الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يذهب الحذاء مثلا يحتذى بعودة حذاء منتظر الى الصورة والصدارة ؟

سامر عنكاوي

2009 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


منتظر الزيدي مثال صارخ لإفلاس امة, وتعبير قوي عن عجزها وتخلفها وإفلاسها وكسلها وشللها وتقاعسها عن اللحاق بركب الأمم والحضارة والمدنية, منتظر الزيدي نتاج لأمة هزيلة فقيرة شحيحة بعطائها العلمي, غزيرة بعطائها الغيبي والإرهابي, يتجلى ذلك في عبارات قيلت في لقاءات مع أشخاص على الفضائيات إبان رشق بوش بالحذاء مما يؤكد إننا امة مأزومة مهزومة يائسة بائسة تتجه نحو الانحلال والاضمحلال بسرعة تضع سرعة أسرع الكائنات في جيبها, امة لم تستطيع النهوض لا بالعلم أو بالفن أو بالأدب ولا بالصناعة أو بالتكنولوجيا أو العمل ولا بنظام حكم ديمقراطي يُقتدى أو حقوق إنسان وحريات تُرتجى, فنهضت بعنفوان الوقاحة بحذاء الزيدي الذي ذهب مثلا وحصّلنا الريادة في اشد أنواع النضال ضراوة إلا وهو قذف القنادر وأصبح " الحذاء هو الحل " .

من هذه العبارات والجمل التي تعبر عن الانحطاط والهوان العربي وللمثال وليس الحصر:-

- ضيف على إحدى القنوات الفضائية العراقية يبشر الأمة العربية بالحدث ويقول منتظر الزيدي رفع رؤوسنا بحذائه, فيا له من حذاء عظيم رفع رأس امة عظيمة.

- وجاهل آخر وفي آخر مسح له لرأي العراقيين يقول منتظر الزيدي يمثل العراقيين جميعا.

- تظاهرة في الضاحية الجنوبية في لبنان رفعت فيها لوحة عليها صورة حذاء وتحت الحذاء مكتوب " رمز كرامتنا ".

- تضامنا مع الزيدي امرأة تقول أنا وأولادي وأهلي فداء لحذاء منتظر وقبلها فداء لصدام ونصر الله والقذافي, ويظهر إننا مشروع دائم للفداء لأتفه الغيبيات والقادة والأشخاص.

- اخر وعلى نفس الفضائية العراقية يقول حذاء الزيدي وسام على جبين كل عراقي وعربي شريف, والمعلوم أن الوسام لا يعلق على الجبين لاحتوائه على دبوس ويشك دبوس الوسام بالملابس على الصدر, او قلادة تتدلى من الرقبة على الصدر او حزام من الكتف الأيمن الى الخصر الأيسر مرورا بالصدر او العكس. هذا غيض من فيض مما قيل وهو دلالة واضحة على جهل مفجوع بانهزامية متجذرة.

هذه نماذج من امة مخدرة لم تنتج طوال تاريخها إلا الاستبداد والقمع والعنف وكبت الحريات وهضم الحقوق وامتهان الكرامة, امة شردت خيرة أبناءها من كتاب وأدباء وعلماء ومبدعين وفنانين في المنافي والشتات نهبا للغربة والوحشة وفي بعض الأحيان أسقطت عنهم الجنسية مثل ألجواهري والبياتي وغائب طعمه فرمان, معتقلين في السجون او في أقبية المخابرات او تحت الإقامة الجبرية وفي أحسن الأحوال مهمشين يعانون الفقر والعوز, امة تميزت بتصفية المخالف والمختلف والخصم جسديا حتى وان كان من الأهل او الأصدقاء.

لقد أبدع منتظر الزيدي في إيجاد أسلوب جديد للنضال سيتبع من قبل الفاشلين الذين سيلقون السلاح والسياسة والحوار جانبا ويستخدمون الحذاء في حل المشاكل والمعضلات. بمعنى آخر منتظر اوجد استعمال جديد للحذاء كسلاح في معركة العروبة للنضال ضد الاستعمار والاستغلال والاحتلال وإرجاع الحقوق العربية المغتصبة في فلسطين والجولان وشبعا لبنان والجزر العربية الثلاث.

بتقديري ان عمل الزيدي انفعالي غير متزن صدر من شخص متهور او مريض نفسي ينشد الشهرة ولا يمتلك الوسيلة اختصر المسافة والجهد للحصول على الشهرة السلبية واللعنة.

فعلا إنها مصيبة عندما يفقد الصحافي لسانه وقلمه ويصبح الحذاء هو اللسان والقلم, والحقيقة ان فقدان اللسان والقلم موروث صدامي, ولم يكن يسمح لأي حر بان يمتلك لسان او قلم وكان اللسان يقطع والقلم يكسر والمثقف الحر يُهجر او يُنفى او يُقتل , ويظهر ان هذا الزيدي لا يزال يعيش الحالة الصدامية ولا يعرف ان في العراق الآن هامش من الحرية وصحافة متنوعة وفضائيات كثيرة وأحزاب تمثل الناس وأراء مختلفة وتداول للسلطة وبعض احترام للحريات الشخصية, وقد كان كل هذا ممنوع في زمن الطاغية صدام والمعارض كان يذوق ما لم يذقه اسلافه من صنوف العذاب, ويساق أهله وأقاربه وأصدقائه وحتى معارفه الى السجون والمعتقلات.

رُشق الحذاء بعد الزيدي لحد الآن ما يقارب الخمس مرات كان آخرها لسيف الخياط والتي أتمنى ان تكون الأخيرة لتختفي وتنسى هذه الظاهرة الشاذة والتي سببت ضررا كبيرا للعراقيين وخاصة الصحفيين.

لن يسمح بعد اليوم على ما اعتقد لاي صحفي عراقي في أي مكان بالعالم من الدخول الى مؤتمر صحفي بحذاء وسيخلع الحذاء خارجا وكأنه يدخل جامع او حسينية, تصوروا المنظر صحفي عراقي حافي في جمع يلبس أحذية.

لنا تاريخ مشرف كعراقيين في حضاراتنا القديمة وكان لنا الريادة في القانون والكتابة والعجلة وغيرها, وتأتي الريادة في رشق الأحذية كتتويج وعرفان بالجميل وتتمة لمنجزات الأسلاف, فيا للعار الذي لحق بالعراقيين وتاريخهم في العطاء من فعلة الزيدي وسيف الخياط.

بتقديري ان أي حذاء سيرشق مستقبلا سيتحمل الزيدي المسؤولية التاريخية في فتح الباب لسلوك جديد بالصحافة والإعلام لن يغلق إلا بإنزال أقصى العقوبات بحق الزيدي ليكون عبرة لمن تسول له نفسه باستخدام لغة وضيعة.

وأقول للمؤيدين لفعلة رشق الحذاء, مهلا لا تتعجلوا وسنضرب وتضربون بالحذاء جميعا عندما يصبح التراشق بالأحذية أسلوب متبع للاعتراض والاحتجاج, لأنه لا يوجد بل لم يخلق في هذا الكون إنسان ليس له معارضين او مخالفين, نسال الله اللطف في الآتي من الأيام " وعساها ابخت منتظر الزيدي ".

تراجي ذهب:-
السلوك والكلام مسؤولية لم يقدرها منتظر, استرعي الانتباه ارجو الحذر وبعد النظر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا
عبد الرحمن البحراني ( 2009 / 12 / 4 - 19:38 )
اخي العزيز
يغمرني شعور عارم بانك عبرت عما يجيش في صدري
بصدق وموضوعية فلك الشكروالامتنان


2 - very good
كاترين ميخائيل ( 2009 / 12 / 5 - 02:15 )
very good


3 - يعيش حزب الحذاء عفوا البعث
ابو مودة ( 2009 / 12 / 5 - 07:23 )
ان عمل الحذاء منتظر انفعالي غير متزن صدر من بعثي متهورومريض ينشد الشهرة تهيأت له الوسيلةفي فضائية القومجية المصرية لذا اختصر المسافة لوالجهد وحصل على الشهرة السلبية ولعنة العراقيين الشرفاء وتأييد ايتام المقبور هدام والمليشيات البعثية التي عاثت في العراق قتلا ودمارا وفسادا اذ لم يكن من بين المؤيدين شريفا ابدا .
وأقول للمؤيدين لفعلة الحذاء منتظر , مهلا لا تتعجلوا سنضربون بالحذاء جميعا لانكم انهزمتم في جميع كوارثكم التي تسببتم بها على عراقنا الجريح وهنا نسجل لكم في قادسية ام الاحذية البعثية ليصبح التراشق بالأحذية أسلوب متبع للاعتراض والاحتجاج, لأنه لا يوجد سافل وقذر وحقير غير البعثيين وخصوصا من غيروا جلودهم فالزيتوني تبدل الى دشداشة والاقلام الى محابس وسبحة وكلكم بعثيون وان لم تجهروا.


4 - سيف الخياط و استعادة الكرامة العراقية
سهيل أحمد بهجت ( 2009 / 12 / 5 - 11:37 )
مقالكم جميل جدا و صدقتم في كل ما قلتم


5 - انها لغة بائسة
كفاح محمود كريم ( 2009 / 12 / 5 - 12:22 )
حينما تتدنى الاخلاق والسلوك المهني تظهر مثل هذه الانماط من السوقية
شكرا اخي المكرم عنكاوي لهذا البحث الجميل وثق ان اللغة الراقية هي التي تسود دوما وما هذه السلوكيات الا انعكاس لتدهور تربوي وسلوكي


6 - تحيه ود ومحبه للاخ سامر عنكاوي
كامل الشطري ( 2009 / 12 / 5 - 12:46 )
كلامك في محله مع الشكر والتقدير الاخوي

كامل الشطري


7 - هذا ما انتظره منتظر
حسين صادق ( 2009 / 12 / 5 - 16:32 )
عاشت ايدك على هذا المقال الجميل والله ان سيف الخياط رد الصاع لمنتظر الزيدي وكان المفترض بمحكمة منتظر ان تحكم برشقه بمايمثل عدد سكان الولايات المتحدة من الاحذية لان جورج بوش لم يكن يمثل نفسه بل كان يمثل الولايات المتحدة الامريكية


8 - الصدامية تتجلى بحذاء
فاتن ( 2009 / 12 / 5 - 21:29 )
لا بد من فضح هذه الممارسات الوضيعة والا يمكن ان يصبح الحذاء لغة ويكسر القلم جاء هذا المقال تعبيرا عن هذه الحقيقة وفضح لاسلوب الذي يسجل بامتياز لمنتظر
يسلم قلمك وننتظر المزيدمن المقالات الهادفة والتي تخدم الجدل والحوار والسياسة وتدين الاساليب البعثفاشية


9 - لاخير في امة ترفع هاماتها بالخذاء
يعكوب ابونا ( 2009 / 12 / 5 - 22:02 )
تسلم على المقال الجيد والمعبر بموضوعية هادفة ....


10 - الى الاخ ابو مودة
اسماعيل الجبوري ( 2009 / 12 / 5 - 22:11 )
يا اخي ليس فقط البعثين من طبل لمنتطر وانما شارك معهم بعض من يدعون باليسارية وفي هذا الموقع بالذات من دبج المقالات الانشائية ويكيل المدح له وكتبوا الشعر حتى احد اعضاء هيئة تحرير الحوار المتمدن كتب مقال وامتدحه واعتبره يساريا واستطيع ان اكتب اسمه واعرفه شخصيا . انها كارثة با اخ ابو مودة وتسمى كارثة الحذاء. تحياتي لك وللاخ سامر يا ابن عينكاوة المناضلة .مقالك في محله


11 - سياسة القنادر
راجح حيدرالحيدر ( 2009 / 12 / 5 - 22:32 )
غيب الزيدي كل لغات الحوار بين البشر واستعمل الحذاء لاختصار الكشف عن ثقافته القنادرية ، تسلم ايدك يا عزيزي ابو بسيم


12 - الترشيق بالقنادر
نعمة السوداني ( 2009 / 12 / 5 - 23:18 )

الباديء أظلم ...
هكذا
أنقلب السحر على الساحر
فتحولت لغة الصحافة
الى لغة القنادر
الى ثقافة التراشق
العراق يحترق وهم يتراشقون
العزيز سامر عينكاوي المحترم
تحياتي لك
ان كنت تعلم فتلك مصيبة وان كنت لاتعلم فالمصيبة اعظم
هذا حال العراق اليوم

نعمة السوداني


13 - رائع
shaker ( 2009 / 12 / 6 - 02:31 )
سلم فكرك المتقد وقلمك الذهبي مااروع الحقيقة شكرا علي مقالك الصادق والمعبر عن الحقيقة والشفافية


14 - الاصل والفرع
هادي العلي ( 2009 / 12 / 6 - 06:04 )
ان ما ابديت من رؤيا في مقالك يتناول جانب من الموضوع وهو جانب رفضك ان تتحول واقعة قذف الحذاء من قبل الزيدي على الرئيس الامريكي بوش الى نهج او خط في التعاملات السياسيه وهذا طرح صحيح ولكن نحن لسنا امام مشكلة من هذا النوع فقد كانت فعلة الزيدي حدث او واقعه حصلت في وقتها وزمانها فهي وان كانت لها صدى مختلف بين خندقين متواطنين في وطن واحد , احداها ضد الاحتلال والاخر موالي الاحتلال الا ان هذه الواقعه هي ليست جوهر المشكله وانما الصدى هو جوهر المشكله, ان الخندقين هما مصدر تنبنى وتتفرع التصرفات والمواقف على محوريهما وليس على الواقعه بذاتها,فينتج من التخندقين, ثقافتين ,ثقافةالترحيب ,وثقافة النفور داخل الشعب الواحد ووسطه ,اما الواقعه في ذاتها فهي ليست راي او ثقافه انها رد فعل شاب من ابناء الوطن المستضعف الرافض لسطوة الاقوياء الدوليين وسيطرتهم واحتلالهم ,فهم يمتلكون كل الوسائل لفرض موقفهم اما المستضعف فيملك الشيئ اليسير, فهو تعبير عن ما تيسر له في موقف الرفض النفسي ليدلل ويثبت للطاغي المحتل في انه غير مرحب به وغير محبب بل مطرود و مكروه...فالموضوع ليس له علاقة بالثقافه او بالرأي والرأي الاخر او بتعاملات سياسيه بين خصوم وانما هو رد فعل ...كما ان المحتل استباح كل القيم وال


15 - ليس بكلامك كلام
عائد صاحب كاظم الهلالي ( 2009 / 12 / 6 - 06:49 )
شكرا لك فليس بعد ما قلته كلام


16 - كلام جميل
مسلم محمد حسن الشمخانى ( 2009 / 12 / 6 - 18:20 )
انت رائع ياابو وبسيم ومقالك اروع مع تحياتى

ابو غيث


17 - سلم يراعك
محمد علي محيي الدين ( 2009 / 12 / 6 - 19:12 )
العزيز سامر عينكاوي
لغة الحذاء ليس بجديدة في تاريخنا العربي االأسلامي لذلك لم يكن الزيدي بدعا بين الأحذية الكثيرة التي طرزت سماء الأمة العربية وقادتها الميامين من العروبيين المتدريبين على لغة الحذاء ومن طبل وزمر للزيدي يحاول أن يثبت رجولته المفقودة من خلال العنتريات الحذائية التي لا تقدم أو تؤخر في موازين النضال واذا كان النضال العربي وصل الى الحذاء فعلى الدنيا السلام كنت أتمنى الأطالة بالتعليق ولكن سفري وأبتعادي عن مكاني الدائم أضطرني للأختصار تحاياتي لمن كان القلم يراعه ولم يدنس الورق بحذاء يطأ كل شيء


18 - مقال يستحق القرأة
قاسم رحيم العثماني ( 2009 / 12 / 6 - 19:40 )
تسلم ابو بسيم على هذا التشخيص والمقال

اخر الافلام

.. السيسي ينصح بتعلم البرمجة لكسب 100 ألف دولار شهريا!


.. تونس.. رسائل اتحاد الشغل إلى السلطة في عيد العمّال




.. ردّ تونس الرسمي على عقوبات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات


.. لماذا استعانت ليبيا بأوروبا لتأمين حدودها مع تونس؟




.. لماذا عاقبت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تونس؟