الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكم الجديد على جورج عبد الله: معادلة المجد والعار

خضر سلامة

2009 / 12 / 2
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


نهار الاثنين، الساعة 1 ونصف بتوقيت تاربي، احدى مدن فرنسا، فرنسا التي يتغنى كل مسؤولي الدولة جمهوريةً وبرلماناً وحكومةً بالصداقة معها، صداقة كانت عالاغلب نتيجة استعمار مباشر وغير مباشرة بدأ منذ ال1860 وصولاً لخمسينات القرن المنصرم عندما خسرت نفوذها في لبنان لصالح دول أخرى، في هذا التوقيت، قامت فرنسا باصدار حكم بالسجن ثلاث اشهر على المناضل، الرفيق، الوطني المقاوم الحقيقي والأصيل والصادق والذي بدأ واستمر، مندفعاً بقناعاته وقدرته الذاتية دون أي تبعية للخارج، صدر الحكم عليه بثلاث أشهر بالسجن، لرفضه الخضوع لفحص الحمض النووي دي أن ايه جديد. بعد أن خضع له عام 2003، ضمن ما زعمت المحكمة أنه اليوم فحص جماعي للمسجونين.

جورج عبد الله رفض الفحص الحمضي، كما فعل اليسار الراديكالي الفرنسي كله، هذا المشروع الذي تبين أنه يهدف مستقبلاً إلى رسم خريطة دي أن ايه للفرنسيين، لاستكمال رسم حدود الدولة البوليسية الذي يضعها اليمين الفاشي بقيادة نيكولا ساركوزي، جورج عبد الله رفض، لقناعته بانسانيته الخالصة، وانسانية رفاقه المعتقلين وحقوقهم، أن يكون فأر تجارب موسمي لهذه الدولة-السجن الكبير، كما رفض أن يتهاون في التجاوب مع جلاديه، الذين يعتقلونه منذ عشر سنوات دون وجه حق قانوني، ومنذ سبع سنوات ضمن ما يصنف اعتقالاً سياسياً، آخذين بعين الاعتبار هنا ان محكوميته منذ عام 1984 قائمة على قضية “مثقوبة” بالدلائل المزيفة والرشاوى التي اعتمد عليها للايقاع بالمناضل اللينيني العتيق.

صدر الحكم على الرفيق جورج، لم يصدر بيان استنكار واحد من أي فصيل لبناني، أو مسؤول، لم يتحرك ولو بعض اليسار الغبي، كعادته؟!، لاحتضان ابنه سياسياً وشعبياً واعلامياً، لأن جورج عبد الله مناضل من الزمن الجميل، من زمن اليسار النظيف والمقاوم، لا يسار السرقة والاختلاسات من الحزب وبيع ممتلكاته والتآمر على أبطاله، والأحزاب الوطنية المدعية المقاومة، تعامت، كعادتها وكما فعلت مع أهل جورج عبد الله منذ سنين، عن القضية فهي لا تعنيها بأي مصلحة، وجورج عبد الله يصر أن يبقى “أحمراً” في سجنه، لا أن يتحول أصفراً أو أخضراً أو ازرقاً، بقي أحمر خالص الوطنية والانتماء والثبات والعناد، والدولة، بمعارضتها السابقة، وموالاتها السابقة، تكمل حياتها الهجينة، دون اكتراث لجورج عبدالله، المواطن المزعج، المشاكس، الذي ان عاد، قد يعترض، قد يثور، قد يضرب بقامته الحديدية جدار الفساد والصفقات المشبوهة، جورج عبد الله مواطن مكتمل المواطنية، في دولة تسعى لمحو هذا المفهوم، يمنع وجود أمثاله في بيروت، بيروت مدينة خالصة لرجال العصابات والطوائف يساراً ويميناً، لا لرجال المواقف، لا لرجل خارج الكادر الفاسد، لا لجورج عبد الله.

لم يصدر أي بيان، لم تحدث أي مظاهرة، عاشت بيروت يوماً عادياً بالأمس، وحصد جورج عبد الله ثلاث أشهر من السجن عقاباً لمجده، لكبريائه، عاد إلى زنزانته حراً، ونحن بقينا في الوطن، نفتقد ضميراً يسجنه الفرنسيون، أراهم على شاكلة ماري أنطوانيت، بكل غطرسة، ساركوزيين يمينيين بوليساً وعسكر، يبصقون على التاريخ، ويعتقلون ظفراً عالمثالثياً جرح لغتهم الفاشية يوماً.

المجد لجورج عبد الله.. والعار لكل رفيقٍ ينسى رفاقه، والعار لكل بندقية تغدر بأخرى.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد القوليجة عضو المكتب المحلي لحزب النهج الديمقراطي العمال


.. تصريحات عمالية خلال مسيرة الاتحاد الإقليمي للاتحاد المغربي ل




.. موجة سخرية واسعة من عرض حوثي للطلاب المتظاهرين في أميركا وأو


.. فرنسا: تزايد أعداد الطلاب المتظاهرين المؤيدين للقضية الفلسطي




.. ا?ستاذ بجامعة سان فرانسيسكو: معظم المتظاهرين في الجامعات الا