الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الإنتخابات الزجاجية

ضياء الاسدي

2009 / 11 / 23
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تحتدم صراعات الأطراف السياسية في الدول التي تتبنى الخطاب الديمقراطي وتتبارى فيما بينها من اجل صياغة مشروعها الإنتخابي الذي من شأنة استقطاب الناخب والفوز بصوته بعد توفير ماتيسر من القناعات التي غالبا ماتنتهج المصداقية والشفافية ، تحكمها منطلقات وطنية لايمكن تسويفها او تحريفها للحيلولة دون إغفال حق الناخب في اختياره المشروط بتنفيذ الحد الادنى من الوعود التي أطلقتها وجاهرت بها الكيانات المتنافسة إبان الحملات الانتخابية التي تبنت الخلاص المقرون مع إطلاق مارد الإعمار والإزدهار من قمقم المشاريع الورقية الصمّاء .
لكن الشئ المثير للدهشة والإستغراب فيما يحصل من مهاترات وتخرصات معيبة بين الكتل السياسية في العراق قبل بضعة اسابيع من خوض غمار الانتخابات البرلمانية المزمع اجرائها مطلع العام المقبل ، حيث بدأ التراشق الإعلامي السمج بين المكونات المتناحرة بالتهم والتخوين ، خارج حدود اللياقة الإنتخابية التي تقتضي حنكة عالية من التمرس والتجمل بالهدوء وطول إناة وصبر ، وتعالت أصوات الوطنية المشوبة باللوعة والحزن على حقوق الناخب الذي استلبت حقوقه وتبخرت احلامة نتيجة عدم إيفاء الحكومات بوعودها له وإيلائه الإهتمام والمشاركة الحقيقية بالوطن ، حتى بتنا نقشعر من تلك الولائم الخطابية الفجّة التي انتبه لها المواطن العراقي ، وهذا من سوء طالع تلك الكيانات التي همّت بتوزيع وابل من الوعود الحالمة فوق رؤؤس البسطاء ، المتخمة بضيق العيش وإنحسار فسحات الأمل .
الأنكى من كل هذا وذاك ، هو الإسلوب الغير متحضر في الظهور بمتسوى لايليق ولايتفق مع اصول اللعبة الإنتخابية التي تشبة كرة زجاجية متلألأة ، لاطائل منها فيما لوهشمت بفعل المواقف المتشنجة المقذوفة من أطراف تدّعي حرصها وخشيتها على العملية السياسية الوليدة في العراق ، كما حصل مع موقف الدكتور الهاشمي بنقضه لقانون الإنتخابات ، تحت ذريعة دستورية في صون الحقّ الرفيع للمواطن من الأذى ، ومن ثمّ زجّ البلد في أزمة دستورية كفيلة بتمزيق مارتقته السنوات الست العجاف ، التي حصدت مايكفي من الأزمات والإنزلاق الموشك في إستعار حرب طائفية ، كفيلة بطمس معالم وطن تليد أسمه العراق .
هل يعقل أن تتمخض تلك النقاشات العسيرة والمتعثرة عن كنه قانون توافقي للإنتخابات البرلمانية ، رضت به على مضض معلن أغلب الآطراف السياسية الكبيرة ، وتداولت نقاطة الخلافية حتى المقاهي الشعبية المليئة بالمتعبين والبسطاء هل يعقل أن يغفله شخص بقامة نائب رئيس الجمهورية ؟ ليتفاجأ الجميع بتلويحه بسبابة النقض ليكون تحت ضوء دائرة لعبة الإنتخابات الزجاجية !( على غرار رواية الكاتب الألماني الكبير هيرمان هسه _ لعبة الكريات الزجاجية-) ليتصدر الهاشمي عناوين الأخبار والهلع السياسي من عودة الوضع السوداوي في العراق الى سيرته الأولى في الإصطفافات الطائفية ، التناحرات على مكاسب ذاتية ضيّقه ، والإحتقان السياسي المقيت الذي لامناص منه .
هكذا تكون اللعبة الإنتخابية والاّ فلا ، لعبة فيها يستبيح الدم العراقي وتوئد الأحلام الضخمة بالسلام والأمن في ظلمة قبر الدكتاتورية البعثية التي طالما سخرت قواها الخائرة لتسلق رقابنا من جديد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو