الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لا ينظر في دعوة رئيس الوزراء لتبني النظام الرئاسي ؟

باسم محمد حبيب

2009 / 12 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عندما أطلق رئيس وزراء العراق نوري المالكي دعوته لتحويل نظام الحكم في العراق من نظام نيابي إلى نظام رئاسي اعتقد البعض أن الهدف من وراء هذه الدعوة شخصي محض انطلاقا مما يلاحظوه من واقع مرتبك تتناهشه التناقضات والإرادات المتضاربة لذا لا نريد هنا أن نفتح جدالا حول ما يطرحه هؤلاء لنكون في صف طرف ضد طرف أخر بقدر ما نسعى إلى دراسة هذه الدعوة بعيدا عن الشخصانية وما تشكله من عائق أمام النظر الموضوعي فرئيس الوزراء يعلم بخفايا الحكم جيدا ويدرك الصعوبات والمشاكل التي تعترض سبيل من يتولى منصبا قياديا كمنصب رئيس الوزراء لا سيما بحكمه الطويل نسبيا مقارنة بمن حكم البلاد بدءا من نيسان 2003 والى الآن ولذلك ليس من الحكمة تجاهل ما يطرح بهذا الصدد بغض النظر عما نحمله من مواقف تنطلق من رؤى خاصة فبناء البلاد وتنظيم نظامها السياسي هو أمر مهم على الجميع الاهتمام به وإعطائه أهمية خاصة حتى يستعيد العراق عافيته ويخرج من مرحلته الراهنة بوضع سليم .
لقد خبر رئيس الوزراء النظام النيابي وأدرك ما فيه من هشاشة تنطلق من ميراث البلد المليء بالعقد والإشكالات فعدم وجود سلطة مسؤولة يشكل في الغالب التحدي الأكبر أمام الديمقراطية في العراق لان النظام النيابي أو شبه النيابي الذي يحكم العراق حاليا هو في صميمه معطل للمسؤولية لأنه ينطلق من التوافق والمحاصصة ووضع كهذا لا يمكن معالجته بدون وجود سلطة عليا مفوضة من الشعب ومسؤولة أمامه بحيث يمكنها أن تحاسب ( بفتح السين ) وتحاسب ( بكسر السين ) .
فالسلطات العراقية الحالية هي بشكل ما غير قادرة على المحاسبة وليس هناك من يحاسبها ولقد لاحظنا ذلك من خلال فشل البرلمان في محاسبة الكثير من المسؤولين المقصرين وفي عدم وجود سلطة يمكنها أن تقف حائلا أمام قرارات يمكن أن يصدرها البرلمان بمعزل عن إرادة الشعب كما هو الحال مع القرارات الخاصة بالامتيازات والتي لم تستطع أي سلطة نقضها على الرغم من وجود إرادة شعبية برفضها .
ولذلك فان النظام الرئاسي ربما يمثل أفضل الحلول في ظل ما يواجهه البلد من تناقضات جمة وظروف معقدة وأوضاع متشابكة تنهش البلد وتقض مواجعه ولابد لبلد كالعراق يتألف من طوائف مختلفة ويشهد أوضاعا معقدة من سلطة مركزية تلملم حاله وتجمع أوصاله وتنسق بين فئاته بحيث تشكل ضمانة للوحدة وسبيلا للتلاحم والتشارك فبدون ذلك ربما يكون مصير العراق التفتت والانهيار خصوصا في ظل تكالب الظروف والمحن .
ولذلك ندعو إلى النظر بايجابية إلى دعوى رئيس الوزراء لان مصلحة الوطن تتطلب منا موقفا متفهما ينظر إلى الأمور بواقعية ولا يحملها ما لا تطيق وليكن رائدنا خدمة البلد فهو الهدف الذي يجب أن نسعى إليه وان نبذل من اجله أقصى الجهود .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ّلايصلح للعراق الا نظام رئاسي
ابن الموصل ( 2009 / 12 / 5 - 09:11 )
نعم لايصلح للعراق الا نظام رئاسي وهذه حقيقة يثبتها التاريخ كما اكدها الواقع والعراق- طيلة تاريخه القديم والوسيط والحديث- لم يحكم الا من خلال نظام فيه رأس.. وابتداء من لوكال زاكيزي حتى صدام حسين والسبب واضح انتبه اليه شاعرنا العراقي العظيم عبد المحسن الكاظمي عندما قال
قومي رؤوس كلهم
أرأيت مزرعة البصل
وثمة حكاية او نكته يتداولها الناس وهي أن ديكا ازعج المحلة بصياحه ليلا ونهارا فاتفق اهل المحلة على ذبحه وفي اليوم التالي ظهر الف ديك يصيح وعذرا لاهلنا في العراق شماليين ووسطيين وجنوبيين فهذه هي الحقيقة والا اية ديموقراطيه هذه التي نعيشها ( شليلة وضايع راسها) .. فقط مسألة اود التاكيد عليها وان الرئيس ينبغي ان يكون قويا ،حازما ،عادلا ،نظيفا في اللسان وفي القلب وفي العمل.. ويقينا ان الناس سيحبونه وينقادون اليه ويسيرون خلفه طالما يعطي للعراق هيبة وقوة وانفة وكبرياء فالعراق بلد الكبرياء وسوف لن ينجح احد من الحكام اذا لم يدرك هذه الحقائق التاريخية والله من وراء القصد .

اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي