الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرقنة الرياضة

أيمن رمزي نخلة

2009 / 11 / 27
عالم الرياضة


صدق العالم الرياضي الأمريكي ملفيل ديوي الذي ابتكر تصنيف للمعرفة حين وضع رياضة كرة القدم مع الفنون الجميلة. والرياضة هكذا إحدى فروع الفنون الجميلة التي مِن المفترض أن ترقى بالذوق العام للأفراد والمجتمعات.
لكن ما حدث قبل وبعد الحربين الساخنتين بين فريقي مصر والجزائر يجعلنا نسأل عن لماذا عرقنة الرياضة بين الدولتين؟

• معنى العرقنة
أقصد بها تحويل الفن الجميل إلى حرب بين الأعراق.
لقد تحولت المباراة الرياضية إلى حرب شعواء بين العرق المصري والعرق الأمازيغي. لم تكن حوارا فنياً راقياً بين أرجل اللاعبين، ولم تكن هجوماً كروياً ودفاعاً عن مرمى، لم تكن المبارتين تكتيك رياضي ومهارات كروية بين مجموعة مِن اللاعبين، لكن تحولت إلى معركة بين الأعراق والملل والنحل والمذاهب.

• إعلام عرقنة المباريات.
ما أسواء أن يتحول بعض المسئولين عن الإعلام المرئي والمكتوب إلى أبواق لنفخ النار ووضع البنزين فوقه وزرع الخلافات والفرقة بين الأعراق المختلفة لمجرد مباراة المفترض أن يتبارى فيها الفريقان ويتحاوران بفن جميل لامتاع المشاهدين. ومن الأمثلة السيئة التي عرقن فيها الإعلام المغرض مجرد مباراة بين فريقين البرامج والمقالات التالية:ـ
1. جريدة النبأ بتاريخ 21/11/2009 وفيها تحدث كاتب المقال أو التحقيق الصحفي عن التيار الأمازيغي الذي يرفض العروبة ويرى في ضرب أكبر دولة عربية نصراً له. وكأن المباراة بين مصر والجزائر هي ساحة المعركة بين العرق الأمازيغي والعرق العربي.
2. برنامج 48 ساعة على قناة المحور يوم 20/11/2009 حيث اتصل أحد المواطنين ولم يذكر اسمه الحقيقي وكيف كال الاتهامات للعرق الأمازيغي في وصلة "ردح" لا تتفق والفن الجميل والمباراة الرياضية التي لا تستحق كل هذا التصعيد والحرب العرقية. ومما زاد الطينة بلة أن السيدة المذيعة هناء السمري طلبت مِن هذا المتصل تليفونه للتواصل معه مِن خلال وجوده في حلقة قادمة للبرنامج. وكأن الحرب بين العرق الأمازيغي والعرق العربي أو العرق المصري هو أساس الصراع الرياضي.
3. الكاتبة سحر الجعارة في عمودها الإسبوعي في جريدة المصري اليوم بتاريخ 21/11/2009 حيث تباهت بأنها ليست "بربرية" في سخرية واضحة مِن الأمازيغ الجزائريين، كل هذا في إطار مزيد مِن "عرقنة" الرياضة. وكأن مجرد مباراة مثل كثير مِن المباريات السابقة والقادمة بين فريقين يتباريان في إطار فن جميل تحول كل ذلك إلى حرب شعواء بين حضارتين ضاربتين في عمق التاريخ صنعتا تاريخاً وماضياً مشرفاً لا يزال يعيش على أصدائه العالم أجمع.
4. ناهيك عن كثير مِن الجرائد الصفراء والحمراء والتي بلا لون والمنتشرة على الأرصفة بلا هدف والتي كتبت قواميس وموسوعات مِن الشتائم والسباب للشعب الجزائري الشقيق.

ما هي الفائدة المرجوة مِن مباراة رياضية المفترض أنها تمتع المتفرجين عليها ثم تتحول إلى حرب ضروس بين الأعراق؟
إلى متى ندرك أن الإنسان أهم المكان؟
يا سادة، الوطن هو تلك الأرض التي تجمع البشر الذين يعيشون ويتعايشون عليها، وما أكثر المصريين والعرب الذين يعيشون ويتعايشون بين الأمازيغيين في شمال أفريقيا سواء تونس أو المغرب أو الجزائر. وكم مِن عشرات الآلاف الأمازيغيين يعيشون بين المصريين والعرب على امتداد الوطن العربي كله؟؟

يا سادة، هل مِن فائدة مرجوة مِن هذا الفن الجميل إن تحول إلى صراع عرقي بين حضارتين ضاربتين في أعماق التاريخ؟
يا سادة، إن الإعلاميين المصريين لابد أن يعتذروا إلى إخوتنا الأمازيغيين عن تلك الحرب الكلامية القذرة التي قالوها في حقهم.
إلى كل أمازيغي يعيش في مصر، أو الشرق الأوسط، أرجو أن تقبل اعتذاري الشخصي عن الكلام الغير المسئول الذي قيل مِن قلة غير مسئولة ضد الأمازيغيين.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - التهييج النفسي احداشكال التحكم بسلوك المجتمع
مواطن اممي ( 2009 / 11 / 29 - 00:27 )
تحياتي لك و شكرا لانسانيتك الجميلة عزيزي ، فعلا قد اعطي الامر هالة اكبر منه كما لو اننا بصدد حرب حقيقية ، لكنها بالفعل حرب ايديولوجية اريد من ورائها الكثير و لم تكن جزافا هكذا ، لقد اراد النظام تجييش المشاعر الوطنية للشعب المصري الشقيق و لحم وحدته الداخلية و لو بصنع عدو وهمي له - عدو هو شعب شقيق له تقاسما معا التاريخ و تمازجا بشكل حضاري و لن اذكر هنا قصة انحدارهما من اصل حامي لاني انظر الى المسائل من زاوية انسانية - ببساطة و حتى لا اطيل اراد النظام القائم بمصر تنفيش مشاعر السخط و توجيه نقمة جماهير الشعب المصري باتجاه آخر ، لان النظام يعد لمرحلة مفصلية في تاريخ مصر السياسي مرحلة تقتضي تفريغ شحنات الكبث السياسي و القهر الاجتماعي بجميع الوسائل هذا من جهة اما من جهة اخرى تـأحيد الشعب المصري خلف النظام و لو بمحاولة دغدغة مشاعره و خلق عدو و لو لم يوجد عدو هو نفسه امتداد مصر الاستراتيجي تاريخيا : تامازغا كما هي مصر مجال استراتيجي للشعوب المغاربية.
ان في المسالة كثيرا من الانات ، هكذا صرنا رعاعا يتلاعب بمشاعرنا و تؤجج معارك دونكيشوطية بين الاشقاء لتمويه الصراع مع النقيض الاساسي الامبريالية و الكيان المرضي المسمى اسرائيل!

ايضا سقط الجزائريون كشعب في الفخ و راحوا يتعاملون بردود ا

اخر الافلام

.. نوران جوهر: سعيدة بالتتويج بلقب الجونة ومستعدة لبطولة العالم


.. علي فرج: سعيد بالتتويج ببطولة الجونة وأشكر الجماهير على الدع




.. تحدي الأبطال - نهائي Legends of Runeterra


.. بعد حصولها على لقب بطولة الجونة للاسكواش سيدات ..نوران جوهر




.. من داخل ممرات ستاد القاهرة جماهير الأهلى تتوعد الترجى التونس