الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحوار منبر لليسار الواقعي ايضا

عماد علي

2009 / 12 / 5
ملف - في الذكرى الثامنة لتأسيسه -09-12-2009 -, الحوار المتمدن إلى أين؟



لم يمر اكثر من سنة و نصف و نُشر لي اكثر من 400 مقال في هذا الموقع المتميز و الاول من نوعه ، و لا اريد ان اجامل هنا و انا اكتب بكامل حريتي و بعمق ايماني الشخصي باليسار فكرا و فعلا و عملا، و الخط العريض الذي اعتمدت عليه بعد تجربتي المتواضعة في هذا الاتجاه ، و رغم كل ما يطرح من ما في عمق اليسار من الفلسفة و الفكر و العقيدة و الايديولوجية، الا انني كان توجهي بشكل عام هو مصالح الطبقة الكادحة و الفقراء المعدمين كاهم هدف و خط عام، و ما نطقت به و كتبت من كلمة لم تكن الا من اجل ما يصب في خانة التفكير السليم و ايجاد الطريق السوي لتحقيق العدالة الاجتماعية و المساواة التي هي من اهم ما تطمح اليها هذه الطبقة قبل غيرها في المجتمع.
و كما نعلم ان العصر الجديد فيه من المميزات التي تفرض الدقة في العمل على ارض الواقع المشوه حاليا من قبل الراسمالية العالمية و يتيمز بخصائص التي تفرض عدم الالتزام بفكر معين و نظريا بشكل مطلق كما فعلنا من قبل بالنصوص و قدسناها الى ان شُبٌهت بايات قرانية، والتي لا يمكن الاجتهاد فيها ،وعلى الرغم من اننا لم نكن في يقين مما تعنيه هذه النصوص و ما قصده هؤلاء الفلاسفة و المفكرين اليساريين في اي جانب مما كانت تطرح فيه تلك الافكار دون قراءة الواقع و الظروف و الاوضاع التي كانت فيه تلك المرحلة و الثقافة و التقدم العلمي و المعرفي في جميع الجوانب فيها بشكل عام في حينه.
انني تذوقت طعم الاهداف اليسارية بجميع اتجاهاتها، و خصوصا انني تعايشت مع مضامينها فكرا و واقعا بحيث ولدت و ترعرعت و كبرت في بيئة و عائلة لم تهتم بما تتسم بها غير اليسار لوحده ، في قرية متقاربة و متساوية المعيشة و الثقافة بشكل كبير ، و من عائلة ربها عتال لم يحمل في لبه و عقليته غير تامين معيشة ابنائه و الاهتمام بمستقبلهم و ثقافتهم بعيدا عن المتطلبات المعقدة للحياة العصرية.
الحوار المتمدن حامل لشعار يساري عام و الذي يمكن ان يحتوي و يستوعب جميع الاتجاهات و الهدف الاسمى هو مصلحة الطبقة الكادحة و تامين حياتها ، اي المجتمع المدني العلماني الديموقراطي الحديث و من اجل ضمان العدالة الاجتماعية و الحرية للجميع و في مقدمتهم الفقراء المعدمين و الكادحين و العمال و الفلاحين و الكسبة و ذوي دخل المحدود و الذي يعتبرون في مقدمة الفقراء في بعض الاماكن، و العمل على تامين حياتهم. هذا المنبر الرفيع يمكن ان يكون مدرسة و بيتا و وطنا كبيرا رغم الاختلافات في وجهات النظر بين المنتمين و الكتاب ،فالتفاعل في العمل و التقاء الاهداف و الاعتماد على النقاط المشتركة بين الملمين يمكن ان يؤدي الى طرح المواضيع المهة الضامنة للمصالح العامة لهذه الطبقة و تثمر عنه النتائج الباهرة و التي يمكن الاستناد عليها في الصراع مع الراسمالية المعيقة لتقدم كل ما يمت باليسار من التركيب و الفكر و الايديولوجيا و العقلية التي يعتمد عليها بشكل عام. من يتصفح المواضيع التي تنشرو يتمحص في مضامينها طيل السنين يكتشف ان الديموقراطية المتبعة في هذا الموقع مشجعة للتطبيق على ارض الواقع في السياسة و العمل الحزبي و للنظام الحكم ايض، ونكتشف هذا من خلال ما تطرح من الاراء و المواقف حول العديد من المواضيع و الافكار و الفلسفات و السياسات المختلفة و بطعم يساري تقدمي بعيد عن التشدد و ضامن لاحترام الاخر و عدم الغائه. و ما يميزه انه يتحمل الانتقاد و صدره رحب لكل القراء ،و هذا هو المطلوب في اي جانب سياسي كن او ثقافي لهذا العصر المتميز الذي يتصارع فيه الجميع بشكل سلمي. و ان كان اليسار محقا في طرحه المتعدد الجوانب و جوهره و الافكار المنبثقة منه لابد له ان ينهض من الكبوة التي تعرض لها في العالم ، و هذا ما نلمسه و ما نراه من ملامح تثبيت احقيته و اصحيته و التي تبان في الافق و بشكل واضح، و كل ما يحتاجه هو الحوار و النقاش المستند على الدلائل و الوثائق و المنطق في التعامل مع المواضيع و الافكار و الفلسفات و المناهج و الاجندات المطروحة و ان كانت تتقاطع معها.
لابد من التعاون الجدي بين جميع الاتجاهات من اقصى اليسار الى ادناه في سبيل الوقوف في صف واحد متراصف امام الاخرين و هم كثار ، وهم الذين يعيقون التقدم المنشود من قبل اليساريين و المنتمين لليسار و اليسارية المختلفة الواسعة المساحة و من جميع المجالات ، الا ان جوهر ليساروحيد و الهدف واحد و الطرق متعددة و لا تحتاج الا لارادة و وثبات و مثابرة لسالكيها .
عند قراءة ما تتميز به بقعة معبنة من النواحي الاجتماعية الثقافية الاقتصادية ، و عند العمل فيها استنادا على النهج اليساري و باجندات متنوعة لابد ان يكون في نظر الاعتبار ما يميز اي واقع و اختلافاته عن الاخر لتنفيذ ما تتطلبه موجبات اليسار الحقيقي في الارضية الواجب تقييمها مسبقا. اي معرفة المرحلة و ما فيها من التعقيدات و ما انتشرت من المعوقات ولابد من معرفة السلبيات و الايجابيات المتسمة فيها ايضا، و في اية منطقة كانت، من اجل الدقة في العمل و بخلفيات يسارية و الاولوية في كيفية تلائمها مع الواقع و قراءة المرحلة من اجل تغييرها بعد الاصلاح ، و الهدف الكبير هو عدم اهمال ما تفرز من السلبيات و طرح الافكار وكيفية التعامل مع الواقع للانتقال الى المراحل الاخرى، و هذا ما يحتاج الى وقت و جهد و عقلية و امكانية و تعاون مختلف التوجهات و التيارات و الاحزاب و الشخصيات. و هنا ابدع لحوار المتامدن في جمع هؤلاء لطرح ما يؤمنون نظريا لايجاد الوسيلة الملائمة للتطبيقاتو تنفيذ المراد لكل منطقة و تحديد العوامل و النقاط المشتركة بينهم، وهذا ما اسميه اليسار الواقعي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غموض يلف أسباب تحطم مروحية الرئيس الإيراني؟ • فرانس 24


.. التغير المناخي في الشرق الأوسط: إلى أي مدى مرتبط باستثمارات




.. كيف يسمح لمروحية الرئيس الإيراني بالإقلاع ضمن ظروف مناخية صع


.. تحقيق لـCNN يكشف هوية أشخاص هاجموا مخيما داعما للفلسطينيين ف




.. ردود الفعل تتوالى.. تعازى إقليمية ودولية على وفاة الرئيس الإ