الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بقايا مصداقية الذات في العمل الصحفي

ابو الفضل علي

2009 / 11 / 23
الصحافة والاعلام




حينما يتقدم امروء ما إلى العمل الصحفي ، فأول ما يطلب منه أن ينجح في اختبار الخبرة التي يمتلكها كي تتمكن الجهة المستثمرة له من معرفة مقدار ما تستفاد منه من خلال ترجمة سياستها عبر هذا القلم أو ذاك ففي النهاية وأن كانت حقيقتها مرة فهو قلم يعرض نفسه أمام اجر ومثلما له مواصفات فعليه ايضاً واجبات وعليه أن يتبنى أو يعمل ضمن أفكار وأن كان لا يعتقد بصحتها ، فهو مسلوب من حق الاختيار المطلق، كما إن بعض المواضيع هي في حد ذاتها مفروضة ولا تشكل في النهاية حقيقة ذات الكاتب أو الصحفي رغم انه قد ارتبط بمفهوم العقد شريعة المتعاقدين ، وحينما تسأل صحفيا ما عن مقدار ما يملك من القناعة حول المواضيع التي تم نشرها في صحيفته لا يتمكن من إعطائك قناعة تامة باعتبار سياسة الصحيفة والرؤى التي أبداها السيد صاحب القرار تدخلت في حذف وتغيير وإضافة لكي تتطابق الصفحة تماماً مع ما موجود بين القوسين التي تم الاتفاق عليهما مسبقاً وعليه الالتزام بذلك وهذا يوضح إن المتغير من مواضيع محذوفة أو مضافة كانت محل قناعة لدى الكاتب وحينما حذفت أصبحت بقايا مصداقية تبحث عن دار نشر أو موقع أو اى جهة أخرى تتبناها فالحقيقة التي نملك لا يوجد في المقابل من يتبناها في ضوء المطلق بل المتبني لها غالباً ما يتبناها في ضوء التجزئة ومثلما هنالك معاناة في حياتنا المهنية حينما نحاول أن نكتب حقيقة ما يجول في صدورنا من أفكار هنالك أمل ايضاً وتفاؤل إزاء بعض المواقع التي تتبنى نشر الحقيقة بمطلقها ضمن حوار متمدن يستطيع من خلاله أن يتحاور مثقفوا العالم العربي وغير العربي وإيجاد المتنفس الذي يضمن لهم نشر بقايا المصداقية التي كانت حبيسة السياسة المفروضة فالأحرار لن يتمكنوا من الإبداع في ظل العبودية الفكرية بل إن الأفكار لا تنضج ولا تتزكى إلا من خلال الحرية وهذا ما أجده هنا ، فهنا لا أشعر إني قلم مأجور كوني احلق في سماء الحرية وما تقدم اعتقد انه يشبه كثيراً ما عاناه السياسيون في الماضي القريب وأخص منهم من عمل في الفكر الإسلامي فحالة الإقصاء كانت هي السائدة في ذلك الوقت ولم يجدوا ملاذاً آمناً إلا في بلدان الحوار المتمدن والتي بطبيعتها الفكرية تستقطب وتستوعب كل الأفكار إلى ساحة حوارها من اجل الوصول إلى قراءة منتجة تصب في نهايتها لمصلحتهم الحضارية في ظل أزمة الحضارة التي نعانيها في بلداننا والتي تتبنى اغلبها مع الأسف فكرة صراع الحضارات بدل حوار الحضارات، وبعد أن عاد اغلب الذين تم إقصائهم في زمن الإقصاء إلى ارض الوطن ومن جميع بلدان الحوار والملاذ الآمن التي كانوا فيها بعد سقوط النظام الاقصائي والديكتاتوري في العراق وجدنا إن اغلب العائدين لم يتمكن من إلغاء فكرة الإقصاء التي عانى منها سابقاً بل جعلها منطلقاً وثقافة حرمها على غيره وحللها على نفسه فأصبح الناس في ظل الواقع ينظرون إلى هؤلاء كمثل الأنفس الشح ولكي نكون منتجين في قراءتنا للمشهد السياسي علينا أن نستفاد من حوارنا المتمدن فأنه بقايا مصداقيتنا وساحة لتلاقح أفكار خلجات صدورنا والتي نبحث عمن يحاورها ويزكيها ،فهل تعاني في واقعك الصحفي مثلما نعاني ؟ أم لك رأي أخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السفينة -بيليم- حاملة الشعلة الأولمبية تقترب من شواطئ مرسيلي


.. بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية ردا على احتمال إرسال -جنود م




.. السيارات الكهربائية : حرب تجارية بين الصين و أوروبا.. لكن هل


.. ماذا رشح عن اجتماع رئيسة المفوضية الأوروبية مع الرئيسين الصي




.. جاءه الرد سريعًا.. شاهد رجلا يصوب مسدسه تجاه قس داخل كنيسة و