الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعادة الهيكلة السورية - البدء من أسفل الهرم

فاضل فضة

2004 / 6 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


شاهدت بالصدفة مباراة سورية وطاجكستان على الفضائية السورية المعادة، وفرحت لفور الفريق السوري المكرر كما فرح غيري من ابناء الشعب السوري المحتاج جداً لأي إنتصار ولو كان معنوياً. وكم شدّ إهتمامي قول المدرّب، الذي أعتقد أنه مصري، عندما قال في إختياره لإعضاء الفريق. لقد تهكم البعض علىّ عندما قلت لهم، أن هؤلاء هم أفضل اللاعبين السوريين، وهذا هو فريق المستقبل.

وتذكرت، بعض المفاهيم الإرتجالية في أداء إداري سوري وعلى أي مستوى وموقع. تذكرت بعض المسلمات، للإختيارات في أي شئ. وكيف كان الفريق السوري، يؤلف عبر الوسائط وتدخلات من لايفهم في الأمرأي الرياضة أبداً. كما تذكرت كم المؤسسات السورية التي تدار عبر أمية وغياب معرفي شبه كامل.

كما عايشت الأداء السوري عبر جاليتنا الإغترابية، وفرض قوى الأمية والعشائرية والجاهلية قوانينها عبر مؤسسات الجالية الركيكة في كثير من القضايا.

القاسم المشترك في كل هذا الفساد المدمر، هو استخدام الشخص الغير مناسب في مكان قيادي أو إداري أو غيره.

لذا مازالت العقلية السورية، في الداخل والخارج، تعمل من خلال منطق، لايمت للعصر ومعايير الأداء بشئ. إذ مازال النظام الأبوي لأي نشاط، والعلاقات النفعية التي تصب في إنتهازية النتائج، حتى على المستوى السياسي، قائمة.

ويبدو ان الفريق الوطني السوري لكرة القدم، القديم في تاريخه، المقل في إنتاجه على المستوى العالمي مقابل الفرق العربية الأقل تاريخية، ، يعاني كما تعاني أية مؤسسة سورية من جهاز إداري فيه من أمية الإدارة الرياضية، شمولية لايمكن تصورها.

هل الفساد السوري في الإدارة لإي شئ، يحتاج إلى إعادة هيكلة جذرية؟ بما يتناسب والأداء الأفضل بالنتائج المادية له؟

للأسف الشديد نعم، حيث وبعيداً عن أية قضية سياسية أو مفاهيم حرية أو أحزاب، فإن الإدارة السورية مازالت تعمل بعقلية ماشي الحال، وبشكل لاعلاقة له مع مانسمية الكفاءة والخبرة والإمكانات.

لقد صرح الرئيس السوري مؤخراً، أن عملية الإصلاح في سورية بطيئة.

ولو تابعنا تصريحات الرئيس كلها، لوجدنا في النهاية رغبة لديه للقيام بعملية هذ الإصلاح والذي تفضل الدولة السورية تسميته بالتحديث والتطوير، ونسميه نحن بإعادة الهيكلة الشاملة للمجتمع السوري ومؤسساته.

لكن العبئ السوري وكما يبدو كبير؟ والترهل والفساد في مؤسسات الدولة السورية مستشري حتى الرمق. كما لايمكن التغافل عن وجود تيار داخل السلطة السياسية، معارض أو محذر من مخاطر الإصلاح، يفضل بقاء الأمور على حالها.

لقد فاجئني قول المدرب اللاسوري،" لقد تهكموا علي"، وإصراره على أختيار لاعبين استطاعوا الإنتصار على الفريق نفسه بيومين. ولم يكن عمل المدرب البسيط جداً، في أية معايير للدولة، إلا عملية لإختيار الأفضل السوري، الموجود، لكنه المحارب سابقاً من قبل سلطات الفساد والإرتجال بالمعرفة (الأمية بالنتائج) المنتشرة كالغول في كيان الدولة. وتساءلت، لماذا لاتبدأ عملية إعادة الهيكلة في النشاطات الغير أساسية، أو نشاطات أسفل الهرم في مراحل تصل إلى القمة كتحصيل حاصل.

لماذا، لاتبداُ السلطة السياسية، وعلى رأسها، رئيس الدولة، وتشكيل لجنة وطنية من الكفاءات، بمعايير علمية، للقيام بإصلاح النشاطات الثانوية، والتي لاتلقى معارضة أو تحذير من أية جهات ذات مصالح في التحديث الجذري المباشر؟

هذه النشاطات الثانوية، كالرياضة مثلاً، ونشاطات الادارة في المناطق النائية، وإدارة المصانع، ايضاً الثانوية وغيرهم من المؤسسات، البعيدة عن فساد المدن الكبرى وخاصة العاصمة وحيتانها الأقوياء في كل شئ.

لماذا لاتكون مدن الجزيرة وحوران وضواحي المدن مثل حلب وحماة ة وحمص ودمشق واللاذقية في كافة نشاطاتها معقل التطوير والتحديث وإعادة الهيكلة المستقبلي للوطن السوري. ونقول الضواحي وليس المدن. لإنها قد تكون قابلة أكثر، من غيرها من المدن التاريخية في مقاومة التغيير المطلوب.

ولماذا لايتم البدء في الرياضة أولاً، وفي الفن ثانياً وذلك عبر إنشاء محطات تلفزيونية محلية في هذه الضواحي، لكي تقدم الإنتاج الأرقي المتحرر من قبضة النفعيين والتقليديين في العاصمة، لكي يتحرر الإبداع السوري من أي أبوية أو إرتجالية أو وصاية.

ولماذا لايتم إختيار عديد من المؤسسات التابعة للدولة في هذه المناطق والضواحي، للعمل بها كنماذج، تتنافس فيما بينها في الإداء المبني على معايير المعرفة والكفاءة والمحاسبة عبر النتائج. بدون تدخلات أو وصايات أو ماشابه ذلك.

لقد عانت الدولة السورية من مركزية الهرم، وتحكم السلطة التنفيذية في مدينة العاصمة بكافة فضاءات الوجود الإجتماعي والإقتصادي والسياسي السوري. لذا أليس من الأفضل أن يتم البدء عملياً من الأطراف، وتحرير الإصلاح من تداخلات الحيتان الكبيرة في مركزية الدولة، الخبراء جداً في إفشال ومقاومة أي إصلاح.

لذا إذ تم البدء في منطق إعادة الهيكلة من الأطراف، في منهجية متصاعدة نحو المركز، وعبر لجنة وطنية نزيهة، مختارة عبر معايير الكفاءات، لا الواسطة، ولا أصحاب النفوذ، ويتغيرون، عندما لايقدمون النتائج. قد يساعد الرئيس وفريقه الراغب في تطوير سورية نحو الأفضل.

إن القيام بعملية الإصلاح في سورية قضية صعبة وشائكة، ولايمكن القيام بها في شكلها الصحيح، خاصة في الوطن، مادام تاجر إنتهازي طائفي وأميّ في احد بلدان الإغتراب، قادر على شراء ضمائر بعض الأنتهازيين والنفعيين مثله، المستعدين للتدخل في أي بناء أجتماعي سوري عبر مؤسسة أو عبر كيان غير رسمي، ومحاربة مصالح الجالية واصحاب الكفاءات الحقيقة فيها، بدون أي قدرة على التعلم من البلد الحضاري الجديد الذي استضافه بكل علاته الموروثة. لذا، كيف يمكن القيام بالإصلاح في سورية الداخل، أو في عقلية مريضة غير قادرة على الإستيعاب من بيئتها في الخارج، مادام مثل هذا الكيان الفاسد في إرتباط عضوي مع أجهزة الأمن والمخابرات، ورجال أعمال على شاكلته، ولايهمهم من قريب أوبعيد، مصالح الجماعة، أو مصلحتهم مع مصالح الأخرين، بل مصلحة ضيقة جداً على حساب أية قيمة وطنية حقيقة، أو إنسانية بلا حدود.

في مثل تلك الظروف الصعبة والمحاصرة، أليس من الأفضل محاولة القيام بهذه العملية الصعبة، إبتداء من الأطراف، كما ذكرنا، حيث العبئ الأقل من إرث متكالب على أنانية جامحة، ومصلحة فردية مدمرة، لعل وبهذا الشكل، لعل وعسى يمكن لهذا الإصلاح أن يكون حقيقة، ولو كان في مشاريع ثانوية، كمرحلة أولى متحررة كثيراً من قضايا، الأبوة المعتقة في قانون تاريخي عمره ألاف السنوات.

إنها فكرة، قد تكون ممكنة التحكم، وسهلة التطبيق، لان المعارضين لها قد يكونوا أقل من الراغبين ركوب بقطار الإصلاح. والإنتهازيين يمكن غربلتهم والتخلص منهم عبر المعايير والنتائج. إنها فكرة فقط، لم يهمه أمر إعادة الهيكلة والإصلاح السوري فعلاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أثار مخاوف في إسرائيل.. حماس تعيد لملمة صفوفها العسكرية في م


.. ساعة الصفر اقتربت.. حرب لبنان الثالثة بين عقيدة الضاحية و سي




.. هل انتهى نتنياهو؟ | #التاسعة


.. مدرب منتخب البرتغال ينتقد اقتحام الجماهير لأرض الملعب لالتقا




.. قصف روسي يخلف قتلى ودمارا كبيرا بالبنية التحتية شمال شرقي أو