الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حب الوطن من الأيمان

مصطفى حسين السنجاري

2009 / 11 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا أجئ بجديد ..إذا قلت أن من بديهيات الحياة الأنسانية الأنتماء إلى الوطن وأن
من دواعي الوطنية الحقة حب الوطن ، في جميع حالاته ،في عسره قبل يسره ، في فقره قبل غناه،
في أشجانه قبل أفراحه .. فإن حب الوطن من الأيمان ومن كمال الأنسان لا من كمالياته..
وليس هذا فحسب بل لزام على كل مواطن غيور رضع الوفاء والنبل والشهامة
أن يحب الوطن بكامل ترابه ، وكامل شعبه ،وأن تكون المصلحة العامة الدائمة
دائما فوق كل مصالحه الذاتية الضيقة والآنية..ومصالحه السياسية والأقتصادية والإجتماعية والحزبية..
فان العراق عائلة كل العراقيين ،ومنزلهم وولي نعمتهم ..وحمايته والغيرة عليه فوق كل الحسابات الأخرى..
والإنسان بلا وطن بلا جذور مشرد تلهو به الرياح ..
ومن الأمور الطبيعية ،والصحية جدا أن يحب المرء عائلته دون تفرقة أو تمييز من أي نوع ، وان من يحب جزء دون جزء ،
ويفضل بعضا على بعض، ويوالي هذا ويعادي ذاك، ويبني هنا ويحطم هناك ..ويزعم أنه عراقي ، أعتقد أنه عليه
اعادة النظر في عراقيته وترتيب أبجدياته الوطنية .. ولا سيما في هذا الظرف الخطير من تاريخ العراق .. وأن من سياسة
الأحتلال أن يفرق ويمزق هذا النسيج الوطني الجميل ..ليبرر تواجده و يزرع بين صفوفه الأنانية والحقد،ويصور للبعض
غبنه ليبث فيه حب الذات ،ويبث الفتنة بين الأخوة الشركاء .. فعلى الجميع أن لا يحاولوا تعكير الماء الصافي للمصطادين في
المياه الآسنه ،وأن يلتزموا بحب الوطن على هذا الأساس ..فليس من مصلحة العراق أن يلهث الجميع خلف مصالحهم الضيقة،
وينفصل وينفرد بقراراته ، واهتماماته على حساب وحدة الوطن ولحمته ..ورحم الله من قال ( والله لا أبيع كلي ببعضي )
فنحن مسؤولون أمام الله والتاريخ والأجيال
على قراراتنا واختياراتنا .. وكل مواطن مسؤول أمام الله على اختياراته,
وعليه أن ينتخب العراقي العريق الأصيل الذي يحب وحدة ترابه ووحدة شعبه .. ويحافظ على ثرواته وممتلكاته
فالعراق جسد واحد لا يتجزأ ..فما نفع الرأس بلا جسد وأطراف ..وما جدوى الجسد بلا رأس ..
لمصلحة من كل ينادي يا نفسي ومن بعدي الطوفان ..فلسنا بصدد تقسيم الميراث وتوزيع الحصص..ونتخاصم
على القليل والكثير..فالعراق للعراقيين وليس للقادة الذين يحكمونه أو الأحزاب ..بل هو للشعب والشعب باق لا يموت.
فإن العراق لا يعترف بإبنوة الذي لا يحلم للعراق ,ولا يحلم لأسعاد كامل شعبه,ولا يسعى الى
وحدته وتقدمه ..ونحن ندعو الجميع الى الحب والتعاون، والتكاتف لبناء عراقنا، ليعود شامخا ومنتصرا بين البلدان
يرفل بالخير لشعب بار يعشق ترابه وسماءه .وليس كالوحدة والتضامن بين أطياف الشعب ما يحقق كل ذلك.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عزة.. ماذا بعد؟ | المعارضة الإسرائيلية تمنح نتنياهو -الأمان-


.. فيضانات في الهند توقع أضراراً طالت ملايين الأشخاص




.. مواجهة مرتقبة بين إسبانيا وفرنسا في نصف نهائي يورو 2024


.. الاستقرار المالي يثير هلع الفرنسيين




.. تفاعلكم | مذيعة أميركية تخسر وظيفتها بسبب مقابلة مع بايدن!