الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدم العراقي في احقر المزادات!

كوهر يوحنان عوديش

2009 / 11 / 24
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


جريمة اخرى من جرائم المسؤولين – اللامسؤولين - العراقيين الجدد بانت معالمها للعيان لتثير الالم والحزن العراقيان المتجددان، فبعد كل ما سمعنا من قتل ونهب وتدمير وتنافس لاشرعي على السلطة وثروات البلد كشفت لنا وسائل الاعلام عن دناءة كبيرة واستخفاف لا مثيل لهما مورسا بحق الشعب والوطن من قبل بعض المسؤولين ( الذين سيختفون في مثلث برمودا كالسابقين حالما تكشف اسمائهم هاربين من المسائلة والعقاب هانئين متلذذين بما سرقوه وقبضوه ثمن سكوتهم على الدم العراقي المهدور ) الذين استلموا مبالغاً مالية بلغ مجموعها مليون دولار من شركة "بلاك ووتر" الامريكية لكسب تأييدهم واسكات المنتقدين للشركة بعد مذبحة ساحة النسور في بغداد ايلول عام 2007 التي راح ضحيتها 17 مدنياً عراقياً دون مبرر او عذر مشروع.
يتفق معي اغلب القراء بان مبلغ مليون دولار ليس بالمبلغ الهين ولا يمكن جمعه بسهولة ووقت قصير لا يتجاوز الدقائق من خلال العمل بعرق الجبين، لذلك من الطبيعي ان يكون لمبلغ كهذا وقع عظيم على نفوس الضعفاء وبائعي الضمير المؤمنين بديمومة الحياة، فتجدهم ينكرون ويحلفون كذباً بل وحتى لا يمانعون من معانقة الشيطان مقابل فلس محروق! ويفعلون كل ما حرمته الاديان والشرائع، لكن الغريب في الامر هو ان يكون المرتشي وبائع الضمير والمتاجر بدم شعبه مسؤولين عراقيين انهوا عمرهم مناضلين ضد الظلم ومنادين بحقوق الشعب وحريته، هؤلاء الذين لم يشبعوا بمئات المليارات من الدولارات التي ابتلعوها خلال السنوات الست الماضية فالتجأوا الى الدم العراقي المهدور ليصبح نبعاً اضافياً من ينابيع الحرام التي تعودوا الارتواء منها.
لقد تعامل الكثير من المسؤولين العراقيين الفاسدين بانتهازية وانانية مع الواقع والاحداث الطارئة التي حصلت في العراق بعد ازاحة النظام السابق، فالنهب وسرقة
اموال الدولة كانت من الميزات والسمات التي اشتهر وعرف بها الكثير من المسؤولين الحكوميين والحزبيين الذين فروا ( او بالاحرى تركوا الوطن وسافروا بطيارات خاصة وجواز دبلوماسي ساري المفعول! ) من وجه العدالة علانية دون عقاب او مسائلة حاملين معهم ملياراتهم وفضائحهم وجرائمهم وكأن شيئاً لم يكن، لذلك اصبحت الفضائح والتقارير التي تنشر وتشير الى حجم الاختلاس والنهب والسرقة وتهريب النفط الحاصل في العراق الجديد امراً طبيعياً لكل عراقي يعيش الواقع ويعرف أي نوع من القادة والمسؤولين يقبضون على زمام الامور، لكن ان يتجاوز المسؤولين كل الخطوط الحمراء ويتجرؤوا على الاتجار بالدم العراقي فهذه سابقة خطيرة يتوجب الوقوف عندها ومحاربتها كي لا تتكرر ( مع تيقني بأن ما اكتبه لن يكون سوى حزناً اخر ينضاف الى حزن الشرفاء من العراقيين وسكيناً يثير جرحهم النازف، لان هذه الجرائم وغيرها من الجرائم سترتكب ضد الشعب ويبقى المجرم طليقاً ما دامت حكومتنا محاصصاتية والقانون يطبق حسب ما تقتضيه مصالح الاقوى ).
همسة:-
ربما عفا الشعب عن المليارات المسروقة من خزينة الدولة، لكنه لن ينسى ويعفي عن قطرة دم تاجرتم بها او ارقتموها هدراً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قرأت هذا الخبر
nfsa ( 2009 / 11 / 24 - 23:20 )
قبل ايام قرأت موضوع بهذا الخصوص عن شركة بلاك ووتر حول دفع 100 مليون وليس مليون وتبادر الى ذهني بان هذا المبلغ سيتم تعويض الشهداء بجزء بسيط منه والباقي في الجيب.هذه الايام يطالب المسوؤلون بالتحقيق عن الجرائم والقتل لعراقيين من قبل القوات الامريكيه او من عمل معها فهل وجدوا لهم مصدرا اخر للرزق؟

اخر الافلام

.. اعتصام في حرم جامعة أوكسفورد البريطانية العريقة للمطالبة بإن


.. القوات الإسرائيلية تقتحم معبر رفح البري وتوقف حركة المسافرين




.. جرافة لجيش الاحتلال تجري عمليات تجريف قرب مخيم طولكرم في الض


.. مشاهد متداولة تظهر اقتحام دبابة للجيش الإسرائيلي معبر رفح من




.. مشاهد جوية ترصد حجم الدمار الذي خلفته الفيضانات جنوب البرازي