الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشقيقة الكبرى، كذبة كبرى

احمد الفلو

2009 / 11 / 24
كتابات ساخرة


لم تشهد الساحة السياسية والاجتماعية المصرية من قبل نكوصاً بمثل هذا المقدار من الانحطاط والخيبة كما تشهده هذه الأيام, حيث تشير معظم الدلائل إلى تراجع أخلاقي و هبوط قِيَمي حاد على جميع المستويات الرسمية والنخبوية, وربما كانت بوادر تلك النزعات العنصرية و التعصب المقيت تطل برأسها من حين لآخر ولكن بتؤدة واستحياء خلال الفترات السابقة ولكن الآن قد استعرت نيرانها وأحرق لهيبها صميم المجتمع المصري, وقد برز ذلك المد الجاهلي بوضوح مع قيام النظام في مصر بدور الخادم المجاني للمصالح الأمريكية والإسرائيلية وتقديم التسهيلات والدعم للقوات الأمريكية التي غزت العراق وأهلكت شعبه وتلا ذلك قصف مصنع الأدوية في السودان وإثارة الفتن بين الأشقاء العرب ثم فرض الحصار القاتل على أطفال ونساء الفلسطينيين في قطاع غزة وما تبع ذلك من اعتقال المقاومين الفلسطينيين وذبحهم داخل السجون المصرية بتعاون كامل مع عباس وعصابته الشقية, وأخيراً ذلك السعار المحموم ضد الجزائر والاعتداء على لاعبي المنتخب الجزائري وهم ضيوف على القاهرة, إلى الحد الذي نال فيه الإعلام المصري من طهارة وقدسية الثورة الجزائرية.
وقد جنَّد النظام المصري كل إمكاناته سواء الإعلامية أو الأمنية أو الاقتصادية في حملات عدائية شرسة ضد الشعب الفلسطيني والجزائري والسوري وبقية الشعوب العربية وقام دهاقنة الإعلام المصري بتجييش الرأي العام المصري ضد أشقاءه العرب عبر إثارة النعرة الفرعونية المتعصبة واستعداء الشعوب العربية وطرح شعارات مسيئة لتاريخ مصر وتشوِّه صورة الشعب المصري بل وتقزِّم دور مصر الشقيقة الكبرى للعرب إلى مستوى المهرج الأكبر.
ومن يطلع على مضامين الحملات الإعلامية التي تشنها أجهزة الإعلام المصرية الرسمية وموظفيها الردّاحين في الإذاعة والتلفاز والصحف يكتشف بسهولة كيف أنها تؤسس لمجتمع الكراهية وتفوم بتغيير نفسية وطبائع الإنسان العربي المصري الشهم والطيب وإغراقه في مستنقعات العنصرية والإعجاب الفارغ بالذات ومهاجمة الأشقاء العرب دون التمييز بين الأنظمة والشعوب حيث يكفي أن تكون فلسطينياً أو سورياً أو قطرياً مثلاً, كي يفجر الشتّامون واللعانون في كباريه الإعلام المصري في وجهك قنابلهم لمجرد أنك من بلد يناصر القضية الفلسطينية أو أن منتخب بلدك على وشك لقاء كروي مع منتخب مصر , حيث يكفيك ذنباً أن تكون من بلد عربي آخر غير مصر ليجعلك مسوخ الإعلام المصري في أدنى مراتب البشرية, أن يقول أي شخص افتحوا معبر رفح من أجل إطعام أطفال غزة وكفاكم تآمراً واصطفافاً مع محمود عباس وعصابته ضد الشعب الفلسطيني هذا وحده تهمة كافية لأن يجعلوا هذا الشخص عميلاً لإيران, أو أن تقول قناة الجزيرة أو القناة السورية أن حركة حماس قادت معركة الفرقان بجدارة و اقتدار فهذا وحده سبب كافي لأن يُدخِل شعبي قطر وسورية في زمرة الشياطين.
وفي حين لا يجرؤ أي واحد من هؤلاء الرداحين أن يتفوه بكلمة عن المجزرة الإسرائيلية بحق الجنود المصريين الذين أسرتهم إسرائيلي ثم قتلتهم عام 1967 أو أن ينتقد النظام على موقفه من إسقاط الطائرة المصرية التي أسقطتها الصواريخ الأمريكية فوق المحيط الأطلسي في 31 أكتوبر 1999 وراح ضحيتها 271 ضابطاً من خيرة الخبرات العسكرية المصرية وقد قامت الحكومة المصرية بتفويض مجلس سلامة النقل الأمريكيNTSB بالإشراف على التحقيقات واستخراج الحطام وتحليل بيانات الصندوق الأسود الخاص بالطائرة واتي ادعت أنه حادث انتحاري قام به الطيار (البطوطي), ومنذ اتفاقيات كامب ديفد وحتى يومنا هذا لايمر عام إلاّ وتقتل القوات الإسرائيلية العديد من الجنود أو أفراد الشرطة المصريين في سيناء, وهنا ننبه إلى ملاحظة هامة مفادها أن الذي ارتكب كل هذه الجرائم ليسو جزائريين ولا فلسطينيين ولا قطريين ولا سوريين ولا حتى إيرانيين.
إن زجَّ النظام للشعب المصري في معارك اصطناعية مفتعلة ضد أشقاءه العرب هو عمل مدروس يهدف إلى تحقيق غايات عديدة يمكن إيجازها بالتالي :
أولاً : النأي بمصر وشعبها عن العالم العربي وفق المخطط الصهيوني بحيث يتم الاستفراد الأمريكي الصهيوني بمصر وعزلها عن عالمها العربي وكذلك توفير الجهد والمال وخفض تكاليف الصراع لصالح إسرائيل ضد الأمة العربية , إضافة إلى مشاركة ودعم العدو الإسرائيلي في حربه الجائرة ضد الشعب الفلسطيني تارة عبر الحصار وأخرى عبر فتح الأجواء المصرية أمام الطيران الإسرائيلي لقصف قطاع غزة في مقابل الإبقاء على حسني مبارك وتسهيل توريث الحكم لإبنه, أو تمرير الرضا الإسرائيلي على انتخاب فاروق حسني لمنصب مدير عام اليونسكو, وعلى الرغم من الخدمات التي قدمها النظام المصري لإسرائيل وإحياء التراث اليهودي والتطبيع وفتح المنتجعات السياحية والمراقص والكباريهات وبيوتات الخنا والدعارة لحاملي الأيدز من الإسرائيليين في حين يقوم أبو الغيط ياور الخارجية بالتهديد بقطع أيادي الأطفال الفلسطينيين فإن هناك رفضاً شعبياً للتوريث كما أن إسرائيل أحبطت ترشيح خادمها المطيع فاروق حسني.
ثانياً : التعمية على الجرائم التي يرتكبها النظام بحق الشعب الفلسطيني ومجاهديه حصاراً وقتلاً ( الشهيد يوسف أبو زهري) وسجناً وتجويعاً ناهيك عن التحالف مع محمود عباس ودحلان وبقية اللصوص في تخريب الوضع الداخلي الفلسطيني والحؤول دون إتمام أي إنجاز للمقاومة الفلسطينية, أما الادعاء بأن الحصار إسرائيلي فهو محض افتراء, إنه حصار مصري بكل المستويات والمقاييس, وربما كانت معاناة النائب البريطاني غالاوي و مشرفي (آميال من الابتسامات) وجميع الحملات الإنسانية تشهد على ضلوع النظام المصري وربيبه عباس في الحصار.
ثالثاً : إلهاء الشعب المصري بحوادث هامشية ومعارك جانبية ليس لها أي أهمية في حياة المصريين وإبعاد الأنظار عن الأزمات الإقتصادية الطاحنة والناجمة عن عمليات النهب والاستيلاء التي يقوم بها حيتان الثراء الفاحش من أنصار النظام على حساب المواطن المصري الفقير, ذلك المواطن الذي يشتري إسطوانة الغاز المصري بأربعة أضعاف الثمن الذي يدفعه المغتصب الصهيوني.
إن سياسات منحرفة كتلك التي ينتهجها النظام المصري والتي يقوم على تنفيذها زبانيته المهرجين من إعلاميين وصحفيين ومستثقفين لا يمكن أن تستمر في الغيّ والطغيان ولابد أن تصطدم بعنف وقوة بآمال وطموحات الشعب العربي في مصر وتُحدِث زلزالاً يحطم كل أبراج الوهم الصهيوني المخيِّم على مصر العربية الأصيلة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل تقصد كان واخواتها؟
محمد البدري ( 2009 / 11 / 24 - 04:18 )
إنها العروبة (العنصرية الشوفينية المؤسسة علي الجاهلية العربية) والاسلام السياسي والغير سياسي ( المؤسس علي غيبيات لا نعلم معها مصدرا موثقا) ، كلاهما ما ارساه نظام يوليو المهرج والاقرب الي الاراجوز في سلوكه ضد الشعب المصري وضد باقي كثيرين في ذات المنطقة شانه شأن عمرو ابن العاص والايوبي وكل لصوص التاريخ وكل من ادخل المنطقة في ظلام لاكثر من 1400 عام. فمن هذا الكاذب الذي قال بالشقيقة الكبري سوي انه احد العروبيين او الاسلاميين باعتبار ان مصر عربية وان مجرد وجود مسلم علي ارض ما فهو اخ في امة متوهمة اسمها الامة العربية أو الامة الاسلامية. مقالتك افاقة من غيبوبات الاقوال الدينية بالامة الواحده بالاعتراف بان كل نظام عربي هو عميل وكذاب ومنافق وكل اسلامي ايضا هو ارهابي. فهل اهل غزة المأخوذين رهينة تقتل بناتها لانها تجلس بدون محرم علي شاطئ البحر (البحر ذكر في لغة الضاد) تستحق التصفية؟ فكم من نظام هو احط من نظام تل ابيب يحكم المنطقة ولا نراه لانه يبسمل ويحوقل وينطق بالشهادتين.


2 - هناك شيئان صحيحان في هذه المقاله
محمد حسين يونس ( 2009 / 11 / 24 - 05:58 )
الشىء الاول العنوان الشقيقه الكبرى كذبه اوافقك تماما.. الشىء الاخرهو المحور كتابات ساخره هي فعلا نكته فكل ما جاء عن العروبه والتضحيه العربيه حتي اخر مواطن مصرىنكته اصبحت من تكرارها سخيفه ما علينا يا سيد فلو مصر قبل وهم القوميه العربيه كانت الملجاء لكل الفنانين والمثقفين في البلاد المجاوره ترحب بهم بحب وتستوعبهم ضمن ابنائها لا فرق بين مسيحي اودرزى اومسلم اوحتي كافر وكان الساسه الهربون يعيشون معنا في امان .. حتي لو كان يهوديا ثم جاءت القوميه اللعينه لتجعل منا كبلش فداء لها .. كفي فداء واهلا بالاصدقاء


3 - اسف للاخطاء الاملائيه
محمد حسين يونس ( 2009 / 11 / 24 - 06:16 )
ملجأ ..الهاربون..كباش ومش حعملها تاني


4 - ليتني استطيع مساعدتك
المحاصر اسلامويا ( 2009 / 11 / 24 - 11:27 )
شكرا جزيلا جزيلا جزيلا محمد البدري.
السيد الكاتب: اهلا وسهلا بك على كوكبنا الجميل، كوكب الارض، ويبدو بوضوح تام ان رحلتك الطويلة الصعبة قادما من المريخ قد ارهقت ذهنك فاصبت بوسوسات وتخاريف واصبت خاصة بأحد أسوا وأخطر الفيروسات التي عرفها التاريخ ألا وهو فيروس الامة الاسلمية الواحدة وفيروس الامة العربية الواحدة . كنت سادعو لك الله ان يشفيك لكنه لم يشفي احدا قبلك لذلك ادعو واتضرع للحوار المتمدن ولاشخاص من مثل محمد البدري ان يساعدوك في التغلب على امراضك ومقارعة هذان الفيروسان شديدا الخطورة اللذان ما ان يصيبا احدا ما حتى يحولاه وبقدرة عجيبة الى أحد أشباه البشر، خالي الذهن والوفاض يمارس النفاق والازدواجية، عاجزا تماما عن رؤية الحقائق ومايدور حوله وعاجزا بالتمام والكمال عن تلمس الطريق الصواب الى المستقبل..


5 - المزيد يا سيد محاصر
DrNak ( 2009 / 11 / 24 - 18:00 )

لقد أستمتعت بتعليق المحاصر أسلامويا (يبدو أنى محاصر مثلة)


6 - النقد يكون مهذباً وإلاّ فهو تهريج
احمد الفلو ( 2009 / 11 / 24 - 19:16 )
الى من شارك بالتعليق
أولا لاداعي للتهجم الشخصي وإن كان آلهتك التي تتضرع لها ليست بأحسن حالاً منك , أنت الذي أتيت من كوكب آخر لأن مقارعتنا للعدو الإسرائيلي كبدتنا شهداء والشهادة التي لا تعرفها أنت وأمثالك هي غاية أمنياتنا . ولكن يبدو أنك ومن شايعك لا تجيدون سوى الكلام , فيما نحن نعاني الجوع والحصار وأنتم غارقون في فذلكاتكم الكلامية الباهتة بلا لون ولا طعم ولكن تفوح منها رائحة الخبث والنتانة , , وإن أكثر ما يدل على انحطاط الإنسانية لديكم هو التزييف , فمن قال لك أن الذهاب إلى البحر ممنوع بلا محرم ؟ وهل لو صح كلامك هذا فإنه يعني ذلك أنه يجوز لحاكم مصر المتصهين أن يقتل أطفال غزة جوعاً ؟ وهل يعجبك حاكم مصر الذي رهن مصر للصهاينة والأمريكان ؟ إذا كان هذا هو رأيك فكيف تكون تقدمياً وأنت تدافع عن عملاء الصهاينة والأمريكان ؟
وأخيراً أذكرك بشيء ربما يقلقك أن لدى حركة حماس مئات المتطوعات المجاهدات , وأن المجلس التشريعي الفلسطيني فيه عضوات نائبات من النساء أكثر مما في مجلس الشعب المصري ,,,وكم كنت أتمنى أن يكون تعليقكم على المقال منطقياً وفكرياً ولكن يبدو أنكم مصابون بفيروس الجهل والعجرفة , إنها البارانويا . وعندما تنتقدون مقالا لشخص انتقدوا محتوى المقال وليس صاحب المقال , خاصة أنكم تتصورون ب


7 - ألف سلامه عليك
youhana ( 2009 / 11 / 25 - 07:55 )
الحقيقه يا أخ فلو بعد قرائـه مقاله مثل هذه لانملك إلا أن نقول لكم شفيتم


8 - كلام معبر وصادق
رمزي ( 2009 / 11 / 25 - 12:26 )
الأخ احمد أحييك على مقالك
وأتمنى لو أن هناك الكثير من أمثلك من الشرفاء في أمتنا
لا تلتفت أخي أحمد لهؤلاء الذين يتقيأون ما في بطونهم من نتن انهم يعبرون عن حقد على فلسطين أنت يا عزيزي تتكلم عن حركة إسلامية أصيلة انتخبها ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني فليخرس هؤلاء أدعياء الديمقراطية .
إنهم يتحدثون عن فراغ لا سند شعبياً لهم كالمحاصر ويونس ويوحنا غارقون في طائفيتهم و تعصبهم ضد العروبة والإسلام خسأ كل الموتورون الحاقدون يوحنا أنت تتغوط ولكنك تظن أنك تكتنب , كل من يهزأ بشهدائنا وتضحياتنا فهو محض قمامة


9 - سلامنكم يوحنا والمحاصر ويونس
سعيد سالم ( 2009 / 11 / 25 - 15:42 )
يبدو أنكم شعرتم بأن الكاتب احمد الفلو صاحب حجة وبرهان دامغ فلم تتمكنوا من مواجهته لأنكم مهزوزون ولا ثقافة لديكم بل أنتم من الجهلة المتعصبون والدليل على ذلك أنكم لم تتمكنوا من مواجهة الكاتب القدير احمد الفلو و لم تتمكنوا من مضارعته و لا مقارعة الحجة بالحجة فدمغتكم الحقائق المذهلة في مقاله و أثارت فيكم مواطن الجهل والسخرية وأثبتم أنكم أقزام لا فكر لديكم حتى أن يوحنا هذا شعر بشيء سقط على رأسه جعله يقول شفيتم . إذهبوا وتعلموا وتثقفوا أيها الجهلة , أستاذنا احمد الفلو تحية وإلى الأمام


10 - اقتراح
nasir almansoor ( 2009 / 11 / 25 - 20:38 )
الاخوة الاعزاء جميعا نصيحة اخوية دعونا نتصرف كالفرسان ولانسفه راي ولا نتهجم على شخص صاحب الراي لانه انجع السبل في الوصول الى مانبتغيه من مناقشاتنا ودعونا ننظر الى كل الامور من جانب الاخوة الانسانية مع التذكير بان لكل قاعدة شواذ فالفلسطيني اخي مثلما المصري والعراقي .......الخ واستثني من اخوتي من كان فكره ونهجه قائم على العنف والقتل ومحاولته جعل الانسان الاخر مطية له ولكم في غاندي العظيم مثل ولامام الحسين قدوة يوم بكى على مصير من استل سيفه لمقاتلته ولنتذكر دائما ان ادم(ع) ابونا جميعا

اخر الافلام

.. ا?صابة الفنان جلال الذكي في حادث سير


.. العربية ويكند |انطلاق النسخة الأولى من مهرجان نيويورك لأفلام




.. مهرجان كان السينمائي - عن الفيلم -ألماس خام- للمخرجة الفرنسي


.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية




.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي