الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأهداف السياسية التي يطمح إليها السياسيون لكسب رهانِ الانتخابات القادمة في العراق

خالد عيسى طه

2009 / 11 / 27
حقوق الانسان



مع اِقتراب موعد الانتخابات العراقية ،تنكشف يوماً بعد يوم هشاشة العملية السياسية وتنفضح أهداف مكوناتها ،حيث بات واضحاً أن قاسماً مشتركاً واحداً يجمعهم ،هو تحقيق المكاسب الذاتية على حساب مصلحة الوطن واسترداد استقلاله والحفاظ على وحدته.




ولو تتبعنا سيرة رجال العملية السياسية خلال السنوات الأربع الماضية وهي عمر البرلمان العراقي ،والإنجازات التي حققوها للوطن والمواطن، لوجدنا أن جل هذه الإنجازات تخص رموز العملية السياسية ونوابهم في البرلمان ،وتصب في تحسين أوضاعهم المعاشية وترتيب وضعهم بعد انتهاء دورهم في هذه العملية ،أما حصة الوطن والمواطن فتكاد تكون معدومة إلا في الحالات التي تتطلب اِضفاء شرعية على قرار يريده المحتل ،والأمثلة على ذلك كثيرة ومنها تمرير الاتفاقية الأمنية الأمريكية العراقية، وكذلك البريطانية العراقية والأمثلة لاتعد ولا تحصى.




هذه الأمور أصبحت راسخة في ذهن المواطن ،الذي أصبح يجاهر وعلى شاشات التلفزة بعدم انتخابهم مرة أخرى ،لأنهم لم يحققوا له شيئا بل زادوا حياته بؤساً وشقاء من خلال نهب المال العام واستشراء الفساد في دوائر الدولة ،حيث شارك العراق في ظل حكمهم دولا أخرى في احتلال المرتبة العالمية الأولى في الفساد ،ناهيك عن فقدان الأمن الذي يجعل حياة المواطن مهددة في أي وقت من الأوقات،




الانتخابات القادمة ستكون صعبة نوعاً ما على الكتل السياسية التي احتلت الصدارة في الانتخابات السابقة ،والتي شهدت حالة تشظي ،بعضها نابع من عدم رضى البعض على سلوك البعض الأخر،وهي حالة قد نشخصها في انشقاقات حصلت في التحالف الكردستاني، وبعضها نابع من الحرص على الاستئثار بالمكاسب المادية ،معتبراً نفسه أحق من الأخرين في الحصول على ذلك ،وهكذا أصبح الائتلاف العراقي مجموعة ائتلافات ،إضافة الى انفراض عقد جبهة التوافق ،وتشكيل جبهات وقوائم انتخابية لاحصر لها.




هذه الحالة أرعبت البعض ،وخاصة الذين لايملكون قراراً داخل السلطة التنفيذية التي بيدها زمام الأمور للتلاعب بالانتخابات ونتائجها ،فاستخدموا صلاحيات دستورية ليس من شأنها تغيير شيء من قواعد اللعبة ،ولكنها أشبه بالدعاية الانتخابية ،فكان اعتراض نائب الرئيس العراقي على حصة المهاجرين من مقاعد البرلمان ،وكذلك اعتراض التحالف الكردستاني على زيادة عدد الناخبين في عدد من المحافظات لاسترضاء الناخب الكردي ليصوت لهم بدلاً من التصويت لقائمة التغيير المنشقة عنهم.




هكذا هو حال أطراف العملية السياسية قبيل الانتخابات ولسان حال المواطن العراقي يقول إلى متى يخدعنا البعض ؟وخاصة الذين برروا دخولهم العملية السياسية لإصلاحها ولإنصاف المواطن واسترجاع حقوق الوطن دون أن يفعلوا شيئاً ، فكانوا من حيث النتيجة كالذين ركبوا الدبابة الأمريكية لتدمير العراق ،والفرق بينهم أن هؤلاء مازالوا يرتدون بعد هذه السنوات برقع الوطنية ويتسترون به.




إن واقع الحال يشيرإلى أزمة ثقة حقيقية بين مواطن يريد استعادة وبناء وطن سلب منه ،وبين سياسيين يريدون تحقيق المكاسب على حساب الوطن.



أبو خلود








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -لتضامنهم مع غزة-.. كتابة عبارات شكر لطلاب الجامعات الأميركي


.. برنامج الأغذية العالمي: الشاحنات التي تدخل غزة ليست كافية




.. كاميرا العربية ترصد نقل قوارب المهاجرين غير الشرعيين عبر الق


.. هل يمكن أن يتراجع نتنياهو عن أسلوب الضغط العسكري من أجل تحري




.. عائلات الأسرى تقول إن على إسرائيل أن تختار إما عملية رفح أو