الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المقاومة المسلحة للاحتلال بين دجل الأدعاء وحقيقة الأهداف

حازم الحسوني

2004 / 6 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


يحلو للكثير من وسائل الأعلام العربية المختلفة ان تطُلق صفة المقاومة على المجاميع التي تمُارس العمل المسلح الآن ضد قوات الاحتلال في العراق , بل وتتُابع اخبارهذهِ المقاومة المزعومة بكل شغف , وتصور بقية الشعب العراقي وكأنهُ راضياً بالاحتلال , وتتعمد تجاهل كل التحركات السلمية السياسية المناؤة للاحتلال , وقد ذهب الأمر ببعض الكتاب والأعلاميين العرب والعراقيين المعروفة دوافعهم سلفاً بأتهام القوى السياسية الأخرى بالعمالة للأجنبي !!!
لابد من التأكيد مقدماً على أننا من حيث المبدأ مع كل أشكال الكفاح السلمي أو العسكري المعادية لقوات الاحتلال , ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها طالما نتحدث عن العمل المسلح:
• متى يكون هذا الأسلوب أنجع من الآخر ؟
• من هيّ القوى التي تمارس هذا العمل الآن ؟
• ماهيّ البرامج المطروحة والأهداف السياسية لها لما بعد إزالة الاحتلال ؟
• هل الظروف الموضوعية والذاتية مهيئة لخوض هذا النوع من الكفاح ؟ أي هل الجماهير مستُعدة حقاً للأنخراط بهذا العمل المسلح بعد التدمير الذي حل بالبلد , وأنهيار كل مقومات الحياة للمواطن العراقي ؟
• كيف يتم التعامل مع نتائج الحروب الهمجية التي جر بها الدكتاتور الساقط العراق وشعبهِ إليها بوحي من أسيادهِ المحتلين للعراق الآن !؟
• هل القوى التي تمارس العمل المسلح الآن موحدة في خطابها السياسي وأهدافها وبرامجها ؟
• ما علاقة هذهِ القوى مع موضوعة الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يطالب بها أغلبية الشعب العراقي , وخاصة ً بعد تجربة البعث الدموية التي أستندت على فلسفة إحتكار السلطة ونبذ الآخر ؟
هذهِ الأسئلة وغيرها الكثير , نطرحها على منظري المقاومة المسلحة من العراقيين أو العرب , وللأسف أنخرطت بعض الأقلام التقدمية العربية بهذا المنوال , إما لعدم معرفتها الكافية بالوضع العراقي , و إما نتيجة نظرتها الآحادية الجانب المستندة على المبدأ الذي يقول طالما هناك احتلال فيجب ان تكون هناك مقاومة مسلحة , وبغض النظر عن الواقفين وراءها !!!
أما من جانبنا فنقول قبل تحديد القوى التي تمارس العمل المسلح الآن , أن ظروف سقوط الدكتاتورية , وبدء احتلال العراق في يوم التاسع من نيسان عام 2003 , كانت معُقدة نتيجة العوامل الداخلية والدولية , فهنا لا نريد الخوض في تفاصيل العوامل التي جعلت من احتلال العراق أمراً واقعاً فقد تناولناه في مقال سابق , وعمل الكثير من الكتاب العراقيين الديمقراطيين على ذلك أيضاً , ففي هذا اليوم أختلطت مشاعر الشعب العراقي ما بين الرغبة في التخلص من الدكتاتورية , والمرارة من أن عملية الأسقاط هذهِ تمت على الأيدي الأجنبية , وبداية احتلال العراق , فبعد فترة وجيزة من هذا التاريخ دفعت الظروف ببعض العراقيين الى ردة الفعل غير المنظمة تجاه قوات الاحتلال نتيجة الممارسات الهمجية والغير إنسانية التي أتبعها جنود ومراتب قوات الاحتلال مع أبناء الشعب العراقي في الكثير من مناطق العراق , كالأعتقالات العشوائية , وممارسة العنف المبرمج أو العشوائي في عمليات الدهم للبيوت ...الخ يضاف الى هذا الفقر والبطالة , والتأخر في تحسين الأوضاع , و وفرة السلاح , والتواطؤ الأمريكي بفتح الحدود على مصراعيها أمام قوى الإجرام الدولية للتسلل والدخول الى العراق, وتحديد صلاحيات قوى الأمن الداخلية , ومجلس الحكم فيما بعد , وتعقيد سير العملية السياسية...الخ كل هذهِ العوامل وغيرها , مهدت للقوى التي تمارس العمل المسلح أرضية لكي تنشط بها , وتمارس أعمالها , أما هذهِ القوى فيمكن حصرها في التالي :
أولاً : فلول وعصابات النظام الصدامي التي نزلت تحت الأرض لبعض الوقت , وثم ّ عاودت الظهور على السطح من جديد بأسماء وأشكال مختلفة بتواطؤ وبمساعدة قوات الاحتلال الأمريكية نفسها .
ثانياً : قوى الأرهاب والإجرام الدولية العابرة للحدود , والساعية لتصفية حساباتها مع الأمريكان على الأرض العراقية , والساعية لترويج مشروعها السياسي الطالباني السئ الصيت .
ثالثاً : قوى متشددة إسلامية شيعية وسنية تُريد لها موقع في الخريطة السياسية العراقية , وذلك بأستخدام كل الوسائل بما فيها العنف لترهيب المواطنين العراقيين بهدف تمرير أجندتها , ورؤاها السياسية على الشعب العراقي , فما قامت بهِ هذهِ الجماعات من ممارسات وأنتهاكات كثيرة يندى لها الجبين .
أن ظروف احتلال العراق وضعت القوى السياسية الحية في المجتمع أمام أحدى الخيارين لأساليب مواجهة الاحتلال , فإما السلمي أ و المسلح , ونحنُ من جانبنا نتفق مع هذهِ القوى التي أختارت العمل السلمي حالياً , علماً أن هذهِ القوى لم تستبعد اللجوء الى أساليب العمل الأخرى أن تطلب الأمر ذلك للأعتبارات التالي :
1- أن الشعب العراقي والحالة التي يمر بها من الفقر والأمراض , وتبعات الحروب السابقة للنظام المقبور النفسية والمادية على المواطنين , وحاجة الناس للألتفات الى نفسها لتداوي جراحها , ومعرفة مصير أبناءها اللذين غيبتهم سجون الدكتاتورية ومقابرهِ الجماعية بحق بنات وأبناء العراق , تجعلهُ غير مهيأٍ أو مستعدٍ حالياً لخوض العمل المسلح , فاللجوء الى هذا العمل المسلح في الظروف الحالية يعُد بمثابة أنتحار سياسي أذا أخذنا بنظر الأعتبار العنجهية الأمريكية التي تجاوزت المجتمع الدولي في شنها الحرب , واحتلال العراق .
2- أن على قوات الاحتلال وحسب القانون الدولي , وبعد أن تم تثبيت صفة الاحتلال في قرارات مجلس الأمن , ألتزامات دولية تتعلق بحفظ أمن المواطنين , وتوفير العمل والمستلزمات الضرورية المعيشية لهم , فهذهِ مسؤوليات كبيرة لا يمكن للقوى العراقية توفيرها أو تحملها بمفردها دون الدعم الدولي , وهنا بلا شك قوات الاحتلال ومنظمات الأمم المتحدة , أذا أخذنا بنظر الأعتبار الأنهيار الكامل الذي حصل للدولة العراقية ومؤسساتها بعد أسقاط النظام المقبور .
3- علينا أستنفاذ كل الأساليب السلمية قبل اللجوء الى الأعمال المسلحة , فالتاريخ يعلمنا ان اللجوء الى هذا الأسلوب المسلح يكون آخر الخيارات وليس أولها .
4- لكي يكون العمل المسلح ناجحاً لا بد من توفير القيادة الميدانية المشتركة , و وضوح الأهداف , والأتفاق على البرامج , والخطاب السياسي , وتوفير كل مستلزمات ممارسة هذا العمل التقنية , والفنية , والتسليحية , والسياسية , ففي ظروف تباين المصالح الحزبية والطائفية والقومية الحالية يصعب توفير هذهِ المستلزمات لخوض هذا النوع من الكفاح, ولا يستُبعد أن يكون خياراً في المستقبل لأخراج القوات الأجنبية من العراق , وإعادة السيادة الكاملة للعراقيات والعراقيين على أرضهم .
لكل هذهِ الأعتبارات الآنفة الذكر تم أختيار الأسلوب السلمي لمواجهة قوات الاحتلال , ونعتقد ان لهذا الأختيار كل مايبررهُ من الناحية الموضوعية والذاتية .
أما ما يتعلق بأهداف و برامج الأطراف التي تمارس العمل المسلح الآن فهيّ مختلفة ومتناقضة , و لكل منها أهدافها السياسية , وأجندتها الخاصة بها , فالذي يجمعهم هو ألتقاء المصالح الضيقة الأنانية مع الأستعداد لتخلي بعضهم عن الآخر ( هذا ما حصل في تجربتي الفلوجة والنجف ) بمجرد ان يحقيق أحدهم لبعض من غاياتهِ المرحلية ( بأسم مقاومة الاحتلال ) ولكن ماذا بعد إزالة الاحتلال ؟
* أن أهداف فلول صدام معروفة بلا شك , وهي العودة الى الحكم مجدداً ربما تحت يافطة أخرى أي بمعنى عودة نظام الجريمة , والمقابر الجماعية , والأنفال , وأنتهاكات حقوق البشر , فهذا الحلم لايزال يراود هؤلاء , وهم على أستعداد لأستخدام كل الأساليب القذرة لإيذاء الشعب العراقي تحت يافطة( مقاومة الاحتلال ) مثلما أذاقوه المر طيلة خمسة وثلاثين عاماً من حكمهم الأسود .
* أما قوى الأجرام العابرة للحدود فهيّ تهدف الى أقامة نظام إسلامي على غرار نظام طالبان السئ الصيت لكثرة أنتهاكاتهِ لحقوق الإنسان , والعودة بالمجتمع الى القرون الوسطى , حيث الأنظمة الأستبدادية المنتهكة لحرمة البشر وكرامتهم , فلا حق للمرأة بالعمل أو التعليم , ومنع كل مظاهر المدنية , والفنون , والإبداع الإنساني , فما على الأمة إلا أن تُطيع , وتدعوا الى ولي أمرها الشيخ أو الأمام الفلاني بطول العمر لأنهُ المنُزه , والموكل من الاله !!!
* الجماعات المتشددة السنية كجيش أنصار السنة أو جيش التحرير الإسلامي وغيرهما من التشكيلات , فهيّ لا تختلف عن مثيلاتها السابقة من حيث طائفيتها المقيتة أو دعوتها الى بناء نظام إسلامي متشدد لا يختلف عن نظام طالبان أوغيرهِ من الأنظمة الأستبدادية ذات الرداء الإسلامي المنتهكة لحقوق الإنسان .
* أما عن التيار الشيعي المتشدد الذي يتزعمهُ السيد مقتدى , فقد أعلن هذا الرجل بانهُ الممثل الشرعي للشيعة !! لا اعرف من أين أستمد هذا الرجل الشرعية في التحدث بأسم هذهِ الطائفة التي يشكل عدد أبناءها أكثر من نصف سكان العراق ؟ ثم لايخفي هذا الرجل طموحهُ في فرض رؤيتهِ السياسية على الشعب العراقي , ولو بأستخدام كل الأساليب ومنها بطبيعة الحال غير الشرعية ومن ضمنها وسائل الترهيب في فرض إرادتهِ بقوة السلاح على المواطنين أو بإقامة سجن خاص بهِ يعتقل من يشاء !!! , فما شهدتهُ مدينة البصرة ومدن الجنوب الأخرى من ممارسات لأتباعهِ , و مساعيهم بفرض الحجاب أو التضيق على الصابئة والمسيحيين بحجة بيع الخمور أو التعامل معهم كأهل الذمة الأ دليل على ذلك , وكلنا يتذكر الأنذارات التي وجهها أتباعهِ الى دور السينما ومحلات بيع الخمور في شارع السعدون ومناطق بغداد الآخرى بغلقها , وإلا واجهت التفجير والغلق بالقوة !!! وغيرها من الممارسات المشينة بمحاولات السيطرة على المؤسسات والأبنية الحكومية , والأستيلاء على الممتلكات العامة ...الخ فجوهر حركة هذا السيد هو التطلع الى قيادة الشيعة وثم قيادة الشعب العراقي بإقامة نظام إسلامي ذو صبغة وقيادة شيعية .
من هذا يتضح أن لكل من يمارس العمل المسلح الآن لهُ أجندتهُ السياسية التي يختبئ وراءها بحجة مقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق ويؤكد لنا أن هذهِ القوى متناقضة فيما بينها , وسوف لن تؤدي الى إنهاء الاحتلال بل ستُديم أمدهِ الى أجل غير مسمى , فهذا بالضبط مايطمح اليهِ الستراتيجيون الأمريكان بأنهُ لابد من خلق بؤر للمقاومة يمكن التحكم بها والأقرار بوجودها للوصول الى ذلك الهدف الأستراتيجي الكبير والمقصود بهِ السيطرة المطلقة على العراق .
لا أعلم كيف يستوي الحديث عن الأطراف التي تمُارس العمل المسلح , و وصفها بالمقاومة الوطنية !!! وهيّ نفسها التي تستهدف المواطنين العراقيين العزل قبل قوات الاحتلال من خلال أستخدام السيارات المفخخة في الأسواق العامة ومراكز تجمع المواطنيين أو الأطلاق العشوائي لقذائف الهاون التي ذهب ضحيتها العديد من الناس الأبرياء أو أستهداف مراكز الشرطة العراقية ونسف مراكزهم , و حتى بالعاملين بها كما حصل في مركز شرطة المسيب الذي نُسف على رجال الشرطة وهم في داخلهِ بعد ان تم أحتجازهم بهِ أو أستهداف البنية التحتية للأقتصاد كأنابيب النفط أو تخريب محطات توليد الطاقة , والماء , والكهرباء ...الخ من الأعمال التي أقل ما يمكن وصفها بالجرائم , و ليس بأعمال مقاومة وطنية كما يحلو للبعض أن يسميها .
أي مقاومة وطنية هذهِ التي تستهدف بأعمالها الأجرامية المسلحة مقرات كل الأحزاب الوطنية الحقيقية التي ناضلت ضد نظام صدام طيلة عقود من السنين لأنها تختلف معها في النهج والتفكير !!! و أي مقاومة وطنية هذهِ التي مارست وتمارس الأغتيال السياسي بحق الكثير من الوطنين والمناضلين الحقيقين سواء ضد نظام صدام أو ضد الاحتلال !!!
أي مقاومة وطنية هذهِ التي تتفاوض مع قوات الاحتلال نفسها خلف الكواليس لغرض تحقيق هذا المكسب أو ذاك كما حصل في مدينة الفلوجة حيث سمُحَ بدخول بعض عناصر الحرس الجمهوري الصدامي , وترتيب أوضاع المدينة مع القوات المحتلة , وتسريب ما يطلق عليهِ بالمقاتلين العرب خارج هذهِ المدينة مقابل وقف الأشتباكات مع قوات الاحتلال , والذي أتضح فيما بعد ليس ترتيب أوضاع المدينة فقط , و أنما المنطقة الغربية من العراق بمجملها , وترتيب أوضاع الشأن العراقي فيما بعد , و أما أخراج مسرحيات خطف الرهائن الغربيين أو الآسيويين وغيرهم التي أمتازت بها تلك المناطق فهي تصب في هذا الأتجاه , الأمر الذي يجعلنا نتوجس الشك والريبة من هذهِ المقاومة الوطنية للكَشر لقوات الاحتلال الأمريكي للعراق .
أما مايتعلق بالموقف من الديمقراطية فنستطيع ان نجزم بأن ليس من بين هؤلاء اللذين يمارسون العمل المسلح الآن من يحترم الديمقراطية أو يسعى الى بناءها .
الديمقراطية ليست مطلباً أمريكياً بل هيّ مطلب شعبي وطني عراقي , فبعد سنوات القمع والأذلال التي مارسها النظام الدكتاتوري الساقط تجاه الشعب العراقي تجعلهُ من غير الممكن ان يقبل بأستبدال نظام دكتاتوري متسلط بنظام إستبدادي آخر تحت يافطة الدين أو بنظام قومي متسلط جديد مع قليل من الرتوش أو المكياج .

علينا التأكيد والتذكير بالبديهية السياسية التي يخبُرنا التاريخ عنها حيث تقول , لا يمكن لأي دكتاتور يقمع شعبه , وينتهك الحريات السياسية والمدنية للمواطنيين , ويرفض الديمقراطية مبدءاً وممارسة , أن يدعي بمكافحة الأمبريالية أو بمقاومة الاحتلال , فهذا الشيء ينطبق على القوى التي تدعي بمقاومة الاحتلال الأمريكي الآن فهيّ غير معنية بإقامة الديمقراطية وأحترام حقوق الإنسان بل وغير معنية بأحترام حقوق البشر في الحياة الأ في المعايير التي يتبنوها في مخيلتهم , فبمعاينة بسيطة لسلوك وتصرفات هؤلاء المقاومين للكَشر !!! لقوات الاحتلال تكفي بنا الى الأستنتاج الى أن هذهِ القوى المدعية بمقاومة الاحتلال , ما هيّ إلا قوى تنفذ بوعي أو بدون وعي بالضبط ما يطمح اليهِ المحُتل , وهيّ غير مؤهلة لتبني أو أنتحال صفة مقاومة الشعب العراقي للاحتلال .
الدكتاتورية والاحتلال وجهان لعملة واحدة هيّ القمع , ومصادرة الحريات العامة للمواطنيين , وأنتهاك الحرمات , والكرامة الإنسانية , وأستغلال الشعوب لصالح فئات محددة على حساب الأغلبية الساحقة من أبناء الشعب , فشر الاحتلال لا يقل ضراوة عن شر الدكتاتورية , فالأول هو احتلال أجنبي والثاني احتلال وسلطة قمع محلية تخدم مصالح الأجنبي , فلا مقاومة حقيقة وفعلية للاحتلال دون الأقرار بالديمقراطية , وأحترام أرادة الشعب , والأقرار بالتعددية السياسية , والفكرية , والقومية , والدينية للمجتمع العراقي , وأحترام كرامة الإنسان , و أحترام حقوق المرأة الكاملة ومساواتها بالرجل في كل الحقوق والواجبات الكاملة دون أنتقاص .
أخيراً نقول وكما أشرنا سابقاً الى أنهُ حق مقاومة الاحتلال مشروعة وبكل الوسائل , ولكن القضية تتعلق بأختيار هذا الأسلوب أو ذاك حيث تفرض الظروف الموضوعية والذاتية شروطها على أمكانية النجاح في أستخدام هذا الأسلوب أو ذاك , فتجارب الشعوب التي قاومت الاحتلال أستخدمت كل الأساليب السلمية والمسلحة في عملها , وعرفت كيف تضع أولويات هذا العمل عن الآخر , وأحياناً ترافق الأثنين مع بعضهما , وهناك من يرغب وخصوصاً من منظري المقاومة المسلحة بمقارنة الوضع الحالي في العراق وكأنهُ في فيتنام أيام الحرب الباردة , فهناك في التجربة الفيتنامية كان أتفاق سياسي على برامج , وأهداف موحدة , وقيادات سياسية ميدانية موحدة , وخطاب سياسي موحد ....الخ , فهذا لا ينطبق على الوضع الحالي في العراق , وخصوصاً أذا أدركنا تناقض مصالح وأهداف القوى التي تمُارس العمل المسلح الآن , ورفضها للديمقراطية , ولأحترام حقوق الإنسان , والرأي الآخر , و عدم أستعدادها لضمان هذهِ الحقوق لما بعد إنهاء الاحتلال , فكيف تدُعى المقاومة بالوطنية , وتحظى بالأحترام دون أحترامها , وأقرارها بكل هذهِ الأمور المتعلقة بخيارات الإنسان العراقي الجديد ؟؟؟
السويد 10-6-2004








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تأخذ استراحة بشكل صحيح؟ | صحتك بين يديك


.. صياد بيدين عاريتين يواجه تمساحا طليقا.. شاهد لمن كانت الغلبة




.. أمام منزلها وداخل سيارتها.. مسلح يقتل بلوغر عراقية ويسرق هات


.. وقفة أمام جامعة لويولا بمدينة شيكاغو الأمريكية دعما لغزة ورف




.. طلاب جامعة تافتس في ولاية ماساتشوستس الأمريكية ينظمون مسيرة