الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الشعبي اللبناني ... وحكومة العراق العميلة ؟

داود البصري

2004 / 6 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


يبدو أن بعض الأنوف العربية لم تفقد حاسة الشم فقط!! بل فقدت وجود الأنف ذاته!! وهو الذي جذع بنصال التصريحات الحادة ، والبيانات العنترية المثيرة للسخرية ، ومحاولة إصطناع أدوار بطولية لقضايا محسومة لاتقدم أو تؤخر في مسار الحرية العراقي وفي قاطرة الحرية العراقية التي إندفعت بقوة وعزم وتصميم غير آبهة بطنين الذباب وبخربشات بعض البقايا الديناصورية لجماعات الزعيق الثوري المضمحلة!! ففي تحرك غريب دعا تنظيم هلامي غريب يعود أصله وفصله لمرحلة الستينيات ويدعى ( المؤتمر الشعبي اللبناني ) والذي يقوده المدعو كمال شاتيلا أحد رافعي قميص عبد الناصر أيام زمان ! وأحد البقايا المتحجرة لعصر الهلوسة الثورية العربية إلى مقاطعة الحكومة العراقية الجديدة بعد أن وصمها بالعمالة والجاسوسية وعدم الشرعية إلى بقية اللغو الثوري الفاشي الفاشل المعروف والذي يهدف في المحصلة النهائية لهدف واحد ومعروف إتفقت عليه كل الأطراف الفاشية والظلامية والتي بعضها مغلف بورق سوليفان الثورة اليسارية العالمية والشعارات التقدمية المتآكلة إياها والتي لم تفرز سوى شيوع التخلف والإنحدار في عالمنا العربي ، وذلك الهدف هو تخريب وإجهاض التجربة الديمقراطية العراقية الوليدة ، ودعم الإرهاب وعصابات التخريب المتدثرة بعناوين المقاومة والتي تستهدف حياة الآمنين من النساء والأطفال ورجال الشرطة العزل الذين يحاولون حماية المجتمع العراقي من لصوص وإرهابيي الشعارات والدين والطائفة وأخيرا من إرهاب ونهيق الأحزاب والجماعات السياسية العربية والعناوين التمويهية المرتبطة بأجهزة مخابرات بعض الأنظمة المتخشبة التي تحاول وعبر تصعيد الفوضى في العراق التخلص من فواتير وإستحقاقات واجبة الدفع من أجل التغيير الحتمي في المنطقة! ، فهذا المؤتمر الشعبي اللبناني الذي لم يسمع به أحد ! ولم يكن له دور معلوم في أية ترتيبات سياسية وعسكرية في الساحة اللبنانية الحبلى بالأحداث والملفات الساخنة ظهر فجأة كنبت شيطاني ليضاف لقائمة طويلة من ديناصورات العمل السياسي وللتنظيمات والأحزاب ( المناضلة ) التي ( تفرح ) وتبتهج كثيرا لأي خراب مضاعف في العراق!! وهي حالة سادية عربية لم أجد لها نظائرا في تجارب الشعوب الأخرى ؟ فجميع الأطراف السياسية التي تدعي التقدمية ومحاربة الإمبريالية إصطفت حاليا في موقع واحد وهي تخوض ( جهادها) المقدس وحملتها الصليبية الجديدة ضد حرية العراقيين وحقهم الكامل في بناء دولتهم الجديدة وعلى أسس حضارية تتناقض بالكامل مع عبث المراحل الماضية ، ولكن على مايبدو فإن هذه الرغبة الشعبية العراقية الجامحة تتصادم مع إرادات الفاشية العربية قومية كانت أم يسارية أم دينية!! ، إذ أن الأطراف المختلفة على كل شيء قد إتفقت تكتيكيا على توحيد مواقفها وهجماتها ضد حرية العراق ، فالسلفيون الجهاديون والتكفيريون قد تحالفوا مع بعض شيعة لبنان وإيران في حلف سوريالي له مبرراته الوجيهة! والبعثيون اليمينيون إصطفوا مع خصومهم اليساريون وبقية العشائر الماركسية في خندق واحد ! وبات آية الله العظمى ينام في أحضان الرفيق المناضل!! وتلك لعمري مفاجأة لم تخطر على بال أحد وذلك أن تتوحد الأمة بمختلف أطيافها على مشروعية ( تدمير العراق) والمراهنة على إستمرارية الفوضى فيه تمهيدا لتقسيمه!! وحيث سترتاح بعدها تلك التنظيمات الهلامية الزاعقة ، المشكلة في بعض التجمعات العربية أنها في سلوكياتها كالبعير تعاير الآخرين في مسلكياتهم وتنسى أنها تحمل ( حدبة ) عملاقة لاتنتبه لوجودها المشوه ، فالمؤتمر الشعبي اللبناني مثلا وهو غير المؤتمر القومي العربي البيروتي والذي إكتسب مؤخرا إعتراف الدولة اللبنانية به بإعتباره منظمة أجنبية!! يتغاضى عن مشاكل الشعب اللبناني المعاشية والسياسية وقضية الإحتلال السوري والهيمنة الإستخبارية السورية على مقدراته وكذلك الإحتلال الإسرائيلي لمزارع شبعا وينقل إهتماماته لما خلف الحدود وتنفيذا لرغبات ( المعلمين ) في الجانب الآخر ، لذلك فهو يفتعل اليوم عناوين واسعة ويدعو الدول الكبرى لعدم الإعتراف بالحكومة العراقية الجديدة!! ويحذر العالم.. إلخ ذلك اللغو الأخرق ! ، متصورين إن الإستراتيجية الدولية يقررها نقيب ورئيس فرع في المخابرات السورية!! أو ديناصور فاشي بليد من حملة وورثة قميص جمال عبد الناصر أو من أتباع عفلق المنقرضين أو من بقايا النفايات الإرهابية من أصولية وسفلية وقومية بائسة... نعلم إن ذلك المؤتمر الشعبي اللبناني المزعوم وزعيقه ونهيقه ليس سوى زوبعة في فنجان .. ولكنها الزوبعة التي تكشف عن عمق تخلف ورداءة الخطاب السياسي العربي المعارض والحامل لكل أمراض الفاشية والعشائرية والروح المريضة ... فقاطرة الحرية في العراق لم يعد بإستطاعة قوى وأنظمة الظلام إيقافها مهما بلغت درجات التآمر والحقد المؤدلج.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد