الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-شيخ الشباب- الشيوعي في عيده التسعين

سليم البيك

2009 / 12 / 1
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


أحيى الحزب الشيوعي في حيفا مؤخرا العيد التسعين لتأسيس الحركة الشيوعية الأولى في فلسطين، والأولى في المنطقة والمؤسِّسة للأحزاب الشيوعية العربية الأخرى. للحزب تاريخ طويل بدأ عام 1919 مع حزب العمال الاشتراكي/البوعالي تسيون، في بداية ملتبسة أفضت إلى انشقاق عنه باسم حزب الشيوعيين الفلسطينيين. ثم اتحد الأخير مع قسم من البوعالي تسيون عام 1923 ليتشكّل الحزب الشيوعي الفلسطيني الذي اضطلع بالتوعية وبالنضال ضد الصهيونية ومخططاتها الاستيطانية، والهجرة اليهودية، والوجود الإنجليزي في فلسطين ووعد بلفور، وكذلك مع وحدة البلاد العربية ونضالها ضد الاستعمار.
انشقاقات واندماجات أخرى لحقت بذلك لنصل الآن إلى الوريثَين الشرعيين لهذا الحزب، أولهما الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وثانيهما حزب الشعب الفلسطيني.
الأغلبية الساحقة من كوادر وقياديي الحزب الشيوعي الإسرائيلي هم من الفلسطينيين، أمينه العام محمد نفاع، والمنظمة الكبرى فيه هي الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، يقودها محمد بركة. وقد قدّم الحزب أسماء فلسطينية ريادية عربيا مثل إميل حبيبي وتوفيق زيّاد ومحمود درويش وسميح القاسم وإميل توما، وغيرهم كثير.
للحزب تاريخ قد نختلف أو نتفق في الموقف من- أو الحديث في- بعض تفاصيله، لكن ما قدّمه خلال التسعين عاما كان أساسيا في حفظ الهوية الوطنية للفلسطينيين داخل الأرض المحتلة عام 48، وخاصة أثناء الحكم العسكري في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث لا يقبل الحزب لنضالاته آنذاك بتوصيف أقل من الشرس، وهو فعلا كذلك.
لن أكرّس هذه الأسطر للتذكير بالدور النضالي للحزب، فتاريخه يشهد على ذلك دون منّة من أحد، وقد "يكفّر" تراكم هذا النضال طوال التسعين عاما عن بعض "سقطات" الحزب عام 1948 والتي سبّبها إلتحاقه بالسوفييت، وهي مثار خلاف على كل حال. ما أود الإشارة إليه هنا هي الأمّية الفظيعة التي يعاني منها الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين خارج الوطن ومن الشيوعيين العرب ومجمل العرب تجاه نضالات هذا الحزب، وهو الأعرق من بين الأحزاب الشيوعية العربية.
قبل بضع سنين فقط صدر عن دار المدى كتاب "فلسطين في الأرشيف السري للكومنترن" للباحث ماهر الشريف. وعن مؤسسة الدراسات الفلسطينية صدر "مذكرات نجاتي صدقي"، أعدّ لها الشاعر حنّا أبو حنّا. قد يتوفّر الكتابان، وكتب قليلة أخرى، في بعض معارض الكتب العربية- ليس في المكتبات- لكن هل يفي ذلك الحزبَ تاريخَه؟ أدب إميل حبيبي (المجموعة الكاملة عن دار الشروق رام الله-عمّان) وغيره مما وصل إلينا قد يشير في بعض الأماكن إلى نضالات الحزب آنذاك، لكن لا وجود، على حد علمي، لتلك الكتب التوثيقية التأريخية "التسجيلية" عن الحزب، كمؤلفات إميل توما وغيره، في المعارض أو المكتبات خارج الأرض المحتلة.
مذكّرات "أقوى من النسيان" لنمر مرقس، مثلا، هي شهادة مفصّلة عن نضالات الحزب إبان الحكم العسكري الإسرائيلي وقبله، وكتاب كهذا - وهنالك جزء ثان منه- غير متوفر خارج فلسطين (قد وصلني من هناك عبر البريد). مصادر المعرفة الأهم والأوثق عن تاريخ شيخ الأحزاب الشيوعية العربية هذا، موجودة فقط في الداخل الفلسطيني، وذلك يعزى إلى العزلة الثقافية المفروضة (عربيّا) على أهلنا في القسم المحتل عام 48 من فلسطين. التجاهل الإعلامي الفلسطيني/العربي لهذا الحفل أيضا قد يعزى للسبب ذاته.
أهم ما في حفل العيد التسعين للحزب الشيوعي هو ما يرافقه من إصدارات لرفاق عايشوا معظم مراحل حزبهم، وسأنقل هنا ما ورد في موقع الجبهة بهذا الخصوص: (فقد قامت عضو المكتب السياسي للحزب، تمار غوجانسكي، باصدار كتاب "انهض وانتفض" والذي توثق من خلاله عددا كبيرا من كتابات إلياهو غوجانسكي، أحد قادة الحزب الشيوعي الفلسطيني في سنوات الثلاثين والأربعين من القرن المنصرم، وأما القائد الشيوعي العريق، توفيق كناعنة، فقد قام بإصدار كتاب "ذكريات ختيار لم تمت أجياله" ليوثق من خلاله مسيرة الحزب الشيوعي في قيادة الجماهير العربية وبخاصة في منطقة البطوف، مهد يوم الأرض الخالد، في المحطات التاريخية المختلفة. كما نجح النقابي الشيوعي العريق، بنيامين جونين، هذه الأيام، باصدار كتاب "حياة حمراء– محطات في حياة شيوعي اسرائيلي." وإلى جانب هذه الكتب الثلاثة، يعمل صندوق روزا لوكسمبورغ في هذه الأيام على إصدار كتاب خاص بالحزب الشيوعي في الذكرى التسعين لتأسيسه، وسيكون هذا الكتاب مميزا بتصميمه إذ سيحمل أكثر من مئتى ملصق عمل الحزب على إصدارها في الفترات المختلفة، هذا إلى جانب استعراضه لأهم المواقف التاريخية للحزب).
عند انتهائي من قراءة "أقوى من النسيان" أدركت مدى الغربة التي أعانيها تجاه أحد الأوجه النضالية المشرقة والمشرّفة للتاريخ الفلسطيني، وأدركت، وهو الأهم، العزلة التي يعانيها أهلنا في الأرض المحتلة عام 48، واستفراد الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته البوليسية والفاشيّة بهم، وأدركت كذلك التوجّس الأحمق لعربٍ وفلسطينيينَ في التواصل معهم.
كتبٌ كهذه "حرام" أن لا تجد طريقها للنشر والتوزيع في الدول العربية، لم لا تتبنى مؤسسات ودور نشر فلسطينية/عربية خارج الأرض المحتلة إعادة طباعتها؟ فحزب وشعب صنع تاريخا كهذا يستحق، بل نستحق، أن نعرف عنه، والأهم، أن نتعلّم منه ولو قليلا من النضال.
أخيرا، بوكيه يتّسع لتسعين وردة، لشيخ الشباب في عيده.



(كاتب فلسطيني)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوراثه الشرعيه
عبد المطلب ( 2009 / 12 / 1 - 21:18 )
عندما نشر الكاتب مقالته قبل اسبوع في جريده القدس العربي كتب تعليقا قصيرا حول موضوع الوراثه ظهر لمده عده ساعات و كنت في انتظار الرد على ملاحظتي عندما فوجئت بحذف تعليقي كاملا،لذلك سوف اعيد طرح الموضوع مره اخرى هنا.
الى اي اسس استند الكاتب بادعائه(لنصل الآن إلى الوريثَين الشرعيين لهذا الحزب، أولهما الحزب الشيوعي الإسرائيلي، وثانيهما حزب الشعب الفلسطيني.)؟؟ كما نعلم انه على الساحه يوجد احزاب اخرى تمتد جذورها الى الحزب الشيوعي الفلسطيني و هي:حزب ماكي؛الحزب الشيوعي الفلسطيني؛الحزب الشيوعي الفلسطيني_الثوري؛و بدرجه اقل الحزب الشيوعي الاردني.فحبذا لو شرح الكاتب لنا و لو بشكل مختصر سبب استثنائه لهذه الاحزاب من حقهم بالوراثه.
اما ملاحظتي الثانيه فليست للكاتب بل لمن يحتفل بالذكرى التسعون،حسب معلوماتي ان الحزب الشيوعي الفلسطيني تاسس في عام1923 عن طريق اتحاد فريقان انشقا باوقات مختلفه عن حزب البوعالي تسيون الذي تاسس في عام1919 و استمر بمزاوله نشاطه بعد تاسيس الحزب الشيوعي،اذن هي الذكرى التسعون للبوعالي تسيون اما للحزب الشيوعي فهي الذكرى85 او86.


2 - تزييف التاريخ
يعقوب ( 2009 / 12 / 1 - 23:43 )
لم أقرأ في حياتي تزييفاً للتايخ مثل الذي ورد في هذا المقال
أريد فقط أن أذكر المؤرخ إن القائد الشيوعي إلياهو غوجانسكي، قد لقى حتفه عندما كان بمهمة حزبية لكسب التأييد والمساعدات لإسرائيل (عفواً : الكيان الصهيوني) في دفاعها ضد الأنظمة العربية المعتدية
إن الحديث عن -الكيان الصهيوني- و-أراضي 48 المحتلة- لا تخدم إلا أعداء الشعب العربي الفلسطيني من اليهود والعرب.


3 - اليوشا غوجانسكي
عبد المطلب ( 2009 / 12 / 2 - 18:09 )
لا ادري على ما استند المعلق يعقوب عندما ذكر ان غوجانسكي لقى حتفه خلال مهمه له لكسب الدعم لدوله اسرائيل او كما يسميها المعلق الكيان الصهيوني رغم اني احبذ تسميتها بالكيان العنصري كلب حراسه الامبرياليه؛اود ان ادرج فقره مطوله من مقال لبنيامين غونين عضو القائمه الشيوعيه الجديده(راكاح) يبرز فيه الجوهر الماركسي الاممي لغوجانسكي و التي من خلالها يمكن ضمنيا انكار اي دور له في دعم دليله الامبراليه و اصبعها الضاغط على الزناد في المنطقه(( ومع اهمية النشاط والعمل في اوساط العمال ومن اجل النضال الطبقي كأساس للنضال لتحرير البلاد من الحكم البريطاني ومن اجل حياة مشتركة لليهود والعرب، في تلك الفترة كان يمكن ايجاد في الكتاب الذي اصدره الياهو غوجانسكي وحمل عنوان: -في معارك الشعب والطبقات- والذي اصدرته اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الاسرائيلي في 1959. ان غوجانسكي أكد فيه انه يجب رفع المعركة المهنية الى مستوى معركة طبقية سياسية ولاشراك اصدقائنا فيها ولضرب جذور عميقة في اوساط الطبقة العاملة، كماركسي وثوري حقيقي، وان التعاون المشترك بين العمال اليهود والعرب، كان الامر البروليتاري الاول وذلك عندما جرى في عام 1945 الاضراب المشترك لعمال الجيش اليهود والعرب في -ملاعب المعرض- في تل ابيب، ورأى اليوشا في هذا انجاز

اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة