الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عزاء كوردي تحت خيمة عربية

عادل شيخ فرمان

2009 / 12 / 2
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



كم من امة قتلت وكان مديحها الرثاء
وكم من امة اغتصبت وكان لها العزاء
وكم من امة شردت فكان عليها البكاء
والكل في هذا العصر يبكى على ليلاه
ولكننا اليوم لانرى من يبكي علينا أو يرثينا أو يعزينا ..
كلمات مؤثرة في جرح ينزف من غبن وغدر وتهميش لمكون عريق في بلاد الرافدين الا وهو الايزيدية.إن ما أثار حفيظتي للكتابة هو ما نسمعه على لسان السياسيين الكورد وهم يؤكدون بأن هنالك غبنا حصل بحق الاخوة المسيحيين وقد تجلى ذلك في كلام السيد الرئيس جلال الطلباني والناطق باسم الحكومة في الاقيلم وباسم رئيس الاقليم وبرلمانيين في اربيل وبغداد في الوقت الذي خصص البرلمان لهم خمسة مقاعد ولكنهم مازالوا يطالبون بالمزيد. ولكن ماذا بخصوص الأيزيديين وهم المكون الديني الكبير في الاقليم كما نسمع ذلك في كل المناسبات، فمن يطالب يا ترى بحقنا المشروع والدستوري في منحنا خمس مقاعد وإن لم يطالب لنا بذلك وقمنا نحن بتلك المهمة فهل من أحد يسمعنا ياترى..؟
فكوردستان الوطن الام غائب، والايزيدياتي الطفل اليتيم لايلتقيان سوى في المناسبات وكوردستان الجسد الممزق داخليا والروح المجروحة على الحلم الكبير (كوردستان الوطن)(دولة) لانسمع فيها سوى الصراع من اجل الكورسي او المنصب او النفوذ والكثير من الانفصالات والبحث عن الخصوصية او البحث عن مأوى جديد فالفيليون انفصلوا فيها عن الام ليتحالفوا مع اخوتهم الشيعة في المذهبية والتركمان الذين يحتمون بالاتراك ومجلس التركمان الشيعي يطالبون باستخدام مصطلح "شمال العراق" بدلا من "كوردستان" ويعتبرونه ظلما وتعصبا واعترافا بهضم حقوق وارض القوميات الاخرى من غير الكورد مثل التركمان. وهكذا الحال مع الشبك الحائريين بين الخصوصية والتبعية وتحالفهم مع العرب السنة في نينوى ...والايزيديون الذين يتباكون على انتمائهم وعلى وفائهم للام القاسية الغائبة فكل مكونات كوردستان لها الحصة في الغبن او التمثيل او العطاء واكثرهم طبعا الايزيدية... ومن جانب اخر انفصال الداعيين للتغير (قائمة التغير) واقواء الاسلاميين وحصولهم على مكتسبات في الاقليم طامحيين الحصول على الاكثر في بغداد وتعاظم القطبين الكبيرين (الديمقراطي والاتحاد) في اقليمهم واضعافهم في بغداد هي دلائل كبيرة على ضياع الحلم الكوردي بين ما يمكن تسميته بـــ أنا الاقوى ونحــــــــــــن نطالب ...! القوي يقوى على حساب الضعفاء والضعيف الضحية ينبش بلحمه ويبحث عن من يحميه ... كما نرى ممن ذكرنا فكل له من يحتمي به فالفيليون يحتمون بالعرب الشيعة اكثر من الكورد السنة... والشبك الشيعي بالعرب الشيعي من جه وبالعرب السني دون الكورد السني من جهة اخرى... والتركمان بالعرب الشيعة والاخ الاكبر لهم تركيا الكبيرة ....فبمن يتوجب بالايزيدية ان يحتموا يا ترى سيما وان التوجه الايزيدي قد بات جله كوردستانياً وكوردستان تنئاها عنهم ممثلون يتسمون باللامبالاة..
كل هذه المتغيرات ليست محض صدفة او قدر محتوم بل هي نتائج لسياسات ورد فعلها ومصالح متضاربة وتدخلات اقليمية وقوى خفية تعمل على تمزيق الجسد الكوردستاني اولا وارجاع الهيمنة العربية الى المنطقة... بعد توزيع المقاعد على المحافظات العراقية وزيادة مقاعد البرلمان وابقاء المقاعد على حالها في محافظات الاقليم فإن هذا كله يعد اقواء ومناصرة للقطب العربي على الكوردي من خلال المقاعد المخصصة من قبل البرلمان اضافة الى ذلك تبعثر المقاعد الكردية بين المكونات المتصارعة فيما بينها . مهما كانت الصراعات الداخلية قوية فالقضية الكبرى هي الهدف المنشود للجميع ولكن بوجهات نظر مختلفة اضافة الى مصالح مختلفة ...وكما هو معروف بان الاقطاب الكردية تتبنى القضية الايزيدية كجزء من قضيتهم ويوزعون خيراتهم فيما بينهم كما يحلو لهم دون النظر الى القضية كجزء لا يتجزء من كوردستان او حتى النظر اليها من جانب آخر سوى المنافع السياسية الضيقة التي لاتخدم الواقع الكوردي بشكل عام ولايخدم الايزيدياتي بشكل خاص والدليل على ذلك الصمت القاتل من قبلهم على عدم المطالبة بحقوقهم المستحقة الممنوحة من قبل الدستور الذي يحدد لكل مئة الف شخص مقعد بالنسبة للكل وخصوصا للأقليات الذي قد حدد للجميع حسب العدد عدا الايزيدية التي ما اعتبر مكوناً اصلا سوى انهم اعتبروا عراقيين على الهامش من قبل بغداد وتعداد حسابي في نظر اربيل ... اذا الى اين يلتجئ الايزيدية من هذا الاهمال الذي يقتله في عقر داره ويهمشه؟ وراعيها ورافع رايتها لا يلتفت الى آلامها ولا يعزيها في مماتها فالموت هنا حق ولكن ليس للايزيدية حتى في موطنهم اي حق ....فالعزاء الكردي تحت خيمة عربية هو عار على الجميع والجميع معزون ولكن الايزيديون هم فقط الخاسرون.

عادل شيخ فرمان
http://www.garzalal.com/adel.html








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في


.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله




.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب


.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد




.. حجاج بيت الله الحرام يستقبلون اليوم أول أيام التشريق وثاني أ