الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مغزى..أستذكار قناة الشرقية...لواقعة أعدام الكتاتور...؟

طلال شاكر

2009 / 12 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


في النشرة الصباحية لقناة الجزيرة الفضائية أول أيام عيد الاضحى المصادف 2009..11..26 قدمت تعليقاُ بدى كقرع للناقوس في يوم حزين وهي تستذكرفيه واقعة اعدام الدكتاتور صدام حسين كذكرى محزنة وأنتهاكاً فظاً لتوافقها أنذاك مع يوم مقدس في نفوس المؤمنين، وهوعيد الاضحى الذي لم يراع فيه حرمة هذا اليوم الجليل مع عرضها فلماً تسجيلياً لتفاصيل الواقعة مع قراءة سورة الفاتحة على روح صدام حسين بدلالات واضحة المعاني والقصد...؟ طبعاً لم استغرب من نهج وسلوك قناة الشرقية وموقفها المتواصل من فكرة التغيير أصلاً والعملية السياسية الجارية في بلادنا وهذا موضع جدل وخلاف مع الشرقية وهي لها كل الحق في رفض أسس العملية السياسية والاعتراض على ماكل يتصل بها شرط أن يجري ذلك في سياق موضوعي وبرؤية متوازنة ومنصفة وتحليل مترابط بين ماكان واقعاً قبل التاسع من نيسان 2003. ومابعده من هذا المنحى يمكننا أن نتجادل حول نهجها بالانسجام مع تلك المرتكزات التي ذكرتها وهذا ما ماأود التعرض له تحديدا من خلال عنوان رئيسي هو ملف الدكتاتورصدام حسين كمنطلق نحو الولوج في مداخل أشكاليات الحالة العراقية وأنشطاراتها الخطيرة التي أفرزتها تداعيات سقوط نظام البعث محمولة ومتوزعة على أكثر من رؤية وموقف ومن مستندات هذه الرؤى خطاب ومواقف قناة الشرقية برئاسة وأشراف السيد سعد البزاز الملهم السياسي والفكري لها....... أبتداءً اقول أني لحد هذه اللحظة لم أحظ بجواب عادل وتفسير متوازن يجلي تلك النوازع المثيرة للجدل وراء اصرار المشرفون على قناة الشرقية ألانغماس بسياسة التمادي والتصعيد التي تبتغي أثارة مواضيع ذات صبغة أنقسامية منها ما يستبطن تحريضات مدمرة مع تجاهل لقيمة الخطاب العقلاني في أعلامها ونحن مازلنا ضمن منعطف مترع بأسوء الاحتمالات مع جلاء رخص ألغاية القصوى التي ستحققها كنتائج وجدوى من مواصلة هذا النهج ، مع ذلك سأحاول مجتهداً النزول الى قاع ذلك النهج لاستجلاء المرامي والدوافع التي تجعل من شخصية مثقفة وذكية تشرف وتدير سياسة مؤسسة اعلامية ناجحة ومؤثرة كقناة الشرقية تستديرلتقطف التالف من الثمر لتسويقه عنوةً...لاسيما وأن من يقف على رأسها هوذات الرجل الذي كان ملاحقاً ومطلوباً من قبل نظام صدام الدكتاتوري بوصفه معارضاً ...؟ من هذه التوطئة سأعبر نحو ملف الطاغية الذي نعته قصداً بالملف الاسود....؟


..ملف الدكتاتور ألاسود..
كان الدكتاتور صدام حسين بكل المقايس حاكماً مطلقاً فوق القوانين والاعراف والقيم وسلوكه الممتد الى أكثر من ثلاثين عاماً يؤكد هذه الحقيقة التي لايتنازع عليها سوى من يضمر في نفسه هدفاً وغاية أخرى... سواءً كان شخصاً أوكياناً سياسياً أو من كان معتلاً أومتعصباً جاهلاً، وبالتالي لااجد مبرراً مقنعا يجعل من قناة الشرقية تستذكرجلاداً أدمى شعبه وأهانهً وأذله كصدام حسين وسلطته في سياق غاية نبيلة دون أن نسقط من أذهاننا ذلك التواشج كعقلية وثقافة ومنهج وراء فكرة تسويق الدكتاتور بهذا الاصرار وهذاالتمادي ... لقد كان هذا الدكتاتور الذي يجري توقير تاريخه و ترويج رمزيته على مراحل، مرفوضاً ومستثنى من اية مكانة لائقة في سفر التاريخ تستبقيه مستجلاً فيه، فكل مافي سجاياه مستقطراً من ضحالة القسوة والغدر، لئيماً مغتصباً يحتقر وطنه وشعبه وليس فيه خصلة واحدة أيجابية تستدعي التفهم والتعاطف معه. وفترة حكمه كانت سبياً داخلياً وأستذلالاً مابعده أستذلال، ,واذاكانت الشرقية وملهمها السيد سعد البزاز يستكثرون مثل هذا الكلام بحق هذ الطاغية البشع أويرفضونه، فأني أذكرهم بكتاب السيد سعد البزاز (:الجنرالات اخر من يعلم)) الصادر عام 1997 والذي يوجز عنوانه الساخر فقط عمق ألمأساة وألضياع الذي كنا نعيشه ناهيك عن صدمة الوقائع الموثقة التي تستبكي الصخرعلى جراح وطن ومحنة شعب مذبوح، وهي تجسد بصورة بانورامية مدى أستهتار وانحطاط تلك العصابة التي كانت تتحكم وتتلاعب بمصير شعبنا وبلدنا في ذلك المنعطف المميت، ويكشف الكتاب بلا لبس أوتأويل عمق الدونية والخسة المغروسة في روح الدكتاتور صدام الذي تستأثر عقدة بقائه في السلطة التوسل باية وسيلة منحطة وثمن بخس من أجل أن يستمر حاكماً حتى ولو ذهب العراق وشعبه الى الجحيم ،وهذا ماثبت عملياً.. وهنالاأريد اتعاب القارئ بأقتباس مقاطع من ذلك الكتاب المنجز بعناية وتفصيلات فائقة الدقة والتحليل وتحديداً محاضر ألاجتماعات لتلك العصابة الاثمة التي كانت تتحكم بمقدرات العراق أثناء حرب تحرير الكويت وماتلاها، فالمشهد مأساوي والضحايا بلا حساب وعد، وفي سطورصفحاته ترى تصاغروبؤس معاونيه واستعذابهم لذل العبيد وهم يتبارون بأغداق أفياض التعظيم وألاشادة بحاكم مهزوم تخلو شمائله من اي أحساس أوشعور بالمسؤولية... ففي تلك الايام الدامية كانت شلة الاقنان التي تحيط بصدام وتشاطره جرائمه تنحني بلاكرامة ولاأعتبار وليس في ذهنهما سوى أرضاء غطرسة الجلاد... كانواجبناء يتذللون ركوعاً بكل دلالات الخنوع والاستخذاء وهم يكيلون المدح والثناء للدكتاتور وشعب العراق يطحن طحناً وهو يدفع ثمناً مهلكاً لتداعيات غزو الكويت والجلاد يستمع الى معاونيه بنشوته السادية وهم يؤكدون ويجددون عبوديتهم له وهو يطلب المزيد.. مجردين من مفهوم ألشرف والغيرة كل همهم الثناء على سلوك القائد الضرورة صدام حسين وهو يحرق العراق ويتفرج علية مستخرجاً من عقله المريض نصراً مزعوماً...؟ سا خراً ومستخفاً بألام شعبه غير عابئاً بمصير بلادنا بينما أوغاده يترادفون بين هاتف ومهلل ومكبر هذا هو صدام وهذا رهطه الذي قدمه لنا قلم سعد البزاز في كتابه السالف الذكر بينما قناته الشرقية تستبكيه وتستذكره كصدام ابن الغربية قتله أوغاد جنوبيون... وهي تعيد عرض الفلم التسجيلي لواقعة اعدامه وشلة من المتصارخين تهتف مقتدى.. مقتدى.....؟ كايحاء واضحاً بدلالاته وقصده ورسالة تحريض رخيصة... وأذا كان غير ذلك فهو جهل وتخلف مابعده تهاوي....؟
لنعترف أن سقوط نظام البعث صدام أثار كوامن التوثب الطائفي في اعنف صوره ووسائله وأختلطت وتداخلت الخنادق والرايات والرؤى وجرى الاحتراب والتقاتل خارج اي قيم متوازنة من أغلب الا طراف مع تباين أدوات الردع عند هذا الطرف أوذاك..وحاول كل طرف اجبار غريمه على الاستستلام لكن في غمرة الصراع وجدت القوى العقلانية من الطرفين أو قل الواقعية أن هزيمة أي طرف لاتمنح الاخرظفراً أو مكسباً وعلى هذا الا ساس والاستدراك المتأخر أنبثق فهم سياسي قلق مازال يبحث عن ذاته، ومن خلال هذه ألارادة العقلانية الفتية سارت العملية السياسية بطريقها المتعرج المعروف، وغدا سلاح الطائفية البغيض أشبه بسلاح نووي لايكمن استخدامه ضد خصم مفترض يمتلك ذات السلاح. وأصبحت لغة الحوار والتفاهم خياراً محورياً بل وقل خياراً وحيدا من هذا الباب لم يعد المنطوق الطائفيً وأدواته سلاح منازلة ناجع عند من يستخدمه ألا أللهم بطريقة مواربة أو مموهة لكنه سيبقى سلاح اليائسين...؟ لقد تضعضت الطائفية كمنظومة عقائدية والان يتبرأ منها ويلعنها الجميع في حين بدت القيم الوطنية تستعيد مواقعها المفقودة ببطء رغم أمكانية العودة الى الطائفية كممارسة بعناوين وأستحالات مختلفة محتملاً..مما يدل على حراجة ,وافلاس من يحاول التلويح بها علناً لعقمها وأنحطاطها، رغم مراهنة دول اقليمية على أستبقائها يداً شريرة لعرقلة وتخريب العملية السياسية في العراق عبر أجندات معروفة..أن هذا الايجاز يستدعي التوقف وألتأمل من قبل المشرفين على قناة الشرقية وذلك بتذكيرهم أن ذاكرة الشعوب طرية ومن فاته فهم الحقيقة أليوم سيعرفها غداً، فالتعويل على ((رمزية)) صدام نزوع عبثي لان دواعي رمزيته لاتستحق أ ن تكون راية لاي معركة مشرفة وليس فيها مايستحق المفاخرة أو الشرف فهو فصل متلاشي طواه التاريخ وتجاوزه التغيير وهو سلاح العاجزين الخائبين.. أن العمى الفكري والسياسي الذي تستجيزه قناة الشرقية بتوقيرطغاة تاريخنا في مثل صدام هو تعبير عن تواصل الاختلال القيمي المزمن الذي يكابده العقل القوماني العربي بنسخته العراقية المشوهة....؟ ومهما حاول المتعصبون والجهلاء شحن المشهد العربي والعراقي بأستعارات تروج لواقعة اعدام الطاغية...
(( فسيبقى صدام وحكمه في الذاكرة العراقية عنواناً للخيبة والهزيمة وفي لحده عارمدفون)) من هذا الفهم أقول أن أي كفاح مشرف يستدعي خوضه ينبغي توشحه بأسم وطننا أولاً كعنوان عريض وممتد وزاهي بقيمه ومثله الانسانية ودولته المنشودة بعدالتها لا برموز واستعارات ساقطة، وفي بلدنا الكثير والكثير الذي يستحق أن نتخذ منه راية حقيقة لاي نضال وأي مشروع وطني ملهم... في قناة الشرقية العديد من نوافذ المبادرات الانسانية رغم فرديتها مثل زواجكم علينا، وفطور كم علينا، واليد البيضاء، وبلادنا أحوج الى مبادرة وخطاب وطني جامع ورسالة بكلمات بيضاء... فالكلمة السيئة تحملها الريح نحو الشر،والكلمة الطيبة تحمل الريح نحو الخير.....
طلال شاكر كاتب وسياسي عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هنيئا لشعب العراق دفن عار البعث مشنوقا
ابو مودة ( 2009 / 12 / 5 - 12:00 )
( مهيب العراق المشنوق ). كل ذلك يدعونا للنظر والتمحيص في أسماء وتاريخ شواذ الاعلام الذين منهم تفوح عفونة البعث وآثار القاعدة من تحت اردانهم ، وتخفى بعضهم وهم جلوس في بلدان اللجوء كما فعل احد مشجعي الإرهابي مشعان والضاريومن لف لفهم ومن ’ يمكنـه ان ينطق بأسم الحثالات البعثيـة التي ينتمي اليهـا روحاً وفكراً ’ والمتكدسـة في مزابل النظام العروبي ’ لكن ليس مـن حقـه اطلاقاً ان يسيء الى تاريخ التضحيات والمواقف الوطنيـة لضحايا النظام المقبور
لذا يبقى الأمر موكولاً بالأرادة الشعبيـة لتلعب دورها الوطني لأجتثاث فكر الـردة الشوفيني العنصري والتطرف الطائفي وكل مظاهر الرذيلـة والفساد للعقائد البعثيـة والظلاميـة ’ ... خذوا بقاياكم ايهـا الأراذل ... الى هناك حيث مزابل عنصريتكم وطائفيتكم ... دعوا العراق آمنـاً لأهلـه ... العراقيون نريد ان نستريح منكم ومـن شعوذة المشعوذين ودجل الدجالين ...فنخن شعب لا يكـره نفسه ولا يقاتل نفسـه ولا يخاف مـن بعضـه نحن شعب نحب العراق واهله بكل مكوناته القومية والدينية والمذهبية ,,,,,,,
دفن عاركم مشنوق العراق مكللا بالعار وبهزائمه في ام المهالك وام الحواسم ومع ذكريات جحره ولحيته الكثه القذرة .



وابناء العراق في الخارج ب

اخر الافلام

.. توسع الاحتجاجات الجامعية في أنحاء العالم


.. إجراءات اتخذتها جامعات غربية بعد حرب إسرائيل على غزة




.. استشهاد فلسطينيين أحدهما طفل في قصف إسرائيلي استهدف منزلا شر


.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع




.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر