الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العدواني نتنياهو عاجز عن ليّ ذراع أوباما

اديب طالب

2009 / 11 / 24
السياسة والعلاقات الدولية


في مواجهة الإدارة الأميركية يصر نتنياهو على الاستمرار في احتلال الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67. وباعتبار ان هذا الاحتلال هو أقدم شكل للاستعمار في القرنين العشرين والواحد والعشرين، فعلى الإدارة الأميركية الأوبامية في تلك المواجهة أن تفهم الإسرائيليين ارغاماً، ان التسوية النهائية والدائمة، لا يمكن ان تقوم إلا بدولة فلسطينية ترسم حدودها المعطيات الجغرافية ما قبل حزيران يونيو عام 1967، وان القدس هي العاصمة المشتركة لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. عندما أكدت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون على وقف الاستيطان بكل أشكاله، لم تستثن مدينة القدس المحتلة الشريفة.
ان عزم إسرائيل على بناء 900 وحدة سكنية جديدة في مستعمرة غيلو المغتصبة من الأرض الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، فضلاً عن بناء ثلاثة آلاف وحدة سكنية أخرى في مستعمراتها في الضفة الغربية، لن يعزز أمن الدولة العبرية، كما أكد الرئيس أوباما أخيراً، واعتبر ان ذلك لن يساهم في صنع السلام.
ايجابي ما قاله أوباما ولكنه غيركافٍ لردع العدوانية الإسرائيلية المناهضة للسلام والاستقرار في المنطقة، وقد أصابت صحيفة "القدس" عندما قالت في 19/11/2009 ان هذه الدولة المسماة إسرائيل التي أقيمت على أرض مغتصبة، وعلى حساب شعب صغير أعزل، أصبحت عبئاً أخلاقياً وقانونياً وأمنياً على اصدقائها الذين لولاهم، وأموالهم، وحمايتهم، لما قامت بالأساس، ناهيك عن استمرارها لأكثر من ستين عاماً.
ان الوصول الى تلك الدولة وبتلك المواصفات، قد يمنع الفلسطينيين من اللجوء الى إعلان حقهم في قيام دولتهم من جانب واحد، وقد يمنعهم من الاحباط المؤدي لإلغاء السلطة الوطنية الفلسطينية والعودة الى ما قبل أوسلو التي قال فيها محمد حسنين هيكل "أنها ستحمل عن الإسرائيليين عبء إدارة وتسيير شؤون الفلسطينيين المحتلين"، وكلتا الحالتين تضعان الاستعمار الإسرائيلي أولاً في مواجهة العالم وعلى رأسه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما العتيدة العنيدة، والتي يبدو أن صبرها قابل للنفاذ أمام الوعود التي قطعها على نفسه أمام العالم السيد أوباما. وتضعان الاستعمار الإسرائيلي ثانياً أمام معضلة كبيرة هي إدارة شؤون الفلسطينيين المستعمَرين، وقبالة حقهم المشروع في مقاومة المحتل المستعمر وبالوسائل التي يرونها مناسبة، وقد تحدث المعجزة ويتحد الفلسطينيون امام عدو استفاد كثيراً من اختلافهم وتنازعهم على سلطة وهمية ما زالت في أفق الغيب، وليس أمام العرب كل العرب إلا ان يقفوا وراءهم بالأفعال لا بالألفاظ فقط، ويحجبوهم عن الإيراني الذي "يفاصل" عليهم في "بازار" السياسة الإقليمي والدولي. وتضعان الاستعمار الإسرائيلي ثالثاً أمام وضع، يعري عدوانيته، ويذكر بموقف العالم من الأقلية البيضاء في جنوب أفريقيا عندما تحكمت وبوحشية بمصائر الأغلبية السوداء، ان إصرار الإسرائيليين على مواقفهم الحالية سيؤدي وخلال فترة زمنية لا تتجاوز الأعوام الخمسة الى دولة إسرائيلية واحدة ليس أكثريتها من اليهود، وهنا يجب ان يكمن الخوف الإسرائيلي من انفجار القنبلة الديموغرافية، وهو بالتأكيد أكثر خطراً على الوجود الإسرائيلي من "القنبلة الذرية" الإيرانية.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لم يناور عندما تحدث عن استقالته أو عدم ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة. على إسرائيل ان تفهم أن الأمن في أراضي الـ48، والهدوء في الضفة الغربية، وعلى حدودها الشمالية والجنوبية، مرهون بمدى قبولها طوعاً أو كرهاً بالرؤية الأوبامية حول السلام الفلسطيني الإسرائيلي. وعلى إسرائيل ان تفهم أيضاً ان ما تواجهه من تهديد إيراني "نووي"، ترى الإدارة الأميركية ضرورة احتوائه، مرتبط ارتباطاً وثيقاً بذلك القبول. ان فصل الملف الإيراني عن الملف الفلسطيني وهم غير موجود إلا في أدمغة الإجرام الإسرائيلي. رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض لم يكن مناوراً عندما قال سأبني مؤسسات الدولة خلال سنتين ورئيس وزرائه يعرفان جيداً ما الذي يقولانه ويفعلانه.
لن يقدر نتنياهو على أوباما، ولن تقدر إسرائيل على العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |