقتصادية صعبة تجسدت بارتفاع نسبة البطالة وزيادة معدلات الفقر ؛ وذلك نتيجة العديد من العوامل أهمها ممارسات الاحتلال علي المعابر والحصار الاقتصادي الجائر ضد المنتوجات والمواد الخام , وبرغم كل ذالك لم يتوقف العمل النقابي ؛ بل كان له مساهماته التنموية في مواجهة تلك الظروف ضمن الشراكة الاجتماعية والإيمان بها , لعب دور في تخف معاناة العمال وتقديم المساعدات لهم ,عبر الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين الذي خدم جميع العمال بدون تمييز , حيث قدم المساعدات المالية , والعينية , والصحية لكافة العمال المتعطلين عن العمل , كما وحققت النقابات انجازات نقابية باتفاقيات عمل جماعية لبعض المهن العمالية التي علي رأس عملها , كما وتم تحصيل الكثير من الحقوق العمالية , كما قامت النقابات بتدريب ألاف من العمال في الثقافة العمالية وموضوعات نقابية كثيرة وتنفيذ كافة النشاطات النقابية ........الخ , ولقد سجلت الحركة النقابية الفلسطينية تطورات ملحوظة في الفترة السابقة منذ قدوم السلطة الفلسطينية في عام 1994م في هياكلها وبنيانها النقابي , وممارساتها الديمقراطية إلي أن استولت حركة حماس علي مقر الاتحاد في 14/6/2007م ومن ثم الفروع , وذلك شل كافة النشاطات التي يقوم الاتحاد بها , حيث حجزت الملفات والقضايا العمالية ومشاكلهم وكافة المعلومات أغلق عليها , ووضع تحت الحراسات من قبل ملشيات التنفيذية , ولم يستطع احد إخراج أي ملف من حينها مما ضرر العديد من العمال , فمنهم من أجلت قضيته في المحاكم بسبب عدم توفر ملفه والكثير من هموم العمال علقت بهذه الأسباب , مما أصبح يهدد مصالح العمال والحركة النقابية وحرياتها في الممارسة , والتي جاءت عبر تضحيات العمال ونضالاتهم , والسؤال الذي يطرح نفسه ... ماذا تريد حماس من الحركة النقابية ؟ هل تريد الحجر عليها وإيقاف برامجها العمالية ؟ أم تريد تجسيدها بحركتها الإسلامية العمالية وضمن مقاييسها ؟ المؤشرات كلها تتجه نحو أن حماس تسعي للهيمنة علي الحركة النقابية بوضع اليد وتحت تهديد السلاح وإدارتها وفق أهوائها , فتهديد النقابيين والتشهير بهم , ومنعهم من ممارسة العمل النقابي من خلال السيطرة علي كافة المكاتب والإمكانيات بقوة السلاح , وبقرار ميلشيات التنفيذية , يؤكد ذلك .... , ولكن المفارقة العجيبة أن قيادات حركة حماس في أكثر من خطاب جماهيري وأعلامي , وأهمها خطاب أبو العبد هنية .... كانت تؤكد علي حرية العمل الاجتماعي والمؤسسي والديمقراطية , وأنها ستعمل علي إعادة كافة المؤسسات التي سيطرت عليها عسكريا ,وهذا فعلياً لم يحدث مما دفع القيادات النقابية للبحث عن آليات لاستعادة مقر الاتحاد , وجعلها تتوجه إلي العديد من المؤسسات الحقوقية , وبعض الشخصيات الوطنية , والقوي الوطنية والإسلامية لاستعادت المقرات , ورغم الوعود من بعض قيادتهم بإرجاع المقرات وكافة محتوياتها , إلا أن الممارسة الحقيقية هو استمرار برنامج الاستيلاء علي باقي المقرات والتي كان أخرها مقر مدينة غزة ومقر خانيونس التي دوهمت من قبل التنفيذية والكتلة الإسلامية العمالية , وفي كل مرة يتم الاستيلاء علي مقر نقابي كانت القيادة النقابية تتجه لمركز حقوق الإنسان الفلسطيني , وتشتكي من خلال مديره المحامي / راجي الصوراني , والذي خول لمتابعة الموضوع وتمثيله قانونياً عبر القنوات القانونية , والذي كان يتصل بدورة بمستشار رئيس الوزراء المقال أبو العبد هنية , والذي كان يعد بإنهاء الموضوع خلال يومين وكل مرة يمر يومين .... إلي أن مر علي انتهاك وأسر مقر الاتحاد أكثر من شهر , وهنا نسأل كيف يمكن رفع الظلم عن الحركة النقابية في ظل غياب القانون , وتجسيد قانون السلاح ( قانون الغاب ) ؟ إلي متى سيستمر هذا الحال ؟ هل ستضيع كل انجازات وتاريخ الحركة النقابية الفلسطينية أمام هذا التدخل الجائر من قبل حماس فيها ؟ هل من المفترض أن تقف هذه الحركة العريقة مقيدة أمام هذا السلوك ؟ أم تستنفر في هذه الظروف الصعبة وتقدم قربان جديدة ؟ الكثير من التساؤلات التي تبحث عن استفسار وإجابة , كما وتحتاج هذه الحركة النقابية لتضامن ومناصرة من الحركات النقابية العربية والدولية الصديقة , ولتتدخل وفق المعايير والحريات النقابية , فالاتحادات النقابية العربية والدولية يجب أن يكون لها نشاطات وفعاليات تصل لكل مكان , وتكشف هذه الممارسات التي تتعرض لها الحركة النقابية الفلسطينية من قبل حركة حماس , فحتي ألان ليس هناك مشاركات جادة من جهات صديقة وشريكة في النضالات العمالية , فما تتعرض له المؤسسات الفلسطينية في محافظات غزة هو حجر علي كل الحريات النقابية والقيم المدنية والديمقراطية , ويجب مواجهته بكل الإمكانيات التي تعيد اعتبار المجتمع المدني والديمقراطي , فيكفي المعاناة والآلام التي يعيشها شعبنا وعلي وجه الخصوص العمال الذين يؤرقهم الفقر والبطالة وعدم وجود أفاق وأمال تنموية تخرجهم من هذا العجز الذي وضعوا به
, فالحركة النقابية تنظيم عمالي حر مبني علي أسس ديمقراطية وجماهيرية واستقلالية غير محزب ويجب الحفاظ علي حريته والعمل علي تعزيزها بكل الإمكانيات لا الحجر عليه وتقزيمه في تنظيم هنا أو هناك , فهذه الحركة العريقة يجب أن ينحني الجميع أمامها وأمام نضالاتها التاريخية لا العمل علي الإطاحة بها وإزالتها عن الوجود وكأنها لم تكن , وتزييف الحقائق حولها , وحول قيادتها التاريخية .
نعم لحرية العمل النقابي الديمقراطي السليم ولا وألف لحرمان العمال حقهم الشرعي في النضالات النقابية والمطلبي


النقابي /سلامه ابو زعيتر












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الطريقة المثالية للتعامل مع الموظفين المتأخرين


.. مصادر لـ-أكسيوس-: 3 أشخاص يتحكمون في الوصول إلى بايدن.. موظف




.. حرب اليمن: وقود البطالة بين الشباب


.. قُبيل ألمبياد باريس -تطهير اجتماعي- بحق طالبي لجوء مشردين بن




.. زيادة في الأجر الأدنى للعاملين بالقطاع الخاص في تونس بنسبة 7