الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شموس أخرى على طاولة الكون

سامي العامري

2009 / 12 / 4
الادب والفن



فرقٌ كبيرٌ بين أنْ تبسمَ لكَ الدنيا
وأنْ تبسمَ أنتَ للدنيا
ففي الأولى خدعة
وفي الثانية رفعة !
---

الشمسُ نجمةٌ ... قال العِلمُ .
قلتُ : نعم , نجمةٌ تعادي الليل !
---

إشتقتُ إليكِ
واشتاقَ معي فنجانُ قهوتي
ودخاني
ودفتري وكأسُ ليلي
والستارةُ المختلِجة كشراعٍ ...
كُنّا بمجموعِنا نُشكِّلُ
عائلةً من الأشواق !
---

مَرَّ فيلٌ من جنبِ أسدٍ جائعٍ .
نظرَ الأسدُ إليه فراحَ يردِّدُ :
آهٍ لو بالإمكان إرجاع عقربِ الساعة إلى الوراء .
فسألهُ الفيل : ولماذا , ألدَيكَ عزيزٌ فقَدْتَهُ ؟
قال الأسدُ : نعم , عزيزٌ جداً ,
فأنا في الماضي لم أكنْ إلاّ قِطاً
وأنتَ بطباعِكَ ولونِكَ
توحي لي بأنكَ لم تكنْ إلاّ فأراً .
هنا أحسَّ الفيلُ بالحزن
فمدَّ خُرطومَهُ
وراحَ يُرَبِّتُ بهِ على كتف الأسد مُعَزِّياً !
---

قال الدولفين لسمك القِرْش :
كُفَّ عن الإفتراس
وتعالَ معي وتعلَّمْ محبة البشَر
قال سمك القرش :
لا جدوى ,
فأنتَ لم تتعلّم المحبةَ
وإنما جُبِلْتَ عليها .
قال الدولفين :
ولكنكَ تُشبِهُني كثيراً في الخَلْق .
ردَّ سمك القرش :
والبشرُ أيضاً يتشابهون كثيراً في الخلق
لذا فالكارثةُ ليست فيَّ أنا
ولكنْ في ألاّ تكونَ مُخلِصاً
لِما جُبِلتَ عليه !
---

أرخى على جيدها
عشرَ قلائدَ من لؤلؤ
وأحاطَ معصميها بأساورَ عديدة
ثم عانقها .
فقالتْ له : ما بالُكَ كريماً معي هكذا
أيها الشاعر ؟
قال : لأني أُحبُّكِ مُضيئةً
أيتها العزلة !
---

أيها الوطن ,
لا تُكرِّرْ اللُّعبةَ ...
القتَلةُ الذين كانوا بالأمس يَهدونكَ
سائرين أمامَك
ها هُم اليوم
يبتهلون خلفَك !
---

دوامُ الحياة على نمطٍ واحدٍ يُعطِّلُها
ولو كانت شجرةً دائمة الخضرة !
---

رغم أمواجِ الدنيا
وتجاذبِها لشراعي بحنقٍ !
كان همسُكِ معي
هو وما نَحَتَهُ من مزامير ,
وابتسامتُكِ
هي وما تفرَّعَ عنها
من مصابيح !
---

قالتْ شجرةُ آسٍ
لشجرة حَوَرٍ مجاورةٍ
إنتظريني ,
سأصنعُ لي
من أوراق الشجر المتساقطة حولي
كعباً عالياً
فربما بلغتُ قامتك أو نصفاً منها
فقد سئمتُ قِصْرَ قامتي .
فابتسمتْ شجرةُ الحَوَر قائلةً :
يا صغيرتي العَذِبة ,
لا تُكلِّفي نفسكِ
فرائحتُكِ الزكيةُ تعلو قاماتِنا ,
والأشياءُ فيما تمنحُ !
---

عملتُ داخلَ وطني بمِِهَنٍ بسيطةٍ
وخارجَهُ بمِهَنٍ بسيطةٍ كذلك
وما بين البساطة والبساطةِ
كان العالمُ قد تعقَّدَ كثيراً
وبينما أنا مُقْبلٌ على تعقيداتهِ الكئيبة
سمعتُ ضحكةً صافية :
كان قلبي مع صِبْيةٍ
يدحرجون إطاراتٍ في الأزقةِ كالأقمار !
---

قالَ لها :
قبل أن أعرفكِ
كنتُ كالعرّاف
أُنْبِيءُ الناسَ بمستقبلهم
ولا أعرف عن مستقبلي شيئاً !
والآن صرتُ أعرف مستقبلي
وأجهلُ مستقبلَ الناس !
سألتْ : وما هو مستقبلُك ؟
فأشار إلى رحيلٍ دائمٍ ,
أشارَ إلى مرافيءَ
تتدلّى من أعناق الطيور !
---

بعد أن رأى رؤيا مخيفةً في منامهِ
قال كسرى لشاعرٍ في إمبراطوريتهِ :
لن يغمضَ لي جَفنٌ
حتى يُؤتى إليَّ بقيصر الروم مُكبَّلاً .
ردَّ الشاعر :
ألَمْ يكفِكَ مَجدُكَ ؟
فهو مترامي الأطراف .
قال كسرى : الأصلُ في المَجد
هو أن يكون خالصاً
وإلاّ لكانت هناك شمسان .
ردَّ الشاعر :
لو كنتَ تنظر إلى الحياة
كما أنظرُ أنا إليها
لرأيتَ شموساً لا تُعدُّ ,
الشمس هي ليست هذه التي تراها
فهذه ظلٌّ لشموسٍ غطّاها رمادٌ في داخلك
وهي التي يجب ألاّ يغمضَ لك جَفنٌ
حتى تعثرَ عليها !
---

تهيَّأ لقلبي بصيصٌ من عبيرٍ
فرأيتكِ تجلسين على تلٍّ ,
والخُضرةُ تحيط بكِ كنسائم كمانٍ
ورأيتُ البحرَ
فغنَّيتُ له ,
غنَّيتُ لجسدٍ من بِذارٍ
يتقلَّبُ بين شهيقِ شواطيءَ
وزفيرِ أمواج !
---

ستغيبُ الشمسُ
وأنتِ تَسبَحينَ داخلَ قبَّعتي
فما أجملَ هذا !
وحتى الشمسُ لا تسير للمغيب
إلاّ لأنها تسمعُ طَرْقاً على باب الأفق
لذا فهي تذهب لاستقبال زميلاتِها !

---------


كانون الأول – 2009
برلين








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لما تعزم الكراش على سينما الصبح ??


.. موسيقى وأجواء بهجة في أول أيام العام الدراسى بجامعة القاهرة




.. بتكلفة 22 مليون جنيه.. قصر ثقافة الزعيم جمال عبد الناصر يخلد


.. الكلب رامبو بقى نجم سينمائي بس عايز ينام ?? في استوديو #معكم




.. الحب بين أبطال فيلم السيد رامبو -الصحاب- ?