الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(2)نحو تقدّم فكريّ أرقى

علي مرعي

2004 / 6 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


عرضنا في الموضوع السابق حتميّة النزوع نحو التفكير المنهجي للوصول الى أعلى درجات السلم التطويري ,ونعرض في هذا الموضوع بعض الرؤى التي يتوجّب لكل مفكّر أن ينهل منها او على أقلّ تقدير أن يوائم بين أفكاره وبينها.

1- المفكّر وعامّة الناس: يتصادم الكثير من مفكّرينا في أكثريّة كتاباتهم مع آراء الناس المسيطرة , حيث يظنّ المفكّر انه بتصادمه هذا يُحدث شرخا بينهم وبين معتقداتهم , ولكن النتيجة آلت الى أن يحدث الشرخ الكبير بين المفكر والناس , حتى انّ بعض المفكرين حديثا قد عُدّوا من المنبوذين اجتماعيا , والبعض قد أخرجهم من الملل التي ينحونها . وقد يظنّ المفكّر أن واجبه فتح أعين الناس المغلقة وتصويبهم الى ما ينبغي عليهم مواجهته , ولكن الطريقة التصادميّة او التسفيهيّة التي ينحوها قد أودت به الى أن يُحشر في دائرة الإتهام طوعا او كرها. لذلك نقول إن تغيير الأفكار لا يمكن أن يحدث جملة , وخصوصا في مجتمعاتنا الشرقيّة التي ألفت ما هي عليه , مما يتوجّب ان نسير مع الناس الهوينا في سبيل التقدم الفكري الذي ننشده.

2- المفكّر واللغة: لا شكّ وأن اللغة تُعدّ من أسس المجتمع ودعائمه , فأي مجتمع كائن ما كان لا يستطيع النهوض دون آليّة يستطيع في ضوئها التفاهم مع الغير. وأي محاولة لتقويض اللغة أو الزّجّ بها في زاوية الإهمال او حتى إعلان الحرب عليها , فإن هذا يُعد تخاذلا , كما قام بعض مفكّري الشرق مؤخرا بإعلان دعوات الخروج من ربقة اللغة , زاعمين بأننا بتنا في عصر انفصال الدوال عن مدلولاتها. والمفكّر الناجح هو الذي يستطيع استعمال لغته في سبيل خدمة أفكاره , والسير بها قدما , دونما إخفاق بحقّها , كما أنّ طريقته في استخدام اللغة وسوق الادلة التي يفهمها العامّة ناهيك عن الخاصّة يُعتبر من الدعائم التي تخوّل المفكر دخول عقول الناس.

3- المفكّر وقضايا العصر: إن المفكّر هو المعنيّ الأول في متابعة قضايا عصره , وتسليط الضوء عليها , والحكم عليها في ضوء المستجدّات والظروف الراهنة والمُزامنة, ولا شكّ أنّ محاولة فهم القضايا بإرجاعها الى أصلها يتطلّب جهدا بالغ الدّقّة والصّدق. وملاحظة الإطار الزمني لتطوّر الاحداث يُعدّ كفيلا بحماية المفكّر من الإنزلاق في مستنقعات التعميه . والخطأ ينجم حينما تُطرح القضايا مستقّلة , فتصدر من أقلام مفكّرينا هشّة لا قرار فيها , مما يسبب انتكاسا للمفكر , فيُسارع الى ردم الصدع وتغيير أفكاره جملة وتفصيلا , عداك عن مستلحقات التهم التي تصدر بحقّه. لذلك فدراسة اية قضية مهما كانت تافهة قبل الحكم عليها يُعتبر امرا اوّليّا من الخطإ تجاهله او تناسيه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نادين الراسي.. تتحدث عن الخيانة الجسدية التي تعرضت لها????


.. السودان.. إعلان لوقف الحرب | #الظهيرة




.. فيديو متداول لحارسي الرئيس الروسي والرئيس الصيني يتبادلان ال


.. القسام: قنصنا جنديا إسرائيليا في محور -نتساريم- جنوب حي تل ا




.. شاهد| آخر الصور الملتقطة للرئيس الإيراني والوفد الوزاري في أ