الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين قانون الانتخابات وضرورات السياسة الامريكية

عزيز العراقي

2009 / 11 / 23
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


العراق ليس قناة تلفزيونية او مؤسسة اعلامية , يسهل خداع الجمهور بها على انها مستقلة , من خلال عدة برامج ومقابلات تلفزيونية . بل ان البلد واقع تحت الاحتلال , ويراد من احتلاله اعادة ترتيب اوضاع المنطقة لتكون اكثر التحاماً بعملية العولمة الامريكية . ورغم ما يدعيه الاقرار العام من استقلال العراق , وما تدعيه سلطات الاحتلال من عدم التدخل في الشؤون الداخلية , الا ان رئيس الجمهورية السيد جلال الطالباني اكد في مطار السليمانية فور عودته من فرنسا يوم 20091119 : " ان مسؤولين اميركيين مارسوا ضغوطاً كبيرة على مجلس النواب والقوى السياسية لاقرار قانون الانتخابات " . واضاف " ان السفير الامريكي كريستوفر هيل مارس ضغوطاً كبيرة على مجلس النواب العراقي والمسؤولين العراقيين لاقرار قانون الانتخابات " .

ان سلطات الاحتلال الامريكي بممارستها الضغوط على مجلس النواب والسياسيين لاقرار قانون الانتخابات , وتأكيدها على اجراء الانتخابات في موعدها المحدد دون تأخير , للايفاء بألتزاماتها امام وعودها الداخلية في سحب القوات وتطبيق بنود الاتفاقية الامنية من جهة , ومن جهة اخرى الاسراع بايجاد البنود القانونية التي تمكنها من التحكم بسير العملية السياسية , واعادة بناء مؤسسات الدولة , سواء من خلال وجوداكثر من ثلاثة آلاف خبير ومستشار امريكي او عراقي تابع للامريكان يتوزعون على وزارات ودوائر الدولة , ولهم السلطات الكبيرة في اعادة بنائها , او من خلال استجداء اغلب الاحزاب السياسية والكتل الكبيرة للحصول على تأييدها وبركاتها .

ان ( المبادرات ) التي ابدتها بعض الاطراف لتشكيل تحالفات جديدة ترمي الابقاء على الخريطة الطائفية والقومية التي فرضتها سلطات الاحتلال , والتي تحول دون قيام المشروع الوطني العراقي , وهو المشروع الوحيد الذي يشكل خطورة حقيقية على مشاريع ومستقبل الاحتلال لو قيض له النهوض . ويتساءل الكثير من العراقيين : ما الذي دفع الدكتور اياد علاوي , بعد ان تمكن من تحطيم القائمة العراقية – التي كان يعوّل عليها ان تنهض بالمشروع الوطني – ويدفع بالقوى العلمانية والديمقراطية الى حالة من التمزق اسوء مما كانت عليه قبل تشكيل القائمة . ويستدير مئة وثمانون درجة عن برنامجها الديمقراطي ليتحالف مع البعثي المعروف صالح المطلك , في تشكيل يعلنون فيه بكل صلف : ان البعث سيضمن لهم اربعون مقعداً في البرلمان القادم . ألم يعرف علاوي ان عودة اية كتلة بأسم البعث سيثير مخاوف الجماهير الشيعية – التي كفرت بالطائفية ومحاصصاتها - , ويدفعها لاعادة انتخاب الاحزاب الطائفية الشيعية ذاتها , ويساعد في تراجع ائتلاف دولة القانون التي يعول على برنامجها الوطني الكثير من الشيعة للخروج من الوضع الطائفي , ويدفعها في العودة للالتحام مع الائتلاف الوطني وتشكيل الكتلة الطائفيةالشيعية العريضة ؟ بغض النظر عما يدعيه اياد علاوي من اقامة هذا الائتلاف بدوافع " عودة الابن الضال " , او للكسب الانتخابي , فهي محاولة للابقاء على الخريطة السياسية التي فرضها الامريكان ( شيعة , سنة , اكراد ) , التي تضمن استمرار وجودهم , وتضمن توجيه العراق بما يريدون . وكما هو معروف فأن الدكتور اياد علاوي والدكتور احمد الجلبي من اكبر الشخصيات العراقية واوضحها في العلاقة المتميزة مع الامريكان , رغم الانتقادات التي توجه بين آونة واخرى للامريكان من قبل علاوي , او الادعاء بميله لصالح التطرف الشيعي والمشروع الايراني بالنسبة للجلبي , وما هي الا ذر رماد في الاعين .

ولكي لانغرق في تفاصيل الصراع بين الكتل والاحزاب , وتلتبس علينا الامور – وهو ما يريده الامريكان - , فأن العراقيين يدركون جيداً ان السلطة الحقيقية هي بيد قوات الاحتلال , والقوى السياسية المتنفذة لايمكنها الخروج من هذه الشرنقة , ليس لانها لاتستطيع , ولكنها لاتريد , بل وتدافع عنها , مثلما يحصل لقانون الانتخابات الجديد الذي اضيفت اليه فقرات تجعله اسوء من القديم في بعض المواضع خدمة لمصالحها , والمشكلة هي في كيفية انتزاع الحقوق الوطنية , والمتمثلة في اعادة صياغة الدستور , وعمل المؤسسات الدستورية وفق اسس وطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. باريس سان جرمان يأمل بتخطي دورتموند ومبابي يحلم بـ-وداع- مثا


.. غزة.. حركة حماس توافق على مقترح مصري قطري لوقف إطلاق النار




.. لوموند: -الأصوات المتضامنة مع غزة مكممة في مصر- • فرانس 24 /


.. الجيش الإسرائيلي يدعو إلى إخلاء -فوري- لأحياء شرق رفح.. ما ر




.. فرنسا - الصين: ما الذي تنتظره باريس من شي جينبينغ؟