الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في العراق الجديد

خالد عبد الحميد العاني

2009 / 11 / 26
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


وضع مجلس النواب نفسه في مأزق من الصعب الخروج منه بدون خسائر يتحملها الشعب العراقي فيما نوابه يتصارعون مثل الديكة. لقد إعتمد مجلس النواب التعديلات على قانون الأنتخابات وهي تعديلات تكرس الألتفاف على مبدأ القائمة المفتوحة وعلى الديمقراطية كألية للحكم بديلا عن النظام الشمولي الذي ساد العراق لعقود طويلة أوصل العراق خلالها لحافة الهاوية وأتى على الأخضر واليابس فيه حتى جاء الأحتلال وعلى ظهور دباباته جاء حكامه الجدد فلا عجب أن يتصارع في العراق الجديد الكل مع الكل والبعض مع البعض لأسباب لا نستطيع نحن المحكمون إدراكها فكل شيء في العراق الجديد يبدو جديد. في العراق الجديد تفرهد الدولة تحت أسماع وأبصار الحكومة ولا تفعل شيئا سوى تشكيل اللجان والقسم بأغلظ الأيمان بكشف الحقائق للشعب ثم يموت كل شيء وكأن الشعب خرفان ينسون كل شيء وكأنه لم يكن. فخامة السيد رئيس الوزراء مغرم بتشكيل اللجان التحقيقية والتي أصبح عددها بعدد سكان العراق الجديد والذي لا أحد يعرف له رقماصحيحا وهو سمة من سمات العراق الجديد. في العراق الجديد لايعاقب المفسدون بل يعاقب من يحاول منعهم من الهرب كما حصل مع قضية هروب السوداني وإرجاع طائرته حيث عوقب من أمر بإرجاعها ولا أحد يعرف أين هو السوداني. في العراق الجديد يشكل الكاريكاتير رعبا للسلطة و لكتاب سلطة العراق الجديد كما يحصل مع رسومات رسام الكاريكاتير سلمان عبد. في العراق الجديد يقتل الصحفيون والمثقفون بكواتم الصوت أمام أنظار الأجهزة الأمنية ولا تحرك ساكنا لأن الموضوع لا يهمها. في العراق الجديد ينتهك عرض الصحفية من قبل حماية أحد مسؤولي المنطقة الخضراء أمام أنظار الشرطة وعند إكمال المهمة تعود سيارات الحماية الى قواعدها داخل المنطقة الخضراء سالمة غانمة وتشكل اللجنة التحقيقية ولا أحد يسمع لها حسا ولا نفسا. في العراق الجديد أغتيل المثقف كامل شياع بكاتم الصوت على بعد أمتار من نقطة السيطرة الأمنية ومر الجناة من نقطة السيطرة الأمنية بعد إكمال المهمة بلا سؤال ولا جواب. في العراق الجديد يتم إقتحام الجامع الي أغتيل فيه نائب البرلمان حارث العبيدي من قبل القتلة أمام أنظار حماية الجامع وتقيد القضية ضد مجهول على الرغم من وعود السؤولين الأمنيين بكشف الجناة خلال إسبوع وها قد مرت أكثر من 6 أشهر ولا حس ولا خبر. في العراق الجديد يمنح الأميين والأميات جوازات سفر دبلوماسية حتى أصبحنا مسخرة للعالم . في العراق الجديد يمنح أعضاء البرلمان أنفسهم الأمتيازات دون حسيب أو رقيب. في العراق الجديد تحتاج عضوة مجلس المحافظة على محرم يداوم معها لأنها ناقصة عقل ودين. في العراق الجديد تسرق رواتب موظفي أمانة العاصمة من قبل عصابة الموظفين داخل أمانة العاصمة وأمين العاصمة نائم بستين ألف نومة. في العراق الجديد يسرق المصرف من قبل حماية نائب رئيس الجمهورية ويتم العثور على الأموال المسروقة في داخل مبنى جريدة فخامته ويهرب المخططون للجريمة الى جارتنا العزيزة إيران ولا يتم التحقيق مع فخامته ولا يطلب من الجارة العزيزة تسليم المجرمين القتلة والذين قتلو بدم بارد ثمانية حراس للمصرف. في العراق الجديد يعيش المواطنون كل هذه السنوات بدون كهرباء لأن حرامية العراق الجديد سرقوا الأموال المخصصة لأعادة الطاقة الكهربائية الى مستوى الأنتاج قبل الأحتلال. في العراق الجديدإحدى المرشحات كسفيرة تريد محرم معها أثناء المقابلة .في العراق الجديد هناك عشرات الزيارات المليونية لمراقد الأئمة بمناسبة مولدهم ومماتهم وزواجهم. في العراق الجديد يتم الأحتفال بزواج الأمام علي بن أبي طالب( رض) على فاطمة الزهراء رضوان الله عليها!!!!!! في العراق الجديد يوجد ضابط طوله 80 سم. في العراق الجديد شهادات معظم المسؤولين مزورة. في العراق الجديد تضرب المناطق الحساسة في بغداد بالسيارات المفخخة مرتين خلال شهريين ويقتل المئات من الأبرياء ووزراء الأمن صامدون في مواقعهم لأن من قتل ليسو بشر بل حيوانات أجلكم الله. في العراق الجديد يستقوي بعض السياسيين بالأجنبي بدون خجل أو واعز من ضمير كما صرح أحد السياسيين غداة مقتل مسؤول حزبي في الموصل. في العراق الجديد القمامة معلم من معالم مدننا وبالأخص عاصمتنا. في العراق الجديد يتهم كاتب نكرةالحزب الشيوعي العراقي بالتماهي مع مطلب البعثيين بتخريب العملية السياسية في حين كان الحزب الشيوعي قد طالب بإعتبار العراق دائرة إنتخابية واحدة حتى يتم تفادي الفتنة الحاصلة الأن سواء حول كركوك أو حصص المحافظات. في العراق الجديد تسرق الملايين من أصوات الناخبين وتعطى للقوائم الكبيرة ويحرم الحاصلين على تلك الأصوات منها. في العراق الجديد يتغلغل البعثيون داخل العمليةالسياسية من خلال الأحزاب الأسلامية وتلك الأحزاب تصرخ ليل نهار لتحذر من عودة البعثيين الى السلطة ومن إشراكهم في العملية السياسية. في العراق الجديد يهرب المجرمون من سجونهم ليظهرو في إيران كما حصل أخيرا في البصرة والتهريب مقابل مبالغ خيالية لمسؤولي الشرطة المهربيين والشعب لا يعرف شيئا عما يدور. وأخيرا في العراق الجديد أذكر الأصوات الحاقدة أن الشيوعيين هم وحدهم سيدافعون عن العراق الجديد ليس بالرشاشات والقنابل والمدافع والصواريخ لأنهم لا يملكونها بل في أحسن الأحوال بالسكاكيين والعصى إذا ما تعرض العراق الجديد الى خطر الردة كما حصل عام 63 وفي العراق الجديد سيهرب من يهرب وينقلب من ينقلب من حكامه الجدد لينزع الجبة والعمامة ويلبس الزيتوني إذا ما تعرض العراق الجديد لخطر الردة.
لتخرس كل الأصوات الحاقدة ولتندحر الى جحورها فالشيوعيون أشرف من أن ينال من سمعتهم الموتورون الأنتهازيون المتلونون كالحرباء والذين لهم في كل عرس قرص كما يقول المثل الشعبي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال