الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سأرهن نوابنا

اكرم سليم

2009 / 12 / 1
كتابات ساخرة


سقطت آخر دمعة . . واستنفذتُ كلَّ ما اختزنتهُ عيوني على بلدٍ قد سقط فيه كل شئ إبتداءاً بسقوط الصنم وانتهاءاً بسقوط سياسييه ونواب شعبه الافذاذ . . ولم يتبقى لديَّ اي دمعة لأذرفها على شعب سينتخب جُهلاءهِ وسُراقه ودجاليه عما قريب ، ولهذا سارعتُ للباب العالي في السماء لأطلب قرضاً طويل الأجل لتمويل ملء خزانات عيوني بالدموع لأذرفها بهذه المناسبة ، فالإنتخابات قادمة ولم يتبقى سوى بضعة اسابيع ، وحينما طرقتُ الباب خرج عليَّ المَلك المسؤول الذي استلم طلبي وأطّلع على محتوياته ، قال لي : نحنُ مستعدون لتمويل القرض المطلوب رغم نفاذ هذه المادة من مخازننا ، حيث استهلكها العراقيون ، ولكن لابأس سنأخذ من حصص دموع شعوب اخرى لاتحتاجها ونمنحها لك . . ولكن عليك ان تُرَشد إستهلاكها لأن مشاكلكم كثيرة وكبيرة ، وسُنحيل طلبك للبنك الدولي للدموع لغرض إستحصال الموافقة النهائية ، ولكن ليس قبل ان تُقدم لنا ضمانات تسديد القرض ساعة إستحقاقه ، ولأجلِ تفادي أي إشكال ، والضمان يجب ان يكون ذهباً ، عقارات ، إختراعات ، حُكاماً ، شرفاً ، . . . الخ من الحاجات الثمينة والقيّمة .
حينما سمعتُ بأصناف هذه الضمانات الواجب عليّ تقديمها للبنك السماوي للدموع أشفقتُ على نفسي وعدتُ الى ساحة تفكيري منكسراً هائماً على وجهي ، فأني لا املك من هذا سوى الشرف الذي يعز عليّ رهنه . تسمرتُ امام التلفزيون لأُتابع التغطية الإعلامية لإحدى جلسات مجلس نوابنا العراقي لأرى تلك الوجوه الجميلة الملتحية منها والملساء ، المحجبات والسافرات ، المعممون والحاسرون ، ( الصافن ) منهم والمتحفز لإبتلاع مَنْ امامه ، المُطقطقون بالمسبحة والمطقطقات ، لابسوا الكفوف السوداء واللابسات ، الراقدون والراقدات ، الثرثارون والثرثارات ، المالئون جيوبهم سُحتاً والمالئات ، المسيئون لهذا الشعب والمسيئات ، الضاحكون علينا والضاحكات ، الاذكياء منهم والاغبياء ، المتصارعون والمتصارعات ، الهاربون خارج الوطن والهاربات ، المتخمون والمتخمات ، المتنعمون على حساب قهر هذا الشعب والمتنعمات ، المُتهالكون على تقسيم العراق والمتهالكات ، المروجون للسُخفِ والتخلفِ والمروجات .
حقيقةً لم اجد امامي شيئاً ارهنهُ سوى الحاوية التي ضمت هؤلاء فقدمتها للمَلك المسؤول وقلتُ له خذها بمن فيها رهناً لقاء القرض وفي حالة عدم السداد فبإمكانكم الاستفادة منهم إن كانت هناك من فائدة تُرتجى ، ولكم الحق ان لاتعيدونهم لنا . . ، حملق فيَّ المَلك المسؤول واستلم الحاوية ونظر الى ما بداخلها ، وعاد بالنظر إليَّ مشمئزاً وقال : الا تخشى ربك يا رجل ؟ ما حفنة التراب هذه ؟ . . وتابع قوله مشفقاً عليّ : على كل حال سوف لن نُرجعكَ خائباً وسنُسلفك ( دمعة ) كي تُسقطها وانت تستمع الى فريد الاطرش وهو يغني : عُدتَ يا يوم مولدي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله


.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك




.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في


.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات




.. عاجل .. إخلاء سبيل الفنان عباس أبو الحسن بكفالة 10 آلاف جنيه