الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سفينة عباس

محمد سعيدي

2009 / 12 / 3
الادب والفن


سفينة عباس


كتبت هذه المساهمة سنة 2004 بعد ما أصبح يعرف في المغرب فضيحة النجاة والتي كان ضحيتها حوالي عشرين ألف شاب مغربي. عباس الفاسي وانطلاقا من مسؤوليته كوزير للتشغيل والتكوين المهني والتنمية الاجتماعية والتضامن (2000-2002) كان بطل القصة لأن وزارته هي التي أشرفت على العملية واتضح بعدها أنها نصب من طرف شركة إماراتية وهمية نهبت أموال هؤلاء الشباب. في ذلك الوقت كنت اعتقد أن سفينة النجاة التي وعد بها عباس الشباب، بها عطب وتعجز عن الابحار. الآن و بعد ان فتح ربنا أبواب المغرب وكنوزه لعباس بأن أصبح وزيرا أولا وآله وأقربائه أصبحوا من أهل الحل والعقد ببلادنا وبعد الترحيب اللافت للوزيرة ليفني ربما سيصبحون كذلك بالمنطقة برمتها... الآن ادركت أن السفينة أبحرت به وبمن اختاره إلى بر الآمان، وأردت أن أعيد نشرها للذكرى ولعله يلتفت يوما إلى الوراء ليرى هؤلاء الضحايا وينصفهم وله من الوسائل أكثر من السابق :

كل يوم
اتامل الندوب على وجهي
فقط على خدي اقرأ كل الذكريات
وأتساءل إن تبقى مساحة لكتابة الآتي..
لا احمل مذكرات..
على ذقني وقع الجلاد
وعلى جبيني بصم بؤس البلاد
فتوقف الزمن ..
لم أتهاوى
أدركت أن الرب
يجازي من عباده الصابرين
فتأبطت حلمي
ووقفت وراء الصفوف الطويلة..

ضاعت أحلام الطفولة
فقلت لابأس إنها حقا مزعجة..،
ووقفت جنب الشباب
أنصت نغمة الواقعية
إلى أن برز من قلب فاس
مرسول جديد
يدعو لركوب السفينة
سفينة عباس
فيها نجاة من كل وسواس
وجواز لضفة الذهب و الماس..
.. بايع كل الشعب
فصليت معه وأديت الدعاء
وجلست تحت الشمس
أتضرع إلى السماء
رغبة في دفن الماضي
و توبة عن الأخطاء..
ظللت على حالي
أضمد الجراح
حتى جاء القمر
مثلي يحمل الندوب على وجهه
أحببته وتعاهدنا على السهر
بت الليلة أنصت لهمسته
أتأمل القصد من غمزته،
في كل حين يعاتبني
ألا أصالح
إنهم قادمون لخطف أخيك
إنهم ينبشون قبر أبيك
لطمس الجريمة
لكن تحت أعينه القويمة..

الليل كله بات يتألم ويحكي
يحكي حين كانت المشانق تنتصب
لما كان دخول المرحاض يراقب
حين تنهار القيادة
فتدفع للذبح داخل العيادة
لما يختطف الطفل من قسم الولادة
وتقتاد الزوجة لتزوير الشهادة ..
في تلك الليلة
اكتشفت هول الفاجعة
فهمت لماذا يغيب القمر ويجهش في البكاء؟
فهمت لماذا تناثر الدمع في السماء؟
فهمت أن إنصاف الموتى كذب و هراء
فهمت أن القابعين وراء القضبان
هم في الحقيقة شهداء..
لم أنتبه.. ، غاب مؤنسي
في صمت ومن غير وداع..
توقفت عن الكلام
أتابع نشرة الصباح
أمام مذيعة الأخبار،
بصوتها العذب تتلو بلاغ المستشار:
تعطلت السفينة أمام الدار
وعليكم إما السباحة على ظهر الحمار
أو التسجيل في لوائح الانتظار
وقراءة الفاتحة ودعاء السفر ليل نهار..

زيدوني لن أبكي
لدي من المناعة ما يكفي
ربما الفائدة في البقاء
هنا على الأقل ننعم بالسلم والهناء!
في الصباح
نقبل الأحذية
وفي المساء ندخل الأقبية..
نصارع الجوع
وعلى ضفتي الموت نمارس التسلية
وللحياة متسع أثناء النوم وفي الأحلام
وللكتابة حرية حين تغيب الأقلام،
للجميع حقه ! أمام الملأ وفي الشارع العام..
وأن تتفانى في خدمة الوطن
تهديك قناتنا!
سهرة على رأس كل أسبوع ورأس كل عام
ولأهل العنف والانتقام
نشرت وزارة الحب و الوئام
شرطة لحماية الأمن و السلام.

محمد سعيدي










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل