الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفكرة الزائفة

مينا بطرس

2009 / 11 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


الأفكار كالأنسان تبدأ بتخصيب بويضات العقل لتنجب لنا الأيدلوجيات والأساطير والمعتقدات التي منها يموت في المهد ومنها من يحيا عنفوان الشاب وتنتهي أنفاسها
لهذا الحد ومنها من يحيا مرحلة الشيخوخة ومنها من تتجدد مع تغيرات الزمن ومنها من تشيخ فتصطدم مع الافكار شابة .
في حياتنا الكثير من الأساطير والمعتقدات وهناك الكثير من الثوابت والأفكار الراسخة التي لايهزها الزمن والتي تالفت مع عقولنا واحلامنا . وفي كثر من ألاحيان
كانت هي المسكرات التي دأوت الآم الزمن فعشنا في سكرها ولم نعش في يقين الحقيقة.
من هذه الأفكار التي خدعتنا (القومية العربية) التي مازال الكثير يتمسك بها ويطالب بها. أنا لاأعلم كيف يؤمن الكثير بافكار سابقة علي ناجحها. كيف تؤمن بوجود
علة بينما يختفي المعلول بمعني كيف تؤمن بوجود الكهرباء إلا عندما تعطي هذه الطاقة تعبير عن ذاتها ووجودها في ضوء المصباح.
إن القومية العربية التي أصدعت عقولنا وأخذت من طاقاتنا ودفعنا الكثير من أجلها ودعمتها ثقافة الألسنة والثرثارة لايحق أن تتواجد أو التكلم عنها في هذا العصر فالأمم لاتتقدم بالشعارات الرنانة والصيحات الكاذبة .فلماذا نتمسك بفكرة ونحارب دائما لأثبات صحتها وهي دائما ماتثبت فشلها.
الوحدة التي تمت بين (مصر)و(سوريا) لم تدم كثيرا وثبت عدم نجاحها .كما أن الذين يتباهون بالقومية العربية علي اساس وحدة اللغة والدين كان حلمهم زأئف. فلم تستطع اللغة أو الدين وهما عاملان قويان في تكوين ثقافات الشعوب أن يجعلوا العرب متحدين.
كثير من الدول الأفريقية التي كانت مستعمرات لدول أوربية ومازالت تتكلم بلغات مستعمريها حتي بعد ان تحررت لم تتحد علي اساس اللغة ولم تنادي بشعارات الوحدة لأجل اللغة فاللغه ليست الأوعاء للتعبير ونقل الأفكار . فهناك الكثير التي تعجز اللغة عن تعبيره من أفكار البشرفيضطر مستخدميها الي أستخدام لغة اخري يعبر بها عن فكره ومفاهيمه أو علمه عندما تعجز اللغة عن مواكبة التطورات الحضارية الحديثة.
أم الدين والموقع الجغرافي فأبناء الدين الواحد يتقاتلون ولنا في تاريخ أشهر ثلاث أديان شواهد علي ذلك بني أسرائيل بعد وفاة سليمان الملك وانقسام الشعب ونظرة اليهود في التاريخ الحديث الي اليهود الفلاشة ،المسيحيون بعد(مجمع خلقدونية)والحروب التي شاهدتها أوربا في أزمنة التعصب الديني مع ظهورلوثر كلفن وزينجلي،
الأنقسامات التي حدثت بين المسلمين بعد مقتل رسول الاسلام وقتل خلفاء الاسلام الأولين .
لاأعرف لماذا نتمسك بفكرة( القومية العربية) ،ياتي علي عقلي أحيانا أن الكثير من مثقفي مصر يتمسكوا بهذا الشعار لتصطبغ بدور الزعامةبرغم أن كثير من الدول العربية رأت أن مصلحتها أهم من هذة الشعارات.علي( مصر)أن تنسي هذة الشعارات الجوفاء كما أن علي المرء أن يقتنع بالأفكار التي تصمد امام متغيرات الزمن لكي يحقق ويصل لمراده وهدفه. ,ان يبحث عن خطه بديله عندما يفشل. ففشل الوحده بين (مصر) و(سوريا) أكبر دليل علي فشل (القومية العربية) كما أن غزو (صدام) لدولة
(الكويت) أكبر حافز لنبذ فكرة القومية العربية.كما أن جميع الأنظمة التي حلمت بفكرة القومية العربية هي الأنظمة التي ورثت لنا الكثير من المأسي(حزب البعث في العراق وسوريا) و(الحزب الاشتراكي في مصر).
السياسة عالم ليس به ثوابت والمصالح لاتخدمها الشعارات الرنانة .لأيصح أن أنادي بالقومية العربية رغم الأختلاف الثقافي والفكري بين كثير من الدول العربية رغم ان (مصر) يحدهامن الغرب(ليبيا) إلا أن هناك أختلاف كبير بين ثقافة الشعبين ومن الجنوب (السودان) وبفصل ألبحر الأاحمر بينها وبين (السعودية) إلا أن( مصر )
تنفرد بحاله ثقافية متميزه ومتفرده مختلفة عن الدول المجاورة لها.
كيف أدعي أن هناك أتحاد بين دول تعاني من أضطرابات داخلية ومتصارعة بأنها تستطيع أن تتوحد مع الدول المجاورة باسم (العروبة)،(السودان، لبنان، اليمن،الجزائر) دول تعاني من أضطرابات داخلية باسم الدين والطائفية والاعراق.فدول بين أبنائها هذا الخلاف غير الطبيعي في بعض الاحيان وصراع غير مبرر في بعض الأحيان الأخري أن تومن بفكره لم تثبت نجاحها .فاذا كانت شعوب في ذاتها لاتلتف حول علم بلادها فكيف تلتف حول القومية العربية.
في ظل ضعف دور (جامعة الدول العربية) وتهميش دور وساطة الدول العربية في حل النزاع وتدخل دوله غير عربية مثل (تركيا) لتلعب دور الوساطة بين(سوريا)
و(أسرائيل) وغياب دول رائده في المنطقة فانا لا استطيع أن أقول غير أن (القومية العربية) فكره زائفة من كثير من أرث الافكار الزائفة التي نعيش فيها.














التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تعليق صغير
ريهام كرم ( 2009 / 11 / 30 - 21:32 )
اولا : فعلا هذا هو عيب مجتمعنا المصرى أو العربى وهو التمسك بالافكار وكل واحد بيعتبر ان رأيه هو الصح وده بيلغى فكرة التفكير العلمى انه يعطى فرصة تبادل الاراء للوصول لرأى موحد
ولكن : لازم يبقى عندنا أساس لآزم يبقى عندنا تاريخ مش عيب بس نضيف عليه ونكبره
وده تعليق ممكن يكون ضعيف قصاد المقال الجامد جدا ده

اخر الافلام

.. مفاوضات الهدنة: -حماس تريد التزاما مكتوبا من إسرائيل بوقف لإ


.. أردوغان: كان ممكنا تحسين العلاقة مع إسرائيل لكن نتنياهو اختا




.. سرايا الأشتر.. ذراع إيراني جديد يظهر على الساحة


.. -لتفادي القيود الإماراتية-... أميركا تنقل طائراتها الحربية إ




.. قراءة عسكرية.. القسام تقصف تجمعات للاحتلال الإسرائيلي بالقرب