الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخاب البطريرك ولائحه 1957 -1

الهامي سلامه

2009 / 12 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


قد يكون هناك مبرر لما يحدث من محاولات انتزاع السلطه من قبل الابن لخلافه الرئيس المصري, لأن الكلام عن نظام دنيوي قد لا يعنيه إلا مجده الشخصي, ولكن أن يمتد هذا الشغف بمنصب البطريرك - كما نسمع من الشائعات التي تتردد حول محاولة بعض الأساقفه أو المطارنة للحصول علي هذا المنصب كأنهم يحاولون الفوز بمنصب له وجاهة اجتماعية هو العجيب - لأن ذلك يجعلك أمام تساؤل كيف تناسَوْا ضخامه المسؤلية الملقاة علي عاتقهم ؟ حيث هم يدركون قبل غيرهم كيف أن الله سيطلب دم كل فرد منهم وهذا ما دفع الآباء الرهبان الي الهرب من جسامة المسؤلية, وكما يذكر لنا التاريخ أن هناك من أخذ يصيح ويبكي ويعدد لهم نقائصه وعثراته (لأنبا يوساب الثاني والخمسون) أو من اضطروا أن يمسكوه قهرا لينصبوه بطريركا مثل الأنبا متاوس الثالث.
ولمناقشة أسباب هذا التدهور, لابد من العوده للتاريخ , حيث كان الاساس في اختيار البابا أن تجتمع الكنيسة للصلاة وقد يترك الكرسي البطريركي خاليا لفتره قد تطول أو تقصر إلي أن يرشد الله الشعب والكنيسة للرجل المناسب, ولم تتخلي الكنيسة شعبا وأكليروسا عن الصلاة كوسيلة من أجل الإرشاد لاختيار البطريرك, ولم يكن هناك من يتقدم بطلب شخصي للحصول علي وظيفة بطريرك, وضمانا ألا تنحرف الكنيسة عن دور الصلاة في الاختيار وألا يكون لعنصر أخر تأثير في الاختيار كحاكم أو سعيّ شخصي من أسقف أو مطران, كما حدث في كنيسة أنطاكية عندما بدأت شهوة البطريركية تُمسك بأساقفة كنيسة أنطاكية وأصبح بعضهم يلجأ للحاكم أوغيره من أجل منصب البطريركية. لذلك رأى الأنبا ميخائيل الأول (المعروف بالأنبا خائيل) البطريرك 46 الذي عاصر تلك الفترة أن يقي الكنيسة القبطية من مثل هذا الانقسام في المستقبل، فوضع قانوناً حرم ضُمَّ إلى قوانين الكنيسة، منع فيه اختيار البطريرك من بين الأساقفة، وقال فيه:
لن يرهبني السيف أو النار أو الرمي إلى الأسد أو النفي أو السبي، ولن أدخل تحت حَرْمي الذي كتبتُه بخطِّي وبدأتُ فيه: بأن لا يُصيَّر أسقفٌ بطريركاً. والآباء القديسون حرموا من يأخذ رتبة من رُتب الكهنوت بيد السلطان وهذا أَنكره الآباء القديسون قبلي.

ولكن هل عملت الكنيسة بهذا الحرم ؟
نعم حتي القرن العشرين, حيث كسر الحرم (الوحيد الذي لم يسري عليه هذا الحرم في القرن العشرين هو قداسه الانبا كيرلس الذي تميز عصره بسلام للمسيحين) بتنصيب مطران البحيره, ليصبح الأنبا يؤنس 19 بطريركا قي ديسمبر عام 1928, وتم ذلك نزولا علي رغبه الملك فؤاد الذي كان لا يريد أن يكون المرشحون للبابوية من الرافضين للاحتلال البريطانى, فتم التحايل على القانون وذلك بحصر الناخبين فى ثلاث فئات فقط وهم: الوزراء السابقين والحاليين وأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب وأعضاء المجلس الملى العام وبعض العلمانيين اختارهم الملك بنفسه, وأجتمع معهم وأخبرهم برغبته فى فوز الأنبا يؤنس فى الانتخابات ثم عقد المجلس المقدس جلسة خاصة أعلن فيها جواز ترقية المطارنة لرتبة البابوية.


والمشاكل التي خلقها كسر الحرم, ولم يتم اصلاحها من خلال بقاء لائحة انتخاب البطريرك لسنه 1957 :
1- امكانية تدخل السلطة السياسية لانتخاب البطريرك من خلال معرفتهم بميول رجال الكنيسة الرسميين من مطارنة واساقفة عبر أجهزة الأمن أومن خلال الإعلام الذي أصبح بقاء بعضهم في استوديهات التليفزيون أكثرمن الفترات التي يقضوها في أبروشياتهم.
2- إمكانية تكرار تجربة الملك فؤاد, بالضغط علي المجلس الملي من خلال مصالحهم المالية.
3- إمكانية تولي الأساقفة والمطارنة للبطريركية, قد يفتح الباب لبعض ضعاف النفوس للتنازل عن حقوق المسيحين من أجل الوصول للمنصب من خلال المؤسسة السياسية.
4- احتمالات أن يفقد المجمع المقدس روحانيته, من خلال التربيطات التي قد تحدث في الصراع علي المنصب بين أكثر من طامع, وإمكانية حدوث هذا قائم مع غياب الشفافية وانعدام رأي الشعب في أسباب تعيينات الأساقفة.

وعلي ذلك, أري أن الحل الوحيد للحفاظ علي استقلال الكنيسة وحصانتها, وحتي لاّ تخضع لأي ضغوط دنيويه سواء كانت رئاسه الجمهوريه او امن الدوله او غيرها من الجهات السياسيه التي قد ترغب في وجود بطريرك مناسب لها هو أن يجدد الحرم السابق وان تعود الكنيسة لقانون الرسل الرابع عشر الذي ينص علي:
ليس مسموحاً لأسقف (أو مطران) أن يترك إيبارشيته لغيرها, ولا أن يجمع بين إيبارشيتين لأنه "يعتبر زوج" إيبارشيته و"أبو" شعبها. فكما تحرم كنيستنا العريقة على العلمانى أن لا يترك إمرأته لغيرها أو أن يتزوج بإمرأتين هكذا تحرم على الأسقف (أو المطران) أن يجمع بين إيبارشيتين أو أن يترك كرسيه الأسقفى ليعتلى الكرسى البابوى. الأسقف أو ( المطران ) الذى يصبح بطريركاً لا تقام شعائر لرسامته إذ هى أقيمت عند رسامته الأولى.

المقال القادم نص لائحه 1957 واعتراض الاستاذ نظير جيد والانبا شنوده اسقف التعليم عليها في مجلتي مدارس الاحد سنه 1954 و الكرازه سنوات 1965 الي 1967.
الهامي سلامه
[email protected]










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عواقب كبيرة.. ست مواقع بحرية عبر العالم يهددها خطر الاختناق


.. تعيش فيه لبؤة وأشبالها.. ملعب غولف -صحراوي- بإطلالات خلابة و




.. بالتزامن مع زيارة هوكشتاين.. إسرائيل تهيّئ واشنطن للحرب وحزب


.. بعد حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. كيف سيتعامل نتنياهو مع ملف ال




.. خطر بدء حرب عالمية ثالثة.. بوتين في زيارة تاريخية إلى كوريا