الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار من التمدن أم التمدن من الحوار ؟

عبد الحميد العماري

2009 / 12 / 5
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن


لايمكن للحوار أن ينمو بلا تمدن .. ولايمكن للتمدن أن يتحقق بلا حوار .. هذه الأشكالية لايمكن أن توصل المرء الى معرفة ما إذا كان الحوار من التمدن .. أم التمدن من الحوار؟! تماما كما هو السؤال ألأفتراضي السائد .. هل البيضة من الدجاجة .. أم الدجاجة من البيضة ؟! لكن ألأمر ربما يبدوا مختلفا هذه المرة ، ووجه الأختلاف يتمحور حول ضرورة تهئية الأرضية المناسبة لقيام التمدن عبر الحوار فيكون الأمر متلازم الى حد كبير ، رغم وجود شرط أساسي وهو الأرضية المناسبة على عكس البيضة والدجاجة ، أسوق هذه المقدمة كي تكون بمثابة المدخل الذي يمكن الولوج من خلاله الى قضية أسمها الحوار المتمدن، مايعني أنه أكبر من أن يكون موقع ألكتروني ، وبتصوري أن التعامل معه على هذا ألأساس ( موقع ألكتروني ) يعد أجحافا بحد ذاته ، بل وأجحافا للكتاب الذين يمثلون كل ألوان الطيف العراقي ثقافيا وسياسيا وفكريا ، ولطالما تباحثنا وعدد من الكتاب والصحفيين والسياسيين العراقيين قبيل مغادرة بغداد العباسية الى بلاد الغربة القسرية عن ماهية الحوار المتمدن وكيف يمكن له أن يعيش ، وقد أجمع الكل على أن تهيئة المناخ والأرضية يسهل توفير الرغبة في التحاور والوصول الى مشتركات رغم الأختلافات .. وبتصوري أن الحوار المتمدن ( الموقع ) يمثل ما أسلفت ، حتى أنه صار أنيس جلسات النخب على أختلاف تنويعاتهم كلما سنحت الفرصة للحديث،وكما يعلم الجميع من أن الحديث يتحول في أغلب الأحيان الى حوار طرشان، وسط معمعة المفخخات والأغتيالات والصراعات الحزبية والطائفية والقومية والسياسية واللغفوية واللفطوية .
لقد نجح الحوار المتمدن في لملمة كل الأتجاهات ، شريطة أن تكون الطروحات منطقية وتحترم الآخر مهما يختلف معه هذا الآخر، وضرورة تقبل ولو سماع إن لم يك إقناع من الطرف الآخر هذا أو ذاك ، وعلى مدى ثمانية أعوام من عمره .. تمكن من توفير فرصة التحاور والخروج بأكثر من وجهة نظر ، وبالتالي حقق ما أراد .
كنت قد كتبت عمودا صحفيا نشر في صحيفة الزمان في أيار من العام 2004 ، قلت فيه .. أن هذه النخب السياسية الحالية ،آنذاك، بحاجة لتعلم فنون الحوار الديمقراطي الهاديء ، وأنهم إذا ما أصروا على هذه اللغة الأنفعالية المستخدمة فيما بينهم ، فأنهم سيدفعون بالبلاد والعباد الى حافة الهاوية ، وحذرنا يومها من أن الذهاب الى أبعد من قواعد اللعبة السياسية في إدارة (الدولة) سيوقد نار الفتنة الحزبية ، فيما يصبح وقودها ، المگاريد جمع مگرود ، والمگرود هنا يعني الفقير الذي لاناقة له ولاجمل فيما تشهده الساحة السياسية من صراعات ، وهو ماحصل بالفعل ، إذ خسر العراق بنحو (مليون ونصف المليون مگرود ) في الفترة مابين ألأعوام 2004-2008 ،أغلبهم قضى نحبه في الگراجات ومساطر العمل والأسواق والقتل على الهوية ، والتهجير الطائفي والعرقي ، ولم تهدأ بعد نار هذه الفتنة ، بل هناك من يحاول أدامتها وهي لما تزل تحت الرماد .
اليوم .. مع التهاني للحوار المتمدن وهو يوقد شمعة جديدة في ظلام حالك يخيم على العراق الجديد .. سوف أنتهز هذه الفرصة في الدعوة لحوار فكري جاد يكون دينه وديدنه وحدة وبناء العراق ، مما يمهد لبلورة مفاهيم ديمقراطية عبر حوار متمدن ربما يولد قناعات جديدة لدى المواطن العراقي، فيقلب الطاولة على النخب السياسية التي لاتضع مصلحة العراق وشعبه في أول عتبة سلم أولوياتها ، سيما وأن الأنتخابات البرلمانية على ألأبواب .
كاتب وصحفي عراقي









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرا ترصد مشهدًا طريفًا لأسد جبلي وهو يستريح على أرجوحة شب


.. بمناورة نووية.. روسيا تحذر الغرب من خطر إرسال قوات للقتال في




.. مصر ترفع مستوى التأهب شمال سيناء.. وتحذر من مخاطر عملية عسكر


.. بايدن يرمي بكل أوراقه بما فيها -الأسلحة- لثني إسرائيل عن اجت




.. الجيش الإسرائيلي يواصل فرض حظر التجوال على مخيم طولكرم