الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتحاد الامم بين الاكراه والحرية

كاظم الحسن

2009 / 11 / 25
العولمة وتطورات العالم المعاصر


البعض ينظر الى ما حصل للاتحاد السوفيتي واوروبا الشرقية، على انه انهيار وتفكك للامبراطورية الشيوعية والبعض الاخر ينظر على انه تحول عظيم نحو الديمقراطية والمجتمع المدني، وان ما حدث هو افول النموذج التسلطي وبزوغ نظام المؤسسات التمثيلي والذي كان عبارة عن موجة شملت خمسين دولة في العالم.
ويبدو ان البعض الذي يأسف على انهيار الامبراطوريات، ونيل الشعوب حقوقها، مازال يجتر مقولات على مدى نصف قرن عن (الوحدة القومية والاستقلال السياسي، الاشتراكية، الاسلام السياسي الاممي). انهم يحملون اوهام العقل الامبراطوري الذي يسعى الى فرض شعارات من متحجرات الحرب الباردة وبالاكراه.
وكان الطريق نحو العنف والدم والحروب التي اهدرت فرص التنمية والتطور والرفاهية.
ولو اخذنا العراق نموذجاً في زمن البعث الفاشي وعن نظام الشمولي الذي اقامه، وعن الدولة التي فقدت جميع مكوناتها من حيث العقد الاجتماعي والحياة الدستورية والقانونية واحترام حقوق الانسان، نرى مآساة الوحدة العربية في غزو الكويت، ومآساة الوحدة الوطنية في سياسة التطهير والتهجير للكرد والشيعة.
ان الحديث عن وحدة هلامية وهدف طوباوي مستحيل التحقيق، وتعذر تطبيقه، يلقي باللائمة على القوى الخارجية وتتنصل الحكومة او الحزب من واجباتهم وتقدم معارضي الوحدة كبش فداء.
ولو نظرنا الى عملية قيام الوحدة نرى انها تكون، اما عن طريق الديمقراطية والحرية القاعدة التي تبنى عليها، واما القوة والغزو وفي هذه الحالة يجب ان يكون الكل مع هذا الهدف ومن يخالفه يكون متآمر وعدو وعميل للقوى الاستعمارية، وهو اقصر الطرق لسفك الدماء.
فمن اجل وحدة الامة العربية ووحدة الحزب تم تشريع جميع الجرائم التي ارتكبت بحق العراقيين من عرب وكرد واصبحت العلاقة بالوطن على اساس الدم، وهي نظرية شوفينية وعنصرية من مخلفات النازية والتي اصبحت جزءاً من تكوين البعث الفاشي ومن معالم حياته السرية، والتي هي العنصر الكبير في وجوده وتكوينه القائم على القتل وسفك الدماء وتصفية جميع المعارضين له.
ان تلازم نظرية المؤامرة والعدو الازلي في ادبياته السياسية يعود الى عدم شرعيته، وان الاستقرار بالضرورة سوف يخلق الحرية والتعددية، وهذا الامر لا يزيحهم من السلطة والحكم فقط، بل قد يقدمهم الى المحاكمة، ولذا عليهم ان يقفوا بوجه السلام والاستقرار والحرية. وتكون قاعدتهم الشاذة هي الحروب الدائمة.
والحرية لا تعيش في ظل حكومات شمولية، بل تنمو في اجواء المجتمع المدني، حيث السلطات المتعددة والبرلمان والدستور ليصبح الكل في مكانه المناسب. والحرية تدعو الى الحوار والتعايش، وعلاقات المواطنة قائمة على المكان لا الزمان التاريخي او الدم.
والحرية من مترادفات الدولة فلا يمكن ان ينمو العقل الكلي الذي هو الدولة، بدون حريات العقل الجزئي، المتمثل بالافراد، ومن خلال هذه الجدلية تنمو الدولة وتتطور وتزدهر، لان العقل والحرية هما التاريخ الذي يصنع الاحداث بمسارها الطبيعي، وتقوم الحريات على احترام طبائع الاشياء وسنن الطبيعة، من تنوع وتعدد وتلون واحترام الملكيات الشخصية، وتؤكد على نسبية الحقيقة من خلال تعددها، ولقد دفعت شعوب العالم المزيد من الدماء بسبب الافكار الطوباوية المتعالية عن الواقع والتي لا يمكن تحقيقها على الارض.
ومن سخريات القدر ان الكثير ملازم لمثل هذه الافكار حتى بعد ان اثبتت التجارب فشلها وعقمها والمشكلة هنا، انهم يتصورون بان النصوص السياسية والفكرية سليمة وان العيب في الانسان ذاته، ومن هنا انطلقت الاصوات السلفية في اعادة قراءة النصوص لا الواقع، على الرغم من كون الوقائع هي الفيصل في قراءة ومعرفة الحقائق النسبية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -