الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار المتمدن صرح حضاري شامخ

مصطفى لغتيري

2009 / 12 / 4
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟


أمام هذا العدد الهائل من المواقع و المنتديات المحتفية بالكلمة ، يصاب المرء بالحيرة في أيها يختار لتكون منبرا ، يطل من خلاله على القراء و الكتاب على حد سواء ، و لا أخفي أن الشعارات التي يتزين بها موقع الحوار المتمدن قد أثارتني في أول زيارة له ، لكن التجربة علمتني أن لا أنخدع بالشعارات ، لأنها قد لا تساوي ثمن الحبر الذي كتبت به ، و قد تكون في الغالب الأعم موجهة للاستهلاك الإعلامي لا غير ، خاصة و أنني أعرف حق المعرفة أننا في الوطن العربي، من الماء إلى الماء ،قد ابتلينا بلوك الشعارات الطنانة و النوايا الطيبة ، التي قلما تقترن بالعمل الجاد و المتواصل ، الذي قد يترجم هذه الشعارات إلى إنجازات على أرض الواقع ، وما كان لي سوى أن أخضع ما رأيته من شعارات في موقع الحوار المتمدن إلى الاختبار و المساءلة ، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار، الحاجة الملحة لهكذا موقع ينتصر للعلم و العقل و الحرية ،وقد أخذ على عاتقه مهمة نشر المبادئ العلمانية نهارا جهارا ، دون خوف و لا توجس ، فالعلمانية في وطننا العربي- كما لا يجل أحد- تهمة ثقيلة ،قد تؤدي بمعتنقيها و المروجين لها إلى الذبح من الوريد إلى الوريد ، رغم أن المعارضين لها لا يفهمونها دلالتها و عمقها ، اللذين أعتقدأنهم لو استوعبوهما حق الاستيعاب،لدافعوا عنها دفاعا شرسا لا يستكين ، فهي وحدها الكفيلة بأن تضمن لهم حرية الاعتقاد و العبادة دون تدخل و وصاية من أحد، حتى في الدول التي لا تدين بدينهم أو تعتقد بملتهم.
و بمتابعتي لما تزخر به أروقة الحوار المتمدن من مقالات لامعة و متعددة و هادفة ، و حوار عقلاني ينتصر للرأي و نقيضه ، تأكدت بالفعل أنني أمام مشروع علمي و عقلاني، يستحق من الجميع كل العناية و الحدب ، و قد ازداد هذا لاقتناع رسوخا بتوالي الحملات التضمانية و الاحتجاجية، التي يدعو الحوار المتمدن إليها كتابه و قراءه من حين إلى آخر، رابطا بذلك الكلمة بالعمل الميداني، الذي نحن في أشد الحاجة إليه.ليلتحم - نتيجة لذلك- بهموم الناس و قضاياهم المصيرية.
و ليس من باب المجاملة أن أعلن أنه لا يكاد يمر يوم ،دون أن أكحل عيني ببعض صفحات موقع الحوار المتمدن، أتنقل في مروجه البهية و الباذخة ، أستفيد من هنا و أتعلم من هناك ، دون أن يفوتني الاطلاع على بعض الشرائط المصورة المختارة و الهادفة التي لا يفتأ الموقع يقترحها على مرتديه بين الفينة و الأخرى.
و بما أن تخصصي الأساس هو الأدب ،فإنني أحاول قدر المستطاع المساهمة في تشييد هذا الصرح الشامخ بما يتحصل لدي من مقالات و نصوص إبداعية و أخبار ادبية ، و في النفس حسرة متولدة من شعوري بعدم القدرة على المساهمة بشكل أفضل و أكثر فعالية ، في إعلاء صرح هذا البنيان الحضاري الفريد من نوعه.
بالطبع لكل تجربة نواقصها ، فالكمال هدف إذا ما بلغناها فقدنا لذة الحلم في الوصول إليه ، لكن يبقى - بحق - موقع الحوار المتمدن صرحا شامخا بكتابه و إدارته و قرائه و مبادئه المعلنة ، التي نحن في أمس الحاجة إليها. و بالطبع يمكن تحسين أدائه بما يليق بسمعته و طموحه. و قد يطال هذا التحسين الشكل و المضمون ، لأنني ألاحظ ان محتوى بعض المقالات يتكرر ،كما أن بعض المقالات تفتقر للدقة فيما يخص الأخطاء النحوية و الإملائية ، وفي الذهن أن إضافة الصور إلى بعض المقالات قد يضفي عليها بعدا جماليا لا غبار عليه ، وهذا ما يتعذر القيام به الآن.
و في ختام هذا المقال العفوي ، الذي كتبته على عجل للمشاركة في الاحتفال بالذكرى الثامنة للموقع ، أتمنى أن يستمر هذا الصرخ شامخا منيفا ، ليؤدي رسالته الانسانية النبيلة في أحسن الظروف و الأحوال.









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد