الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أوباما يظهر عصاه!

اديب طالب

2009 / 12 / 2
السياسة والعلاقات الدولية


قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الصادر في 27/11/2009، والقاضي بمطالبة إيران بوقف بناء المنشأة النووية قرب مدينة قم، أكد أن أسلوب المهادنة والحوافز لا يفيد مع إيران. اللغة التي يستخدمها قادة النظام الإيراني لمخاطبة العالم كافية لإثبات هذه الفكرة، وكافية للدلالة على أن نهج المهادنة الأوبامي، ليس هو الأفضل للوصول الى التسويات والحلول الوسط مع الديكتاتوريين الممتلئين غروراً للوصول الى الاحتواء الإيجابي للنزعات التسلطية العدوانية، لذاك النظام الثيوقراطي. ان عصر الديبلوماسية الرخوة بحجة الحوار الاستيعابي، ليس مناسباً في كل الأزمة والأمكنة، وأن هناك أنظمة مارقة في هذا العالم تفسّر الرغبة في التفاوض عجزاً وانهزاماً، وليس أمامك معها إلا لغة العصا، ولولا عصاك يا سيدنا موسى، لحكم الفراعنة العالم الى الآن.
إن ما يحمي المنطقة من كوارث عدوان إسرائيلي منفرد، على الجمهورية الإيرانية الإسلامية، هو تصدي الإدارة الأميركية، وبلغة القوة للمخاوف الناجمة عن برنامج ذري إيراني. إن عملاً كهذا قد يجلب السلام، رغم استخدامه مفردات عسكرية. وإذا كانت إيران غير عابئة ظاهراً بأمنها وأمن شعوبها؛ فإن أذرعتها وحلفاءها عابئون بأمنهم وبقائهم في كراسيهم، ولن يضحّوا بها من أجل عيون الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وهذا ما يعطي هذه الفكرة إيجابيتها، فكرة أن يتم استيعاب إيران، أنها في حالة كهذه لن تكون مطلّة على المتوسط أصالة أو وكالة، وستكون القواعد الأميركية في أفغانستان وما حولها جاهزة ليس لانطلاق الأميركيين باتجاهها فقط، وربما لانطلاق الإسرائيليين، طالما أن الأراضي والسماوات العربية والتركية محرمة على دولة العدوان الأولى في العالم ألا وهي: دولة إسرائيل.
الشيء الذي قد يثير التفاؤل، بأن الرئيس الأميركي ليس "شخصية ضعيفة"، كما وصفه نتنياهو حين التقاه عندما كان أوباما مرشحاً للرئاسة الأميركية... هذا الشيء هو التصريحات التي صدرت عن البيت الأبيض، بعد ساعات قليلة من قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
قال روبرت غيبس المتحدث بإسم البيت الأبيض، إن هذا القرار يظهر ضرورة أن تتعامل إيران في شكل ملح مع التراجع المستمر لثقة المجتمع الدولي بنواياها.
وأضاف غيبس: "إن لصبرنا وصبر المجتمع الدولي حدوداً، والوقت يدهمنا. إذا رفضت إيران الوفاء بالتزاماتها فإنها تتحمل مسؤولية عزلتها المتصاعدة ومسؤولية عواقب هذا الأمر".
إن توجه البيت الأبيض، للتلويح ولو من بعيد بـ"العصا"، قد يساعد في محو الصورة التي بدأت تتشكل في أميركا والعالم، بأن الرئيس الأميركي باراك أوباما "الطيب" عاجز عن الوفاء بوعوده، لصنع مداخل حقيقية للسلام في العالم. إن ذاك التوجه قد يعزز المثل الذي سبق وقيل عن أوباما وهو: "اتق غضب الحليم".
إن التلويح بالعصا الأميركية، لن يعيقه أن ثمة مصلحة مشتركة أميركية إيرانية في أفغانستان، حول مكافحة الاتجار بالمخدرات ووقف تنامي نفوذ "طالبان" و"القاعدة". إن ذاك التلويح سيكون أكثر أولوية، إذا شكّلت المراوغات والعنتريات والأحابيل الإيرانية خطراً يفوق خطر الأمرين المذكورين، وكانت ـ في حال استمرارها ـ دليلاً على عجز الرؤية الأوبامية عن التنفيذ.
إن انقسام الإيرانيين بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، قد دفع السلطة المسيطرة، الى التشوش وأحياناً الى التناقض في مواقفها من عروض الـ5+1، ومن عروض ومشاريع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وفي ما يخص حصراً نشاط إيران النووي، وعدم التزامها باتفاقية الحد من الانتشار النووي، تلك الاتفاقية التي سبق ووقعتها، وليس الأمر كما يبدو لعشاق نظرية "المؤامرة" شكلاً من توزيع الأدوار بين ساسة إيران. إن التشوش والتناقض المذكورين، يساعدان في جدوى إظهار أوباما لعصاه، اللهم إن لم يغل الحمق في رؤوس الديكتاتوريين، وهنا قد تجد دولة العدوان الإسرائيلي فرصتها في إثارة الكارثة في المنطقة لا سمح الله.
السؤال الكئيب دائماً: أين العرب من كل هذا؟ أين حقهم في منع أخطار الحروب عن منطقتهم؟ أين حصتهم في إدارة هموم وشؤون العالم، طالما أن الرئيس محمود أحمدي نجاد قد يثير حرباً للحصول على دور رئيس في إدارة تلك الهموم والشؤون؟
() كاتب سوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟