الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بريتي تانيجا وتقريرها عن صهر ونزوح واستئصال الاقليات في العراق بعد 2003

نجاح العلي

2009 / 11 / 23
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات


تستعرض بريتي تانيجا في كتابه (صهر ونزوح واستئصال جماعات الاقليات منذ عام 2003).. الذي قام بترجمته عبدالاله النعيمي والصادر عن معهد الدراسات الستراتيجية/بيروت 2009.. الاقليات في العراق الذين يشكلون 10 بالمئة من السكان مثل الصابئة المندائيين والايزيديين والكرد الفيليين والمسيحيين والتركمان والشبك والبهائيين واليهود وحتى الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق بوصفهم اقلية ذات اصول مشتركة.
ويشير الكاتب الى مجلس الاقليات العراقية وهو منظمة غير حكومية انشئ عام 2005 ويجمع ممثلي سبع اقليات عراقية (الارمن والكلدواشوريين والكرد الفيليين والصابئة والشبك والتركمان والايزيديين)..
ثم يستعرض بالتفصيل كل اقلية فيذكر المسيحيون وتوزيعهم السكاني الذي يتركز في بغداد والبصرة والموصل وكركوك وينقسمون الى الاشوريون (يتبعون الكنيسة الشرقية او النسطورية) والكلدان (يتبعون احد المذاهب الشرقية للكنيسة الكاثوليكية) والارمن (روم كاثوليك وارثوذكس شرقيون).. والسريان (ارثوذكس شرقيون).. ويبلغ عدد الاشوريون المسيحيون في بريطانيا 8 الاف شخص وفي المانيا 20 الف شخص يعيشون هناك بصفة لاجئين.
اما التركمان الذين يتركز تواجدهم في كركوك وديالى وبغداد فيشكلون 3 بالمائة من السكان ويعتنقون المذهب السني والشيعي.
اما الصابئة المندائيون فهي ديانة قديمة يعود تاريخها الى حضارة وادي الرافدين، ويوحنا المعمدان هو نبيها الرئيس، وتوزيعهم الجغرافي يتركز في بغداد ومناطق الاهوار في جنوب العراق والموصل.. اما اعدادهم فبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش يبلغ 30 الف شخص قبل 2003 تقلص عام 2005 الى 13 الف شخص.
اما الايزيديون فقد قدرت مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة اعدادهم 550 الف ايزيدي في العراق من اصل 800 الف ايزيدي في جميع انحاء العالم.. يقطن اغلبهم في اقليم كردستان وفي الموصل وبالتحديد في منطقة شيخان، والايزيديون ديانة قديمة ترجع الى اربعة الاف عام ومن معتقداتهم بان الله بعدما خلق الانسان طلب من الملائكة ان تسجد له ولكن ملاكا واحدا رفض السجود فصار من المنبوذين.. وهذا الملاك الساقط هو في الديانتين الاسلامية والمسيحية هو الشيطان.. لكن الايزيديين يرون ان الله غفر له وكلفه بحماية العالم.
اما الشبك واغلبهم من الشيعة فيقطنون المناطق الشمالية من العراق وتقدر اعدادهم بـ300 الف شخص.
اما اليهود فيرجع تاريخ وجودهم في العراق الى 2600 سنة عندما جاء بهم الملك البابلي نبوخذ نصر عبيدا واستعادوا حريتهم مع مرور الوقت ليعملوا مزارعين وخياطين وصاغة وتجارا ليصل عددهم الى 150 الفا اما الان وبحسب تقارير دولية لايتجاوز عددهم 15 يهوديا في بغداد جلهم من كبار السن.
اما البهائيون فيتبعون نبيهم بهاء الله الذي نفى ان محمدا خاتم الانبياء المرسلين وانه (بهاء الله) اخر المرسلين ولا يعرف اعدادهم بالضبط او اماكن تواجدهم لكنهم في الغالب يقطنون في المناطقة المتاخمة للحدود العراقية الايرانية وبخاصة في المناطق الشمالية.
اما الكرد الفيليون (اغلبهم من الشيعة) فيقطنون المنطقة الواقعة على امتداد الحدود الايرانية العراقية في جبال زاكروس وفي مناطق من بغداد، ويمتهنون التجارة واصحاب اعمال ينشطون في حياة المجتمع السياسي والمدني، وقد تم تهجيرهم الى ايران من قبل حزب البعث بتهمة تبعيتهم الى ايران.
اما الفلسطينيون فقد بلغ عدد الجالية الفلسطينية حتى عام 2003 ما يقارب 35 الفا جاءوا الى العراق كلاجئين بعد عام 1948 و1967 ومن الكويت والخليج بعد عام 1991 اما الان فتقدر اعدادهم ما يقارب 15 الفا بعد قتل وهرب الكثيرين.
وتشير المؤلفة في كتابها أن حركة نزوح ضخمة تجري الآن في هذه المجتمعات، فقد قدرت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن زهاء نصف جماعات الأقلية غادرت البلد، وبحسب المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة تشكّل الأقليات حوالي 30 في المئة من أصل مليون وثمانمائة ألف لاجئ عراقي يبحثون عن ملاذ في الأردن وسوريا وأنحاء العالم الآن. وأن الأقليات مستهدفة تحديداً للاستئصال بسبب ديانتها وهويتها الإثنية، فالمسيحيون مهددون لأن ديانتهم تربطهم (زعماً) بالغرب وبالقوة متعددة الجنسيات في العراق، إضافة إلى أن المهنة التقليدية في بيع المشروبات الروحية تجعل هذه الديانة مستهدفة. ونعت بعض المجموعات الإسلامية الديانة الأيزيدية بـ{النجاسة» داعية إلى تصفية الأيزيديين. أما الصابئة المندائيون فإن حمل السلاح يعد انتهاكاً مباشراً لشرائعهم الدينية جاعلاً من الصعب عليهم الدفاع عن أنفسهم، اذ عانت أقليات العراق كلها عانت أشكالاً مختلفة من الانتهاكات منذ عام 2003، كتدمير دور العبادة، والقتل الجماعي بحق التجمعات التي تتردد على هذه الدور أو في محيطها. وخطف القادة ورجال الدين والمدنيين، بمن فيهم الأطفال، واحتجازهم رهائن مقابل فدية، وقتلهم. وإدخال أبناء الأقليات في الدين الإسلامي بالإكراه من خلال استخدام أساليب مثل التهديد بالقتل والاغتصاب والزواج القسري. كذلك تواجه الأقليات عملية صهر لأن المناطق التي تعيش فيها مثل الموصل والبصرة وكركوك تضعها في مركز الصراعات على السلطة بين الكرد والعرب السنة والعرب الشيعة الذين يتنازعون على دعاوى تاريخية، وما له أهمية حاسمة، على ثروات العراق النفطية الهائلة.
رغم اهمية كتاب بريتي تانيجا نظرا لقلة الكتب التي تناولت موضوعة الاقليات او انها تناولتها بتحيز قومي او ديني او اثني الا ان هذا الكتاب اعتمد على احصائيات اوردتها تقارير اعلامية وهي في الغالب غير دقيقة وغير معتمدة رسميا كما تم الاستناد الى معلومات اوردها بعض اللاجئين العراقيين في مقابلات معهم وهي لاتخلو من المبالغة والتهويل والادعاء كما حصل قبل مدة في ادعاء بعض العراقيين بالاعتداء عليهم من قبل بعض الجنود البريطانيين في البصرة وبعد استماع المحكمة البريطانية لاقوالهم ردت الدعوة بسبب المبالغة والتناقض في روايات المعتدى عليهم والشهود.
الجدير بالذكر ان بريتي تانيجا صحفية متخصصة في حقوق الانسان، حاصلة على شهادة جامعية في اللاهوت والدراسات الدينية من جامعة آمبردج. وتساهم بانتظام في مجموعة من المطبوعات ووسائل الاعلام الالكترونية والسمعية الدولية. وهي بوصفها سينمائية ، قامت بانتاج واخراج عدد من الافلام الوثائقية عن حقوق الانسان.
*اعلامي واكاديمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حق الله
jone ( 2009 / 11 / 23 - 18:25 )
شكرا اخ نجاح وشكرا الى تانجيا ايضا العبرة في بقاء شعب العراق بكافة اطيافه رغم مااصابه من كوارث داخلية وسحبت خارجيا هو ان لاحياة للعراقيين في هذا البلد مهما كانوا مسلمين ومسيحي وصابئة وايزيدية اي انهم كلهم قتلوا وهجروا واصبحوا سبايا في دول الجوار وماجارها من جوار واما استخدام كلمات بذيئة في التقرير حول ماهية الايزيدية فهذا شئ غير وارد ولامنطقي انني استطيع ان اصف اي دين اومعتقد بما يعجبني من بذئ الكلام ولكن اخلاق ديني تمنعني من ذلك لان الخالق لم يكن ملك لدين او مذهب ولو كان كذلك لما تبعه الاخرون والحكمة من افواه العقلاء تقول اذا ذهبوا اخلاق قوم ( وبقية المعنى في قلب الشاعر اذا شعر بكم رجل يقف) وشكرا ثانية


2 - الى اخي حق الله
نجاح العلي ( 2009 / 11 / 23 - 19:57 )
انا مجرد عرضت هذا الكتاب وقد اشرت الى ان مؤلفة الكتاب الصحفية بريتي تانيجا اعتمدت في كتابها على تقارير صحفية ومعلومات عامة ولا اعتقد ان فيه اي اساءة لاي اقلية لذلك ان كانت فيه بعض المعلومات المغلوطة ارجو تصحيحها والرد عليها خدمة للحقيقة ولا شيء غير الحقيقة


3 - بوركت
jone ( 2009 / 11 / 24 - 06:00 )
شكرا اخي نجاح انا لم اقل جنابكم اساء بالعكس انت في غنى عن ذلك وطالما لاحقيقة غير الله فان للايزيدية في موضوع سجود الملاك خاصية ومنه ولكوننا دين غير تبيشيري وغير مهم نشر مبادئنا على المللأ لكن عندما يغالط الحق وجب الرد فان الايزيدية والتوحيد عندها غير متعدد اعني الله واحد فقط لاغيره لاضد ولاند ولاحد لرحمته ووحدانيته وليس من التوحيد ان يظهر ملاك يغري البشرية بالزنا والقتل والسرقة والله يتفرج على جعله ملاكا واذا كان لبقية الاديان رأي اخر فلهم مايعتقدون ولدينهم تابعون ولسنا لهم بما عندهم منكرون اما ن يصف الايزيدية بالنجاسة فالاجدر به ان يكون لباسة ابيض حتى يبان الوسخ عليه والنظيف بان ذلك في الحق والعدل واسنان المشط ولافرق بين زيد وعمر وليس اتهام الاخرين وهم احسن منهم ولله في خلقه شؤون وشكرا لمن قلبه واسع كالعلي

اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ