الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مهرجون ..في بلاط السلطة( الخامسة )!!!

عزيز الدفاعي

2009 / 12 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


هوامش على كلمات الاعلامي عبد الحميد الصائح (القتله .رثاء اخير للبلاد)

(اذا كانت السماء مهجورة فكل شيء مباح )....من غيره دستويفسكي الرائع يخط بيده هذا القول ليصف امتهان مديات الحرية .. وتمزيق شراتق الوجود الالهي الاسمى... ويمنح للمهووسين تفسير النص تبعا لنوازع الذات المريضة وارتكاب الجرم مادامت السماء غائبه.... لكن لهاعيونا ترى كل شيء .
ولان الناس في هذة الدنيا لحظة وموقف ورأي لابد ان يغيب في عتمة الابديه .....ولان التاريخ تعرض لصنوف التهاويل يبقى الإنسان الأسمى والكائن العظيم وحده القادر على صناعة التاريخ لان الزمن هو الذي يسجل المعجزة والموقف .
وشتان بين الذي يبحث عن الضوء والضجيج ..... والأخر الذي يصبح الضؤءشيئا من فكره ومعناه حتى بعد الابديه.
.الهذا توقف الكثيرون عن الكتابة واختاروا طواعية سراديب النسيان بعيدا عن الضجيج والأضواء رغم شظف العيش بعد ان كسرت الأبواب والحواجز بين ( دار الحكمة ) والمطابع وسوق هرج
. نعم صمت هؤلاء الرواد داخل الوطن وفي الديسابورا رغم انهم يتكئون على منساة أبداع.. وسجل حافل لم تأكله السنون العجاف ...ومهنيه مشهودة بعيدة عن تلوينات السياسة وكان قلمهم يرهب النظام م ويقض مضجعه بتوجس فلق احيانا يفوق قلقة من قادة المعارضة ليطاردهم خارج الحدود بوحشية وقسوة

فرق كبير ان تقف على ارض صلبه من الافكا ر والقيم والقناعات وترتقي السلم رويد ..رويدا حتى ينحني ظهرك ..وتتسرب سنوات عمرك بين أصابعك كالرمل ..وترى المستقبل بعيون لم يحجب رؤيا ها ضعف البصر والماء الأبيض الذي لاترى فيه سوى الأمل وغيمة ستمطر غدا على بغداد رغم الفاجعة

اوان تختار الطريق الاسرع للوصول والسقوط المدوي ....بالقفز لتصل الى السقف وتدعي انك ترى كل شيء رغم العتمه وسريالية المشهد ....وتبحث عن تهمة جاهزة في ملفات السلطة السابقة لتكمم أفواه الآخرين ...والأفضل إن تختار علما بارزا لترجمه...... وتتراقص مثلما يفعل المهرجون حين يريحون الإمبراطور بإمساك الحبل الذي يترك المقصلة فوق رؤؤس الاخرين معلقه حتى مطلع الفجر .
والكتابة حين لاتصبح موقفا وأمانه عرضها الله على السموات والأرض ..وضميرا حيا ورسالة أخلاقيه تثير لدى صاحبها قلقا وألما ومخاضا صعبا وجوهره ثميته ترى فيها ذاتك وعر ضك وناموسك ...تتحول الى نوع من العبث والخطيئة احيانا.... تشبه ذر الرماد في عيون الناس وتضليلهم وتسميم منابع معرفتهم وخياراتهم .

هكذا تحول القلم لدى البعض الى حربة مسمومة النصلين... مشحوذة بالحقد الأعمى ..معروضة للإيجار بابخس ثمن مستعدة لارتداء القناع والغدر في الظلام ضد مخالفي الرأي والعقيدة والاجتهاد ....طبعا دون إراقة قطرة دم واحدة .

مالفرق اذا بين هؤلاء والسلطة المستبدة التي دفعت الملايين لوليد ابو ظهر وفؤاد مطر ومصطفى بكري ومحمد المسفر وغيرهم للنيل والتشكيك بالذين كانوا خارج الأسوار وبعيدا عن المطارق التي انهالت على رؤؤس الأبرياء في الاقبيه المظلمة ممن واجهوا الاوليغارشيه وحروب الوكالة واستلاب القرار .

وبين الاخر الذي استبدل تراث الصحافة العراقية المشرف بحفنة من الوحل والبذاءة وبفردتي حذاء ليدوس وبصلف على لغة الحوار المتحضر والعمو د الذي تقف عليه قبة السلطة الرابعة
ويحول الإعلام الى سيرك لتصفية الحسابات والبحث عن الشهرة الزائفة ويؤكد موقف البعض بان العراقيين لايعرفون سوى القتل ولف حبال المشانق .
ما الفرق اذا بين البندقية وكاتم الصوت المستأجر للاغتيال ومن يمارس الابادة الجماعية بالاحزمة الناسفة....المليئة بالكلمات الحاقدة واذناب العقارب ....بين من يجهز على بريء مقابل اجر او مدفوعا بحقد اعمى ... ومن يستل قلمه وصوته بالرياء والباطل ...وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم .
كم اسرتني تلك الكلمات الرائعه لتودور اركيزي التي قال فيها بان الانسان المرهف المشاعر هو الذي يحب باخلاص ويكره بانسانيه ...فهل استلهمنا هذا المعنى من رسائل اخوان الصفا والمعتزلة واعلام اهل البيت وفلسفة الجنيد البغدادي وتراث عريق دافق كدجلة والفرات ام ان تلك السدود والمصالح والحسابات الخارجية جعلت كل شي متصحرا وموحشا ومتوحشا حتى في مجال الفكر والاعلام.
ولازلت مؤمنا بان فشل الديمقراطية في العراق يكمن الى حد بعيد في نماذج الثقافة وبناء الوعي مثلما يكمن في العقليات الطوباوية والتهويمات الايديولوجية .فكثيرا ماتصور المثقفون الحرية بوصفها نقيضا للسلطة او تشكيل مجتمع لاسلطة فيه بالاستشهاد بتلك المقولة التي اطلقها جيفرسن في ظرف خاص .
لقد كانت الثمرة ممارسة السلطة على النحو الاسوء لان الحرية هي ان يصنع الإنسان سلطته عبر ممارسته لفاعليته بشكل من الإشكال ....فمن لاسلطة له لا حرية له.... ولهذا فان الذين تصوروا الحرية مجتمعا فردوسيا بلا سلطة استبدوا الناس او صاروا الة للاستبداد.
وقد وقعت الحريات المدنية في العراق بين مفاهيم الدولة الجديدة ونرجسية النخبة او بين تعصب الطائفة وانغلاق العشيرة او بين ارهاب القضايا المقدسة وعبادة الشخصية وعصبية الجماهير .
ان لا احد له القدرة على بناء نموذج ارهابي يحتكر النطق باسم الحقيقة لانه يكون بذلك كالابله الثقافي الذي يتصرف كمخلوق اثم وينتظر يوم الدينونة .

هنالك تساؤلات لابد من الحديث عنها في الاعلام وفي مقدمتها انه مثلما لاتوجد انصاف وحقائق فانه لاوجود لنصف شريف...... وبالتالي علينا التمميز بين البحث عن الرزق والارتزاق في المجال الثقافي والاعلامي.... وان نفرق بين التوسل والتسول.... وبين الدفاع عن الراي والابتزاز.
لان القضية تدفع احيانا على الاعتقاد بان هناك من يدفع الثمن والموقف المسبق في الاعلام العراقي على حساب الحقيقة ومصالح الشعب وليس من المعقول ان تنجح أي حكومة في معالجة اطنان من الملفات والقضايا بين ليلة وضحاها ولايمثل ذلك دفاعا عن اخطاء او تبنيا لوجهة نظر دون غيرها.

. كم اتمنى ان اكون مخطأ لانني اصبحت اشعر باننا بدانا نخسر الاعلام الوطني النزيه غير المحكوم بارادات السلطة ووسائل الاعلام المحلية... واذا دخلنا خلف الستارة لنبحث عن من يحرك الدمى ويدفع اجرة المسرح فاننا سنواجه اجابات خطيرة ومحرجة حول هوية الجهات التي تنفق عشرات الملايين سنويا على وسائل الاعلام العراقية وبسخاء مفرط من قبل البعض ممن تفوح من سيرتهم رائحة المال الحرام والمشبوه والذي لم يعد يخفى على احد .
لاننا بدانا تدريجيا نخسر الحقيقه بدل بناء الثقة مع الجماهير التي تعيش بضبابية غير قادرة على التمييز بين الحقيقة والزيف ..
..واستمرئنا الكذب على الناس واستسهلنا الكتابة لتتحول بعض المومسات الى ماجدات ...وبعض من كورال العهر الوطني وبقايا الدكتاتورية الى رموز ثورية..... ومنحنا اكلة الفطائس لقب النبلاء .....وجعلنا من المخبر السري –الوزير زعيما وطنيا يحقق المعجزة السماوية للفقراء ويستجيب لهم أسرع من دعاء ليلة القدر... وحتى قبل ان يرتد اليهم طرفهم ...انها زفة الطرشان في عرس العميان قبل موعد الانتخابات .
الم يساهم الاعلام العراقي في تظليل ملايين الناخبين قبل اربعة اعوام ليصوتوا على الدستور المليء بالالغام والذي اباح لنائب رئيس الجمهورية في دولة شبه رئاسية بان ينقض قانون الانتخابات الذي مهره ممثلوا الشعب .
لايمكن ياصديقي لاحد أيا كان ان ينوب محل حركة او يحل بدلا عن دولة او نظام... ولاسلطة ان تحل محل شعب ....والامم لاتتوقف عند اغتيال سياسي او اعلامي وكل رجل في هذه الدولة يمكن الاستغناء عنه بثمن وطني او بدونه ولكن مالايمكن الاستغناء عنه ولايمكن التضحية به هو الامة والدولة والشعب .

مااكثر هم هؤلاء الذين سقطوا غدرا خلال سبع سنوات وكانوا مناضلين ضد الطاغوت واساتذة واكاديميين تشهد لهم منصات الجامعات ومراكز البحوث ومؤسسات الدولة ...لم يرثهم احد بكلمة ولازال القاتل حرا طليقا ولا اقصد هنا الجهة المنفذة والجلاد المأجور بل من يقف ورائهم ويسعى نحو تحويل العراق ارضا بلا نخب او مبدعين وهو جزء من مخطط يتربص بنا جميعا لنصبح شعبا محبطا منهارا لايقوى على النهوض لعمق جراحه وشراسة المواجهة .
ان الدولة قد تخطف او تغتصب لكنها لاتموت رغم ان مصرع مبدع او جرح صحفي او اغتيال مفكر او هجرة عالم يثلم من حافتها وروحها .رغم ان القاتل لازال حرا طليقا يتربص بالضحية التاليه
لكن الولادة الازلية ورحم الامهات واعد بالخير..... وأهلنا علمونا بان البلد قبل الولد .
حيثما سيسقط لنا شهيدا سيكون العراق حاضرا .
الرحمة للشهداء
والشفاء لكل جرحى الجسد ...والضمير والارادة... لعلهم يستفيقون بعد موتهم .
وعذرا لان الوطن لا يرثى بل يفدى حتى قيام الساعه


بخارست












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موقف طريف بين عمار وحماته ????


.. بريطانيا تحقق في مراهنة مسؤولين في حزب المحافظين على موعد ال




.. هل بإمكان الديمقراطيين استبدال بايدن في الانتخابات الرئاسية؟


.. في هايتي -المنسية-.. نصف السكان يعانون من جوع حاد




.. فيديو صادم يظهر 180 ألف نحلة تعيش في سقف غرفة نوم رجل