الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أطفال العراق لا زالوا سلعة دعائية

ماجد فيادي

2009 / 11 / 23
حقوق الانسان


في يوم الطفل العالمي, احتفل السيد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع مجموعة من الأطفال في حفل نظمته وزارة حقوق الإنسان, كما شاركت السيدة الوزيرة وجدان سالم الى جانب رئيس الوزراء.
شمل الاحتفال مجموعة من الأطفال غاية في النظافة والروعة, ومقدرة على الحديث والتعبير عن الرأي تحسدنا عليهم الشعوب, فقد عبروا عن أمنيتهم بعراق آمن, ومدارس نظيفة, وألعاب أطفال حديثة, كأنهم يلخصون تقريرا عن عجز الحكومة العراقية في توفير ما يحتاجه الطفل العراقي أسوة بأطفال العالم, كان الأطفال فرحين بالاحتفال حيث عبر عن ذلك احدهم قائلا (( هذا أجمل يوم في حياتي)), طبعا هو لا يعرف أن حياته القصيرة هذه لو قورنت بحياة أمثاله في دول الخليج أو أطفال أوربا, تكون النتيجة أنه لم يحصل على شيء يذكر, وأن أقرانه في هذه الدول يسبقوه في الكثير من الامتيازات.
لم يتحدث السيد المالكي الى الأطفال في يومهم العالمي بل كانت فرصة للدعاية الانتخابية, حيث توجه في كلامه الى المربين والمعلمين والمدرسين, دون أن يذكر وزير التربية والتعليم بشيء وهو القائم على تغيير المناهج وبناء المدارس وتوفير وسائل التعليم الحديث ولعب الأطفال وتدعيم التعليم بأجهزة الكومبيوتر وآخر برامج التعليم الحديث, كأن السيد الوزير لا حاجة له أو أنه غير معني بهذا العمل خلال أربعة أعوام مضت.
ثم توجه السيد رئيس الوزراء بحديثه الى الساسة العراقيين لكي يعلمهم مبادئ الديمقراطية, في تربية أطفالنا بعيدا عن الطائفية والقومية, وأن مستقبلنا سيكون مطابقا لما نربي عليه أطفالنا, كأنه المعلم الأول في العراق وباقي السياسيين لا يفهمون كيف تكون التربية والسياسة, وأنه يعمل وفق مبادئ الديمقراطية التي تدعوه الى سلب حقوق الملايين من الأقليات ومصادرة أصوات من لا يصوت له وللحيتان أمثاله.
لم يتوجه السيد المالكي بحديثه الى أطفال العراق في يوم الطفل العالمي لأنه لم يأتي الى هذه المهمة, بل جاء ليستخدمهم وسيلة دعائية, فقد شاهدنا هذا المنظر قبل سنين طويلة حين كان الدكتاتور يأتي بأطفال جميلة نظيفة المظهر تحمل الزهور وتغني للقائد الضرورة, لا ادعي أن السيد المالكي مثل صدام حسين فالفرق كبير, لكنه في استخدام الأطفال وسيلة دعائية كانا متشابهان, فلو غير في واقع الطفل العراقي خلال فترة حكمه لما كان لهذا الكلام من داعي.
يبدو أن السيد المالكي يستعر من أطفال العراق الفقراء, أو أنه لا يريد أن يتذكرهم, فهو لم يزر المناطق الفقيرة ليهنئ أطفالها في يومهم العالمي, ويستمع لمعاناتهم ويعمل على حلها,ولم يزر ملاجئ اليتامى كما يوصي الدين الإسلامي, كما لم يسأل السيدة الوزيرة منظمة الاحتفال أين الأطفال الفقراء. أية وزيرة حقوق إنسان تميز بين الفقراء والأغنياء, وتستغل الأطفال للدعاية الانتخابية؟؟؟
السيد المالكي, في الدين الإسلامي مكانة كبيرة للطفل اليتيم, ومكانة كبيرة لمن يرحمهم ويقدم لهم الخدمة ويخفف عن همومهم, والعراق مليء بالأيتام ممن قتل آبائهم على يد الإرهاب الصدامي والقاعدة والمليشيات الحزبية, كان الأجدر بك أن تزور هؤلاء الأطفال, وأطفال الطبقة الفقيرة ممن يعيشون في مناطق تجمع النفايات, بدل أن تلتقي أطفال ترتدي ملابس نظيفة تريحك من التفكير وبذل المجهود, وتفسح لك الفرصة لتصفية حسابات حزبية, وتستخدمهم دعاية انتخابية تتعارض وحقوق الإنسان.
السيدة وزيرة حقوق الإنسان وجدان سالم, ليست مهمتك الاعتناء بمن له من يدافع عن حقوقه, بل أن تهتم بمن تسلب حقوقه, ويعيش تحت خط الفقر دون مدارس أو فرص متساوية في الحياة الكريمة, لهذا ادعوك للاستقالة من عملك لأنك غير مؤهلة له.
أما السيد المالكي فأنا لا أجرؤ على مطالبته بالاستقالة, خوفا على العملية السياسية من الانهيار.


















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الإعلام العبري يتناول مفاوضات تبادل الأسرى وقرار تركيا بقطع


.. تونس: إجلاء مئات المهاجرين و-ترحيلهم إلى الحدود الجزائرية- و




.. ما آخر التطورات بملف التفاوض على صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلا


.. أبرز 3 مسارات لحل أزمة اللاجئين السوريين في لبنان هل تنجح؟




.. جامعة فيرمونت تعلن إلغاء خطاب للسفيرة الأميركية بالأمم المتح