الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر - الجزائر ... تعادل

صلاح الجوهري

2009 / 11 / 24
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


لعل أبرز الموضوعات الموجودة على الساحة الآن هي التوتر الواضح بين البلدين مصر والجزائر على خلفية منافستهما للوصول إلى كأس العالم. ولعل المشاهد العادي يرى أن ما حدث ما هو إلا شغب يعقب أي مباراة وتعصب كروي من فئة معينة من المشجعين، لا علاقة له بالعلاقات التاريخية بين البلدين.

فازت الجزائر في مباراتها النهائية 1 صفر وتأهلت إلى المونديال بعد مباراة مشحونة من كلا الطرفين

ولكن تعادلت الدولتان في مركزهما العالمي في مقدار الشفافية في التقرير السنوي لمنظمة الشفافية والنزاهة في العالم حيث حصلت كل من مصر والجزائر على المركز 111 من أصل 180 دولة.

وكل من يتأمل المشهد جيدا يجد العديد من القضايا والكثير من الشعارات التي طالما صدقناها وهوت على أرض الواقع في أضعف صورة ممكن أن تصيب إيمان ما.

إيماننا بالقومية العربية هو شعار،... مجرد شعار، فحتى هذا الشعار تحطم على أرض الواقع، في أول خلاف بين البلدين، فأصبح في طي النسيان، بل تعدى هذا الأمر إلى العداء والبحث في الماضي المخزي لكلا من الدولتين. كل دولة تعاير الدولة الأخرى بما لديها من سقطات، فها المصريون يعايرون الجزائريين بأن لا ماض لهم ولا مستقبل أمة تعيش على هامش العالم وخالية من كل فكر وفن. وها الجزائر تعاير مصر على سفاهتها وقلة حيلتها وعدم تقبلها الهزيمة بشرف وتزايد على مصر عدم فتحها المعابر بين مصر وفلسطين وأنهم شركاء الصهاينة في مذابحهم في غزة. ترد مصر عليها بفضائيتها الكثيرة التي تملا الأثير وتسفه صحف الجزائر من مصر في جرائدها، تلك شكت للمحاكم الدولية وتلك شكت للفيفا.

الاتهامات والمعايرة المتبادلة طالت الرموز الفكرية والتاريخية الخاص بكل بلد، بل تعدى العداء إلى الندم على مساندة البلدين لكليهما في كفاحهما الوطني ضد المستعمر والتشكيك في النوايا والأعراض. هذه حال كل الدول العربية مع بعضها البعض، فكلهم أصدقاء على الورق ولكن ما إن تصادفهم مشكلة ما فيما بينهم فإنهم ينجرفون وراء عواطفهم الثائرة متناسين كافة أشكال الحوار العاقل أو حتى الدبلوماسية المدروسة القائمة على القانون.

المصريين والجزائريين ... تعادل.... يحكمهما رئيسان مشكوك في بقائهما في السلطة، وكلا البلدين تعانيان التدهور الأخلاقي والديني والاجتماعي، وكلاهما يعيشان فعلا على هامش المجتمع الدولي، يعانيان من هزائم كثيرة بين صفوفهم وبين جيرانهم. الفوز الوحيد السهل الذي يمكن أن يحصلا عليه سريعا هو فوز في 90 دقيقة هي مدة مباراة كرة القدم. فوز سهل سريع يتم على شاشات التلفاز ومنه نصنع نصرا زائفا لمجتمعين هما أشبه بالخشب الذي يبدو نظيفا ولامعا ولكن ينخر فيه السوس عقود حتى أصابه بالهشاشة ومصيره إلى الكسر.

نسى المصريون والجزائريون الانتصارات الصعبة الدءوبة التي تتم في المعامل وورش التصنيع والمكتبات والجامعات وغرف الأبحاث. ونسيا عمل كل إنسان في سبيل وطن له حياة أفضل يعيش على التحام فئاته ليعملوا لرفعة الوطن.

فالمصريون والجزائريون .... تعادل .... لهم تاريخ أسود مشترك في مجال حقوق الإنسان والتعددية الفكرية وحرية الاعتقاد.

فالمصريون والجزائريون .... تعادل .... هم أكثر الشعوب العربية إنتاجا للفكر المتطرف مقارنا بما تنتجه السعودية وحدها، بل أن المصريين متفوقين عن الجزائريين بمقدار قليل فهم من يصدر للعالم دعاة الفتنة والتطرف أمثال عمر عبد الرحمن، وتاج الدين الهلالي، وهاني السباعي، والقرضاوي، وزغلول النجار ومحمد حسان، والشيخ الحويني وهم مازالوا على قيد الحياة وكثيرهم في عداد الأموات أمثال الغزالي وأبن تيمية.

المصريين والجزائريين ... تعادل....هم أكثر الشعوب العربية إثارة للمشاكل في كل أنحاء العالم، فالجزائريون هم أكثر الأقليات إثارة للمشاكل في فرنسا فهم فئة مخربة غوغائية تميل إلى العنف المنظم وإثارة الفوضى. كما أن المصريون الآن هم بلد يسعى إلى التحرش بأي بلد لتطهير صورتها وصورة الإسلام أمام العالم وتمارس الابتزاز السياسي والصيد في الماء العكر في المجتمع الدولي. كقضية تصريحات البابا بنديكت والرسوم الكاريكاتورية للنبي والابتزاز السياسي الممارس على ألمانيا بسبب قضية مروة الشربيني.

المصريين والجزائريين ... تعادل....في حقوق الأقليات المسيحية، فكلا البلدين يحرقان الكنائس ويقفلانها، كلا البلدين يخطفان القصر ويعتدين عليهن جنسيا في سبيل إجبارهن للدخول في الإسلام، كلا البلدين تعادل في تقويض حرية الاعتقاد وتمارس ضغوطا غير عادية على المتنصرين من المسلمين.
كلا البلدين تعادل في إهانة الدين ومعتقديه، فها زغلول النجار بلسانة الفظ يتطاول على الكتاب المقدس مدلسا. وها مشجعو الجزائر الغوغائيين يدوسون الإنجيل الشريف بأقدامهم ويحرقونه في مدرجات لمباريات كرة القدم.

لافرق بين البلدين في أي نتيجة، فكلاهما خاسر وكلاهما يستحق ما يقال عنهما في وسائل إعلامهما.

لذا أقول للفريقين مصر والجزائر لا تحزنا ولا تفرحا فكلاكما ... تعادل .... صفر - صفر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أتفق معك
DrNak ( 2009 / 11 / 24 - 16:56 )
أتفق معك كليا

اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -