الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع الشاعر حسين ابو سعود حول واقع الثقافة العراقية في المرحلة الراهنة

وفاء الربيعي

2009 / 11 / 29
مقابلات و حوارات


حوار ــ وفاء الربيعي
حسين ابو السعود شاعر عراقي، يحترف الكتابة في الرأي ويجعل القصيدة تولد في غرف ذهنه الخلفية، مشغول بالهم العراقي برمته،
سألته عن رأيه باشكالية الثقافة العراقية بالمرحلة الراهنة؟
- كل مرحلة ولها مشاكلها وتعقيداتها واشكالياتها والانسان لم يمر بفترة خالية من المحن منذ ان هبط الي هذه الارض وعليه فالمرحلة الراهنة لا تختلف عن المراحل الاخري الا في المد والجزر، ويجب ان يتم التفريق بين المثقف وبين ادعياء الثقافة فالذي يتمنطق بمسدس ويمتهن كتابة التقارير لا يمكن ان يعد ضمن زمرة المثقفين ولو كان من حملة الشهادات، والذي يجلس وسط الاثاث الفاخر ويستخدم قلمه لتزوير الحقائق ليس بمثقف.
ان آفة الثقافة هي التشرذم وعدم احترام الراي الاخر وانا اعتبر المثقفين الذين انخرطو في الاحزاب المختلفة الدينية منها والعلمانية غير جادين مالم يفرضوا علي احزابهم احترام الاخر وتقبل الاختلاف، وما يحدث في العراق حتي الان هي مخلفات الدكتاتورية وما هدمه السياسيون لا يستطيع المثقفون ان يبنوه في يوم وليلة والحياة تظل تعاني من الثغرات ولن تصل درجة الكمال ابدا.انه الامتحان الصعب والمستمر للمثقفين.
û اذن ما سبب العلاقة المتأزمة بين المثقف والسياسي من ناحية وبينه وبين الديني من ناحية اخري؟
- المثقف رتبة ودرجة وشرف ومكانة وهو صفة يجب ان لا تطلق علي كل من يعرف القراءة والكتابة ولا علي كل من ينظم شعرا او يكتب مقالا وانما يجب ان يطلق علي كل انسان يعرف حدوده الانسانية وعلي كل من قدم شيئا للبشرية ولو بكلمة تساهم في اشاعة السلام، عالمنا عالم ملتهب منذ ان وجد والناس اعداء بعضهم البعض وكان من الضروري ان تظهر طائفة في كل مجتمع تدعو الي الوئام والمحبة والصفاء والامان والي كل شئ جميل وهم طائفة المثقفين.
المثقف مميز لا يحارب الخير ابدا ولو كلفته حياته والمثقف يدعو للسلام عندما تنشب الحروب.
وعليه فالمثقف ليس لديه حساسية من الديني المتطرف ولا من السياسي المتمصلح حتي ولا مع الجهلة والغوغاء فهو يتماشي معهم ويقدر ظروفهم ولكنهم لا يتماشون معه ويريدون صياغته وفق قوالبهم، وهذا ما يرفضه المثقف.
û كيف يستطيع المثقف ان يحدث تغييرا في مجتمعه؟
- المثقف يتميز عن الاخرين بانه يعاني اكثر وهو يعطي اكثر ويأخذ أقل ولا يستطيع ابدا احداث تغيير شامل كامل في اي مجتمع ولم يسجل التاريخ له ذلك ولكن غاية الامر انه يرفع صوته بالاصلاح ويحلم بالجمهورية الفاضلة ويملأ الدنيا شعرا ونثرا والوانا وازهارا وغناءا وتغريدا ويدعو الي الفضيلة عندما تنتشر الرذيلة ويدعو الي النور عندما يشتد الظلام.
نعم اذا اعطيت له الحكم وهيهات ان يُعطي الحكم للمثقفين فقد يستطيع ان يغير العالم انه سيفتح ابواب المطارات ويلغي القيود والتاشيرات ويطلق جميع العصافير المحبوسة من اقفاصها، انه سيعطي معني للصباح وللعيد. المثقف لا تتحقق أمانيه ابدا وهكذا حال المصلحين والانقياء.
û ماهي مهمة المثقف في هذا المضمار وكيف يستطيع ان يجعلها تأتلف كثيرا وتختلف قليلا؟
- الواقع الثقافي العراقي ليس واقعا مستقلا بذاته انه مرتبط بالواقع الثقافي المحيط به والثقافة اذا افترضنا انها تعني بناء الحضارة الانسانية فان واجباتها تتشابه في جميع المجتمعات وبناء الحضارة البشرية واحد لا يتجزأ ومن قضي زهرة حياته في البحوث العلمية حتي توصل الي اكتشاف حبة الباراسيتامول لم يشترط استعماله علي بني جلدته او ابناء وطنه او اتباع دينه ومذهبه وهذه الحبوب السحرية الموجودة في اوربا وامريكا هي نفسها الموجودة في اسرائيل وفي الاردن في العراق وفي ايران وفي افغانستان ودارفور، انها العالمية وانا اتمني للثقافة العراقية ان تكون مؤثرة ومتاثرة بالايجابيات المحيطة بها، فالمثقف واجبه التقريب وليس التخريب و يدعو الي الائتلاف وليس الي الاختلاف والاتلاف و يعمل علي جمع الشمل وليس تفريقه، وانا لست قلقا علي مستقبل العراق، والعراق سيبعث من جديد ويمارس دوره مرة اخري برفد الحضارة الانسانية بكل ما هو جديد و مفيد.
û ماحال الثقافة في العراق؟
- في العراق كثرت الاقنعة، ومشكلة الاقنعة انها تتشابه فصرنا لا نعرف المثقف الحقيقي من الدعي، الاسماء تتشابه وكذلك الاقلام والادوار تتشابه فلم نعد نعرف من ضد من؟ واذا كان كل من في المدينة يرتدون القفازات فان دم القتيل يذهب هدرا ولن نهتدي الي الفاعل الحقيقي، والفاعل الحقيقي في العراق مجهول، من يدمر؟ من يهدم؟ من يفخخ؟
من يقتل الفرح في عيون الاطفال؟.
ولكن هذا ليس مدعاة للاحباط فالعراق فيه طاقات جبارة والعراق محط تعاطف من قبل المجتمع الدولي، وعندما انتشر مثقفوه في اقاصي الارض احتجاجا علي الظلم والدكتاتورية انما كانوا يريدون ان يوصلوا رسالة السلام والمحبة والانسانية الي العالم اجمع، ومازال غناءهم في المنافي يشبه البكاء، وبكاءهم يشبه الغناء، العراق ضحية لحفنة من الظلاميين وقوي الشر الخارجين علي العقل والضمير،العراق سينتصر لامحالة وان كثرت الاقنعة.
فما بين النخبة والغوغاء خيط رفيع والنخبة دائما كانت ضحية الغوغاء الذين لا يعرفون ماذا يريدون وقد يكون منهم حملة شهادات واصحاب مطابع وارباب قلم وشتان مابين نعيقهم وبين تغريد النخبة التي تعمل لغيرها وتوزع علي الاخرين خيرها وترضي بالقليل واما الغوغاء فلا حد عندها للطمع والجشع وحب الذات وتحقيق الغايات بغض النظر عن الوسائل ولا يهمها حتي سفك الدماء فتسعي لتحقيق امانيها الزائفة الي صلب المسيح وقتل الحسين وتسبي النساء وتهلك الحرث والنسل وتصبغ الانهار بلون الدماء كل هذا والمثقف لا يستطيع ان يطأ زهرة او يدوس علي حشرة. المثقف الحقيقي امان الله في الارض فهل تلتفت اليه الحكومات وتستانس بهديه وتعمل برأيه في بناء المدن البهيجة؟.












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
لورا ( 2009 / 11 / 29 - 12:39 )
مع تحيات لورا بيروت

اخر الافلام

.. مشهد مرعب يظهر ما حدث لشاحنة حاولت عبور نهر جارف في كينيا


.. شبح كورونا.. -أسترازينيكا- تعترف بآثار جانبية للقاحها | #الظ




.. تسبب الحريق في مقتله.. مسن مخمور يشعل النار في قاعة رقص في #


.. شاهد| كاميرا أمنية توثق عملية الطعن التي نفذها السائح التركي




.. الموت يهدد مرضى الفشل الكلوي بعد تدمير الاحتلال بمنى غسيل ال