الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا...لكاتم الصوت !

كريم الشريفي

2009 / 11 / 30
الصحافة والاعلام


عجيب هذا البلد العراق.. تتبدل الأحوال وهو لايتبدل ، وتتغير السنين وهو ثابت لايهتز بخوائه من القيم السلبية الجديدة والعتيقة معاً، تجرف السيول به كل مايقاوم الكنس وتبّقي على الزبد، والنتن. ثقافة العنف هي العنوان ، واقصاء المتنورين هو الثابت، الجهل والتجهيل هو الشيئ الذي يتعمق، التصفية الجسدية هي الحلّ لدى مؤسسات القرار السياسي والكهنوتي وفي أغلب العصور من تأريخينا. كنا نعاني من التعبير لفقدان حرية الكلمة،وحقوق الأنسان ،واحترام الرأي آبان الأنظمة السابقة لاسيما الدكتاتور المقبور. وها نحن الآن ليس في مأمن من أشد أعداء حرية الكلمة والرأي سواء مقروء أو مسموع أو مكتوب . لو سلمنا جدلاً أن احترام الكلمة يقتضي شرطاً وهو استقلال القلم ،عندها لابد من الأستجابة لما فيها من حق كشرط آخر مفروغ منه وهو صيانة حق صاحب القلم وكاتب الكلمة .وإلا اصبح قول الكلمة عبارة عن (صراخ في البرية) ليس لها تأثير أو أثر لانها تملأ الفضاء بلا جدوى ولا تحرث الأرض . أن في ثقافتنا غير مسموح بعد لأي نقد لمسوؤل أو أي سلطة سواء كانت أبوية أو عشائرية أو حكومية في عراق الحرية، خصوصاً الأخيرة منها لانها تؤدي الى تصفية الناقد وصاحب الكلمة .أما في ثقافتهم التي يتهكم البعض عليهم أي الغرب ..تقرير من صحفي يحترم الكلمة يؤدي الى استقالة رئيس أكبر دولة في العالم أمريكا . أن صحفييان في صحيفة الواشنطن بوست وهما ( بوب وودوارد ومايكل برنشتاين) أجبرا الرئيس الأمريكي ريتشارد نكسون على الأستقالة بعد كشفهما فضيحة فندق ( ووترغيت) الشهيرة وعليك القياس والمقارنة بين صحفي يستفسر عن راتب رئيس الجمهورية وأعضاء البرلمان في عراق الديمقراطية الجديدة تتم تصفيته في اليوم الثاني وبين صحفي يكتب تقرير يُجبر به رئيس أكبر دولة على الأستقالة ولله في خلقه شؤون ..!صحيح ان الحيادية بالصحافة شيئ مستحيل، بل أمر يكاد أن يكون ضرب من الخيال، رغم الأدعاء بأستقلالية المواقف لبعض الصحف أحياناً، أو تناول الأحداث بشكل موضوعي بعيد عن الدوافع للصحيفة أحياناُ أخرى . قد يكون ذلك صحيح لكن في حالات نادرة ، فهذا لايعني أن الصحيفة أو المؤسسة الأعلامية، أو القناة الفضائية ليس لها مواقف سياسية أو فكرية تعتمد الترويج لها والتثقيف بها . لكن الصحفي العراقي بالضرورة يكون غير محايداً للقضايا الوطنية مهما كان توجه صحيفته الفكري أو العقائدي أو السياسي . لذلك نجد من يتبنى قضايا وطنه وأمته وشعبه يدفع الثمن غاليا في العراق الديمقراطي اليوم ، وكأن تبني قضايا الأنسان العراقي البسيط والدفاع عنه وعن مصالحة تعتبر جريمة تصل عقوبتها الموت بكاتم الصوت، أو الأغتيال غيلةُ، كأنه ارتكب جريمة عندما يتوجة بالنقد لإداء الحكومة أو البرلمان أو الرئاسة أو أي مؤسسة حكومية آخرى. وهذا ما حصل قبل أيام لزميلنا الصحفي في قناة الديار . حقاً كانت جريمة مروعة .. جريمة آخرى حدثت قبل أيام وسط بغداد اهتزت لها الضمائر، وأدمت عليها القلوب ، وأعييت الوجدان العراقي لوقعها، وأقلقت الرأي العام .. بسبب رأي صرح به الصحفي المغدور غيلةً (عماد العبادي) في برنامج تلفزيوني على قناة الحرة قبل يوم من محاول غدره الآثمة على يد مسلحين ينتمون الى احدى الميلشيات التابعة الى أحدى حواضن مسوؤل بالسلطة في العراق الديمقراطي الجديد الذي لايعرف سوى المعالجات بالأغتيال والتصفية بالكاتم، على مجرد نقد أو تشحيص لزلل عند الحاكم، أو سوء ادارة لمتنفذ أو زبانيته تصبح العقوبة الموت بالكاتم أمر محتوم ! نحن نتضامن مع زميلنا الصحفي عماد العبادي الذي نجى بأعجوبة من الموت ونحمل السلطات الرسمية المسوؤلية الكاملة بالتحقيق وكشف ملابسات الأغتيال والأعلان عن مرتكبيها للرأي العام. كما نتمنى له الشفاء العاجل والى اسرته الصبر .. يبدو لايسع عقل المسوؤل عن النقد فضلاً عن صدره. يومياً نسمع خبراً جديداً من احد المسوؤلين بغلق صحيفة، أو بمحاكمة صحفي بسبب مقال، أو بتعليق موقع أخباري بسبب نقد ، أو محاكمة موقع بغرامات مالية كبيرة بسبب أحد الكُتاب لمقالة تناولت الفساد الأداري لأحد المسوؤلين بالحكومة انها مسخرة! قبل أشهر أمر السيد المالكي بمقاضاة موقع (كتابات) على الأنترنت بسبب مقالة تعرضت الى أحد أقربائه بالفساد ..واستصدر السيد المالكي قراراً عن طريق المحكمة بذلك وتم تبليغ السيد مدير الموقع بالقرار مما أثار حفيظة الكثير من الصحفيين والكتاب على استنكار وادانة القرار. ثم جاءت قصة حدوث سرقة بنك الرافدين بالزوية في شهر آب الماضي من قبل ضباط مسلحين ينتمون الى الفوج الرئاسي لحماية نائب رئيس الجمهورية السيد عادل عبد المهدي وكانت جريمة مركبة في بشاعتها بعد ان تم قتل 8 حراس وسرقة 4 مليار دولار. بعد ثلاثة ايام من وقوع الجريمة صرح وزير الداخلية السيد البولاني بأن المتورطين هم ضباط ينتمون للفوج الرئاسي وهم النقيب (جعفر لازم) والآخر ملازم في نفس الفوج.بعد ذلك نشرت جريدة الصباح الرسمية مقالاً يدين عملية السرقة وأوحت ضمناً الى مسوؤلية المجلس الأعلى الأسلامي الذي يتزعمة السيد عبد العزيز الحكيم عن السرقة آنذاك ..مما أثار هذا المقال غضب القيادة بالمجلس ودفع السيد جلال الصغير في خطبة الجمعة الى مقاضاة صحيفة الصباح على ترديدها الكذب والتزوير لصالح أعداء العراق.أخيراً وليس اخراً جاء دور البرلمانيون بالمطالبة بغلق ومقاضاة صحيفة المدى بسبب مقال للسيد (وارد بدر سالم) يقول أن اداء بعض البرلمانيين يساوي صفر ! وأخر الصيحات هي المطالبة بغلق أحد وأهم المواقع الرصينة على الأنتر نت وهو موقع ( الحوار المتمدن) الذي يتبنى قضايا وهموم المواطن العراقي بمنتهى المسوؤلية . نحمد الله لم نكن قريبين من صاحب السلطة في العراق لكان قرار اغتيالنا لابد منه !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليبيا: ماذا وراء لقاء رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني


.. صفاقس التونسية: ما المسكوت عنه في أزمة الهجرة غير النظامية؟




.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24