الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيخ والمريد

لحسن وزين

2009 / 11 / 30
الادب والفن


دخلت المدينة مذهولا من خشوع الناس. الوقار و الحزن و الدعاء الغامض الأقرب إلى الوشوشة النادمة عن أخطاء لم ترتكب إلا في خيالات الوهم .النظرات المستعطفة الحزينة .شيء غامض يسري في الأجساد ويشد الأرواح . نوع من جلد الذات المتعفنة .انفجر في أعماقي بركان الأسئلة المحرقة .ما الذي حدث ولمادا الناس متحلقون هنا أمام هده الغرفة البيضاء ذات القبة الخضراء لم اتجرا على خدش هدا التوحد النادر لأهل المدينة . ربما الخوف من عواقب الكلام ٲلزمني الصمت الجارح الناطق في أعماق نفسي . وبعد لحظة وأنا أساعد عجوزا على عبورالطريق سألته بطريقة فيها الكثير من التعاطف الصبر يا عمي فكلنا ليها دايم الله . تلفظت بهده الكلمات لعله يمنحني رأس الخيط اكتفى بهز رأسه كموافقة على ما أشرت إليه . لكنه عاد إلى وعيه فسألني الولي يستحق أن تكون روضته اكبر ياك واسترسل في الكلام لقد غسل أوساخنا وحافظ على نظافتنا وحمى أطفالنا ورجال البلدة من كل مكروه . ونحن نقترب من الروضة البيضاء ذات القبة الخضراء كانت الحروف بارزة و لم يكن بعيني غبش يغللهما و لا جن عقلي أو فقدت قدراتي الذهنية في ضبط ذاتي أمام هدا الحزن الجليل المهيمن عـى الناس و الشجر والتراب . الكتابة واضحة على العتبة الولي الطاهر مولاي التيد قلت في نفسي الأمر لايتعلق بسخرية سخيفة ولا بكابوس مرضي . فأهل المدينة ربمابعد أن زحف الاسمنت المسلح على جمال حقولهم وأشجارهم وولت أو انعدمت الأفراح القديمة والأحزان ألجميلة .غابت أو اختفت المروءة و الشجاعة. الكرم والسخاء . الورع و الحياء فوجدوا في هدا الرجل الظريف الذي يعرف الأعماق والأسرار جدارة الولي الصالح . فمن منا كان يفكر في أن للثوب عمقا وخبايا يمكن أن تتخدهاالاوساخ موطنا من منا استطاع أن يضحي لأكثر من خمسين سنة لكي يحافظ على بياضنا . ليس التاريخ وحده يشهد على ورعه وتقواه . فالجغرافيا على طول وعرض الوطن تعترف سألنا عدة سيدات في المغرب كله ... ويأتي الجواب حاسما لولا مولاي التيد لقتلتنا الأوساخ . نحن
الأمهات الزوجات لانستطيع أن نغير ولينا الصالح .
هكذا أعود بأيامي وأنا ارسم ثرثرات لعمري متأملا خمسين سنة من البياض وجدت نفسي امتدح أهل المدينة بعد أن اهتدوا إلى هده الفكرة الرائعة ببناء روضة الولي الصالح مولاي التيد . كم من الأحزان والأوساخ الرا قدة والآلام العميقة في قلوبنا سينظفها. آلاف العاطلين النساء والعوانس سيطفن حول روضته بعد أن يقدمن القرابين وإضاءة الشموع . هو وحده القادر على إدراك الأعماق وكشف الأسرار.
ونحن نقترب من الروضة صرخ الحراس بزيهم العسكري سكوت . نزل المسؤول ليقطع الشريط ..التكبيرات ..الله اكبر ..الله اكبر .

قال احد الخبثاء ( احتفال الشيخ بعيد ميلاده يعني انه من الدين ينتظرون اجلهم )
رد عليه صاحبه ( ولد ليخلد ذكره في الصالحات ) .
إعداد لحسن وزين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة أخيرة - الزمالك كان في زنقة وربنا سترها مع جوميز.. النا


.. المراجعة النهائية لطلاب الثانوية العامة خلاصة منهج اللغة الإ




.. غياب ظافر العابدين.. 7 تونسيين بقائمة الأكثر تأثيرا في السين


.. عظة الأحد - القس حبيب جرجس: كلمة تذكار في اللغة اليونانية يخ




.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت