الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق «بانسيه» في العلاج

بهيجة حسين

2004 / 6 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


ماذا يفعل أب وماذا تفعل أم، مع مأساة بحجم مأساة الطفلة «بانسيه» ابنة زميلنا وصديقنا «أحمد كمال الدين حسين».

ودون الخوض في ظروف الزميل «أحمد كمال» وهي ظروف شديدة الصعوبة والقسوة، إلا أنه تشبث بحلم ميلاد طفلته التي ولدت عام 2001، مصابة باختلال في كهربة المخ، وقد أجمع جميع الأطباء المعالجين ومعهم أطباء واستشاريو التأمين الصحي للأطفال علي علاجها بنفس الدواء والأدوية المكملة له وهي نقط مخصصة للأطفال الرضع.

وقد حقق الدواء تحسنا ملحوظا للطفلة أوجد أملا لدي والديها في علاج طفلتهما خاصة أن التحسن وصل إلي انخفاض ملحوظ في مستوي الإعاقة الحركية والكلام، أي أن «بانسيه» بدأت تتحرك وتصدر أصواتا وتنطق كلاما، ويمتد الحلم بتواصل العلاج وتواصل تحسن الحالة، ولا يقف الحلم بنا عند حدود، فنراها في أحلامنا تلعب بعروستها، وتقذف بالكرة، وتغني الأغاني الجديدة وتقلد المغنيات، ونراها عروسة تشرح القلب، ومشاغبة لا تتوقف عن نقد أبيها وأبناء جيله ممن حلموا لها وللوطن بأجمل الأحلام وأكثرها نبلا.

وكأن حلمنا بلا أقدام وكأنه ليس من حقنا أن نحلم، وليس من حقنا حتي أن نضمن حق أولادنا في العلاج فقد استيقظنا جميعا علي رفض التأمين الصحي للأطفال الرضع - منطقة وسط الصعيد للتأمين - صرف العلاج المقرر الرئيسي والأساسي والضروري لـ «بانسيه» بزعم أن الوقف تم بناء علي قرار من وزير الصحة، وهذا الدواء مدرج بقائمة الأدوية، المحظور صرفها من التأمين الصحي.

وقرر التأمين الصحي صرف أدوية بديلة للدواء الرئيسي، وشطب أدوية أخري، وللأسف لم يؤثر الدواء البديل لا سلبا ولا إيجابا علي حالة «بانسيه» أما الأدوية «المشطوبة» فقد أثر عدم صرفها بالسلب علي حالتها لأنها وفقا لتقارير الأطباء ضرورية لحالتها.

ولم يجد الزميل أحمد كمال أذنا تسمع ولا عينا تقرأ تقارير وروشتات الأطباء ولا قلبا يشعر بحالة طفلة وأمل أب وأم في الخروج بها من نفق المرض المظلم، ولم يجد استجابة لمطالبته بحق ابنته بصفتها مواطنة مصرية لها الحق في العلاج، ولم يجد سوي سوء المعاملة وكأنه يستجدي هذا الحق.

نحن نعرف أن من رفض صرف الدواء لـ «بانسيه» ابنة «أحمد كمال» لا يعرف أن «أحمد كمال» واحد من أبناء مصر الذين قدموا لها مع رفاقه من أبناء الحركة الطلابية في سبعينيات القرن الماضي، أكثر الأحلام نبلا وجمالا، وقدم سنوات عمره وصحته وعطائه، وربما لا يعرف من رفض صرف العلاج لـ «بانسيه» أن جزءا من أحلام «أحمد» لنا ولأبنائنا كان حلمه بأطفال أصحاء وبعلاج مجاني ومستشفيات إنسانية ومدارس وجامعات وحدائق، وبيوت وبمواطنين لهم كل حقوق المواطنة، فلم يخطر علي باله أنه سيتسول علاج ابنته، أو أنه سيضطر وسنضطر معه أن نطالب بحقنا جميعا كمواطنين في العلاج، وكأننا نبدأ من أول السلم الذي صعدناه مائة مرة ولا نعرف إلي متي سنظل نلهث حتي نصل إلي آخر درجاته؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات التهدئة في غزة.. النازحون يتطلعون إلى وقف قريب لإطلا


.. موجة «كوليرا» جديدة تتفشى في المحافظات اليمنية| #مراسلو_سكاي




.. ما تداعيات لقاء بلينكن وإسحاق هرتسوغ في إسرائيل؟


.. فك شيفرة لعنة الفراعنة.. زاهي حواس يناقش الأسباب في -صباح ال




.. صباح العربية | زاهي حواس يرد على شائعات لعنة الفراعنة وسر وف