الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وبراءة من المشركين يوم الحَجّ الاكبر

رياض سبتي

2009 / 11 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


الصراعات التي جرت على أرض العراق في الشهور القليلة الماضية ، وما نتج عنها من سقوط لمئات الشهداء والجرحى، وتعطيل الحياة السياسية التي وصلت ذروتها في إقرار قانون الإنتخابات المجحف والمهين بعد تعديله ، هذه الصراعات أثبتت أن الإئتلافات والقوى السياسية والدينية التي تحكم في العراق الآن هي جزء لا يتجزأ من الأداة التدميرية الكبرى التي تحاول أن تجعل منه بلداً خارج التاريخ وخارج الحضارة أيضاً ، وهذا بالضبط ما يحدث الآن ، خصوصاً بعد أن إحتل العراق المركز الاول عربياً في قائمة الدول الفاشلة والفاسدة.
هؤلاء التدميريون ( التورابوراويون ) الذين يستمدون قوّتهم من الإئتلافات الطائفية الدينية والمؤسسات العنصرية المقيتة والمحاصصة الحزبية، هم المسؤولون عن تدمير العراق وهم المسؤولون عن كل قطرة دم شريفة سالت وتسيل على أرضه من جراء الإنفجارات الدموية وصراعات الأحزاب السياسية والدينية فيه.
الحرب التي خاضتها اميريكا ضد العراق ومن ثم إحتلاله ، كانت كارثة كبيرة ألمّت بحاضره ومستقبله ، من خلال ترسيخها لمؤسسات حكومية فاشلة بمعنى الكلمة وبمعنى الفعل أيضاً، من مؤسسة الرئاسة لصاحبها السيد جلال ( أجهل إسم السيد والده ) الطالباني الى مؤسسة رئاسة الوزراء لصاحبها ( حالياً ) السيد نوري جواد كامل ابو اسراء المالكي ، الى الطامة الكبرى مؤسسة البرلمان التي يرأسها فعلياً الشيخ العطية ،كل هذه المؤسسات فشلت في أن توقف نزيف الدم العراقي بل يُعتقد إنها هي التي تغذي العنف من خلال تضارب مصالحها نتيجة تضارب ولاءاتها الخارجية .
إنها وحَسَب الدستور العراقي تُدين بالدين الرسمي للدولة العراقية ، إذن فإن عليها أن تلتزم بتعاليم الإسلام في طريقة حكمها للرعّية على الأقل من باب (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) أو ( المؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم ) أو) المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ، ولا يحقره ( وبما إننا لم نَسلَمْ على أموالنا من فساد الحكومة وفساد مجلس النواب الذي أقرَّ إمتيازات خيالية لإعضائه ، وبما إنهم لم يحفظوا دماءنا وجعلوها مهدورة ، وبما إنهم خذلونا في إستتاب الأمن والسلام ولا يمر يوم علينا إلاّ وهناك تفجير في مكان ما من بغداد او بقية المحافظات ،وبما إنهم كذبوا علينا في التوزيع العادل للثروات على الشعب وجعلوها تنحصر في دائرة ضيقة تحيط بهم ، وبما إنهم إحتقرونا كشعب له كفاءاته وعلمائه واستوزروا من لايستحق الاستيزار ووضعوا الجهلة والأميون في مراكز قيادة الدولة فإنهم وفي كل ما سبق ، يكونون مشركين حسب المفهوم الإسلامي ,
ولأنهم كذلك فإني أُعلن براءتي من المشركين في المؤسسات الحكومية و المهنية والدينية والسياسية العراقية التالية :
1- مجلس رئاسة الجمهور ية :
السيد جلال الطالباني رئيس الجمهورية
السيد طارق الهاشمي نائب رئيس الجمهورية
السيد عادل عبد المهدي نائب رئيس الجمهورية
جميع السادة المستشارين في مجلس الرئاسة
2- مجلس رئاسة الوزراء :
السيد نوري المالكي رئيس الوزراء
السيد برهم صالح نائب رئيس الوزراء
السيد رافع العيساوي نائب رئيس الوزراء
السادة مستشارو مجلس الوزراء
3- السيد مسعود البارزاني رئيس إقليم كردستان لإضعافه دور الحكومة المركزية والدفع بإتجاه إنفصال إقليمه من خلال تصريحات التهديد المتعددة التي يطلقها في كل سانحة .
4- مجلس النواب :
السيد رئيس المجلس أياد السامرائي
السيد نائب رئيس المجلس الشيخ خالد العطية
جميع السادة النواب في المجلس بإستثناء النائب السيدة شذى الموسوي
5- كل السادة الوزراء الذين تقاعسوا في الحفاظ على أرواح العراقيين من الإنفجارات والإغتيالات وتحديداً السادة : وزير الدفاع ، وزير الداخلية ، وزير الأمن الوطني .
6- قيادة قوات بغداد التي أُنشِأَت لحفظ القانون، لكن الإختراقات الإرهابية ما زالت مستمرة وبشكل يومي . وبعد أن حدثت إنفجارات الأربعاء الدامي إكتفت هذه القوات بسجن بعض الضباط والمراتب وتحميلهم مسؤولية تلك الاختراقات ظناً منها إنها بسجن هؤلاء المساكين تكون قد قضت على الإرهاب تماما ، لكنها إكتشفت إن الفتق أكبر من أن يقدر أي أحد على ترقيعه ، حينما إستيقظت على وقع إنفجارات الأحد الدامي الذي تلا تلك الأربعاء.
7- كل المراجع الدينيّون والمؤسسات الدينية الإسلامية وغير الإسلامية التي وقفت موقفاً سلبياً تجاه إستمرار العنف ، ولم تتحرك من أجل حصر آثار الهجمات الإرهابية والقضاء عليها ، او الضغط على الحكومة المركزية لدفعها للإعلان عن المنفّذ الحقيقي لهذه الجرائم ، بدلاً من الإتهامات المرتجلة والسريعة التي تظهر علينا من خلال شاشة التلفزيون وتضارب تصريحات المسؤولين تجاهها. و تشير الوقائع الى ان هذه المؤسسات كانت سبباً مباشراً للدماء البريئة التي سالت ، نتيجة تحشيدها للمسيرات المليونية في الوقت الذي كان الأمن فيه غير مستتب .
8- كل رؤساء الأحزاب الإسلامية والعلمانية واليسارية ، فهؤلاء تنطبق عليهم الآية (وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )*، فهم يعرفون ان كل الإقنعة تسقط أمام إرادة الرّب والناس ، لكنهم ما زالوا يكذبون علينا ويوهمونا إن العراق تجاوز الصعوبات ، وان الوضع الأمني في تطوّر وتحسّن ، حتى يحصلوا على كرسي هنا او صوت هناك يرفعهم الى البرلمان ، لكننا ننام على( أربعاءٍ) دامٍ لنصحوا على (أحدٍ )اكثر دمويةٍ منه .
9- أُعلن براءتي من وزارة الثقافة العراقية التي أصبحت (حْدَيْدَة عن الطنطل ) فهي لا تستطيع أن تقدم ما يمكن أن يشير الى وجودها على قيد الحياة الثقافية العراقية ، خصوصاً بعد أن دخلت المحاصصة البغيضة كل مفاصل الحياة السياسية ، لتشمل هذه المحاصصة ،الثقافة العراقية من خلال تعيين أشخاص لا صلة لهم بالإبداع او الثقافة عموماً ليحوِّلوا دار الاوبرا في البصرة الى زريبة حمير .
10- البراءة من نقابة الصحفيين التي فقدت هيبتها وسطوتها بإعتبارها الممثل الوحيد للسلطة الرابعة ، وراحت تهادن السلطة وتتملّقها في المراكز الإعلامية لمجالس رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان ، ولم تتمكن من الضغط على الحكومة او البرلمان من أجل إقرار قانون حماية الصحفيين الذي قُدِّم كمشروع الى مجلس النواب منذ عدة أشهر ولم يُصادقْ عليه لحد الآن ، الأمر الذي فتح الباب على أكثر من مصراعيه ( لا بل نُسِفَ البابُ نَسفاً ) لإستهداف الصحفيين ومحاولة تكميم أفواههم وإسكات صوت الحقيقة ، مرة بإستخدام الترهيب كما في حالتي الشاعر احمد عبد الحسين والقاص وارد بدر سالم ومرة بإستخدام الرصاص الغادر في محاولة اغتيال الزميل عماد العبادي ،إن على مجلس النقابة الحالي الإستقالة فوراً وإعلان عجزه عن حماية حياة الصحفيين وحرية الصحافة ،حتى يصار الى انتخابات جديدة تتمخض عن هيئة قادرة على حماية منتسبيها ودعم حرية الوصول الى الخبر دون ان يكون في ذلك اي تهديد لحياتهم .
هذه براءتي اعلنها امام الناس والوطن ، الوطن الذي يقوده المشركون ( السياسيون والدينيون ) الذين استباحوا حرمته وحرمتنا وجعلوا منظر دماءنا البريئة مشهدا يومياً على شاشات التلفزة ، وهم يتبادلوا أنخابهم فرحين مع غانياتهم .
لايسعني أن أقول في النهاية إلا ما قاله صديقي المثقف أياد حسن : ( أرجو أن لا يكون الأضحى في العراق يعني التضحية بمزيد من الأبرياء ) .
اللهم إني أعلنتُ براءتي ، اللهم فأشهد .


(*) سورة المنافقين











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم