الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمال الفلسطينيون ضحايا أعمال التعذيب اليومي

جهاد عقل
(Jhad Akel)

2004 / 6 / 12
الحركة العمالية والنقابية


* وحدات "حرس الحدود" و"الجيش" وغيرها من قوى الأمن الاسرائيلي تمارس أعمال التعذيب الوحشي يوميًا. * الضحايا.. عمال يبحثون عن لقمة العيش لأطفالهم وفتيان واطفال أيضًا.
"لا أدري كيف نجوت"
"لا أدري كيف نجوت من الموت، الضربات التي تعرضت لها من قبل أفراد "حرس الحدود" أدت الى فقدان الوعي.. الدماء انهمرت من انفي وجسمي سالت الدماء منه اثر الضرب بالهراوات" هذا ما قاله أحد العمال الفلسطينيين ممن يتعرضون للضرب والاهانات البشعة من قبل وحدات "حرس الحدود"التي تقوم بحراسه المناطق الحدودية او "منطقة التماس" كما يحلو لوسائل الاعلام الاسرائيلية تسميتها.
قسم من هذه الممارسات القمعية يبقى سر الكتمان، لأن العمال او الفتيان والاطفال الذين يتعرضون لها، يرفضون تقديم الشكاوى خوفًا من أن تطالهم يد الظلم هذه مرة أخرى، وهكذا يتمادى هؤلاء الساديون في مواصلة أعمال القمع هذه، والاهانة والتعذيب. وفي بعض الحالات تلفق تهم لهؤلاء العمال الابرياء ومنهم الاطفال، بأن أحدهم حاول "الهرب"، أو "شتم" الجندي.. أو حمل "سكين فواكه" أراد بها "اغتيال قوات الامن".. ويزج بهؤلاء الضحايا في غياهب السجون، حيث تصبح الضحية هي المتهم والجاني؟!!
لا انسى ذلك اليوم الذي حضر فيه أحد الآباء الي متوترًا غاضبًا ومعه ابنه ابن الخامسة عشرة، وهو مجروح ويبكي، واتضح انه تعرض لحالة اعتداء وتعذيب من قبل افراد احدى الوحدات الامنية في منطقة المثلث الشمالي.. لم أصدق ما سمعته عن سادية هؤلاء الجنود.. ضد طفل مصاب بصعوبة النطق منذ الولادة.. ومع انه مر اكثر من عام ونصف على تقديم شكوى رسمية الا ان العقاب لم يتم والتحقيق "ما زال جاريًا".. وبالمقابل هذاالفتى يعاني من آثار هذا الاعتداء الوحشي نفسيًا حتى الآن.
* الحليب والغذاء للتعذيب *
عجت الصحف المحلية هذه الايام بالاخبار المثيرة عن قيام افراد من قوات الامن الاسرائيلي – حرس الحدود – بتعذيب فتيان، وعمال في منطقة ام الفحم، وفي منطقتي القدس والخليل.. ما سمح بالكشف عنه من عمليات التعذيب هذه التي تجري في مناطق خالية.. حيث تكون الضحية بمثابة عامل او فتى او اكثر مقابل وحدة مدججة بالسلاح.
والحادث الذي اثار الرأي العام وجعل احدى الصحف ("هآرتس" الجمعة 4/6/2004) الاشارة في افتتاحيتها الى وجه الشبه مع أعمال التعذيب في سجن "أبو غريب" العراقي، هذا الحادث أدى الى زعزعة مقولة "طهارة السلاح" الاسرائيلية، وقع بالقرب من قرية أبو غوش من قبل قائد وحدة "حرس الحدود" ومجندة حيث استفردا بيافعين من قرية قطنة الفلسطينية المجاورة لأبو غوش وكل ذنبهما انهما قاما باقتناء مواد غذائية للعائلة شملت الحليب ومشتقاته وغيره من المأكولات.
بشاعة تصرفات هؤلاء الجنود وقائدهم لا يمكن تصورها.. ومن شاهد صور الفتيان وآثار التعذيب الدموي على أجسادهم.. هذا بالاضافة الى القيام بدلق الحليب ومنتجاته على وجوههم وتوجيه اللكمات اليهم اتضح له عمق سادية هؤلاء الجنود وقائدهم أيضًا.
* الضرب والتقشيط أيضًا *
الفضيحة الاخرى التي تم الكشف عنها بهذا الخصوص تتعلق بممارسة التعذيب الفظيع ضد العمال والقاصرين في منطقة المثلث الشمالي، او ما أطلق عليه "خط التماس" الحدودي.
لا نكشف سرًا عندما نقول أن ضائقة الحصار التجويعي تؤدي الى قيام عمال وقاصرين بالمجازفة وتعريض حياتهم للخطر، بحثًا عن مكان عمل ولو ليوم واحد، والمعطيات الرسمية الاسرائيلية تشير الى وجود حوالي 50 – 60 الف عامل يعبرون الحدود بحثًا عن مكان العمل بدون تصاريح عمل.
واتضح من التحقيقات التي تمت مع أفراد وحدة "حرس الحدود" في هذه المنطقة، بعد ان تجرأ بعض العاملين ومنهم دون الثامنة عشرة، تقديم شكاوى على قيام هؤلاء الجنود باعتقال عمال وفتيان والانفراد بهم في غابة او مكان ناء، وانهالوا عليهم بالضرب بالهراوات، وتوجيه اللكمات الى وجوههم وتوجيه الشتائم البذيئة والفظيعة "عمليات التعذيب هذه فظيعة لدرجة تقشعر لها الأبدان" قال أحدهم ممن استمع الى تفاصيل من العمال – القاصرين. وبعد هذا السيناريو البشع جدًا، يقوم هؤلاء الجنود بتفتيش العمال والقاصرين، ويسرقون ما يجدونه معهم من مال – أجر، بادعاء ان عملية التقشيط هذه هي "دفع رسوم عدم اعتقال"، هكذا اذن، هم الحراس. وهم السجانون، وهم الحكّام..؟! والأنكى من ذلك انهم "يصادرون" – يسرقون – الهاتف النقال لذي بحوزة العامل – لبيعه – في السوق السوداء أيضًا.
وهناك حالات قام هؤلاء الساديون من الجنود بإجبار العمال على "أكل" – بلع – الرمل والحصى، مثلما حدث في احدى الحالات التي تم الكشف عنها ضمن هذه التحقيقات.
* أين "طهارة السلاح"؟! *
بحق تساءل محرر صحيفة "هآرتس" (4/6/2004) في كلمة الصحيفة، انه اذا كانت "القيادة العليا" لهذه الوحدات "لا تعرف" ما يجري من تصرفات لوحداتها فهذا امر يثير علامات سؤال كثيرة، واذا كانت تعرف بذلك و"تغض النظر" وبذلك "تشجع" على ارتكاب هذه الاعمال الفظيعة من قبل أفرادها، ففي الحالتين فان الامر يعتبر "فشلا قياديا" على كافة المستويات.
هناك من يحاول ترديد مقولة "طهارة السلاح"، وان ذلك أمر لا يمكن التهاون فيه، لكن ما تم الكشف عنه هذا الاسبوع من ممارسات تعذيب وقمع بشع ضد العمال والقاصرين من قبل وحدة "حرس الحدود"، هو طرف الخيط لممارسات اخرى يتم ارتكابها خلال عمليات عسكرية في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية.
على كل صاحب ضمير في عالمنا استنكار هذه الممارسات البشعة، والمطالبة بفتح الملف للتحقيق من قبل جهات حيادية للكشف عن عمق هذه الممارسات القمعية، وتقديم مقترفيها للمحاكمة، من مختلف الوحدات الامنية الاسرائيلية اذا كانوا من الجيش ووحداته او من الشرطة و"حرس الحدود" التابع لها. ولكم يا عمال فلسطين تحيات الصمود والمحبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاب كلية لندن للاقتصاد يعتصمون لمقاطعة الشركات الإسرائيلية


.. الوزيرة هالة السعيد: 80% من القوى العاملة في مصر بيشغلها الق




.. رسالة تحذير وراء إضراب الأطباء قبل أيام من الانتخابات البريط


.. لماذا ترتفع معدلات البطالة في صفوف الشباب؟




.. فلسطينيون يشيعون ثلاثة من عمال الدفاع المدني قتلوا في غارة إ