الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يستمع لمايكرفون - الفيحاء- المفتوح ؟

كمال يلدو

2009 / 12 / 5
ملف: الانتخابات والدولة المدنية والديمقراطية في العراق


تقـدم قناة "الفيحاء" الغراء مجموعة برامج متميزة في طرحها الواقعي ، وفي تلامســها مع حاجة المواطن، اذكر منها على سـبيل المثال لا الحصر ، برنامج "بين اهلنه" وبرنامج " حجايات عمو ناصر " و " فضاء الحرية" و " المايكرفون المفتوح" . على ان الأخير حـاز على شـــعبية متميزة عقب تقديمه اللقاء الممتع مع السيدة (ام عامر) التي اشــتهرت في لازمة الفيحاء لبرنامج المايكرفون المفتوح والتي تعيد التكرار (( مللينـــه ....جا هيـّة وليـة!)).
ولمن اســـتمع لمقابلة السيدة ام عامر ، او (لازمتها) المشهورة او اي برنامج من برامج "المايكرفون المفتوح" لابد وان يقف مذهولا وربما تصــيبه نوبة من الغثيان او القرف وحتى اليأس من معاناة المواطنين وتعاســة حياتهم ، على الاقل بالنسبة لي، لأني غادرت العراق منذ زمن طويل . لكني اســـأل : هل ما تروى من قصص حقيقية ؟ هل هـذا يجري حقـا في العراق ؟ هـل هذا ثمن الخلاص من الدكتاتورية ؟ والمصيبة عندما تحصـل على الجواب : ان ما يطرح في التلفزيون وما يقوله المواطنون عن معاناتهم هــو اقل بكثير من الواقع الحقيقي !

اذن الســـؤال يطرح نفســه ، فلو افترضنا ان المواطنون الذين يدلون بآرائهم هم مواطنون حقيقيون وليسوا ممثلين ولا يرتدي اي منهم قناعا لأخفاء شــخصيته وهم شـرائح ونماذج من معظم مدن ومحافظات العراق ، وان المعاناة التي يطرحوها هي حقيقية –وحتى لو افترضنا بعض المبالغات احيانا – وأن القناة التي تبث البرنامج هي قناة وطنية مشــهود لها بمواقفها المشرفة ، تــرى من الذي ســـيســتجيب لمطالبهم ؟ ومـا قيمة مطالبهم ؟ ومـا معنـى طرح مطالبهم على الهواء ؟
هـــل هـي لأحراج الدولة والبرلمان ام بقصد ايجاد الحلول ؟ وهل اســتجيب لبعض هذه المطالب ولنقل ( في الستة شهور الاخيرة ) اين ومتى؟

ان الديمقراطية التي قـدمت الشـــعوب لنيلها ، ومنها شـــعبنا العراقي الكثير ، ليســت اكذوبة العصر ولا هـي ببدعة . انها قناعة وممارســة وتطبيق . ومن لا يفهمها هكذا يكون قـد استفاد من قوانينها للوصول للســلطة ومن بعد ذلك العبث بأحتياجات المواطن . ولو افترضنا ان حالة من مثل هذه الحالات – مشهد المواطنيين يدلون بآرائهم عبر المايكرفون المفتوح – قـد طرحت في احدى الدول ( الديمقراطية او السائرة فيها) فربما يكون اول رد فعل عبر البرلمان ، وربما تجري دعوة المواطنيين للأدلاء بشــهاداتهم امام البرلمانيين ، وربما تطرح القضية ايضا في مجلس الوزراء ، وقد يتدخل رئيس الجمهورية او مســتشاريه المعنين بهذا الامر ....هذا ليس بسيناريو بل هو واقع الحال ، لأن مهمة البرلمان هي السهر على تحقيق مصالح الجمهور ، وذات الشئ بالنسبة للوزراء ورئيس الجمهورية . وآخر ما يمكن ان يؤرق هؤلاء الساسة هـو دخول الاعلام على الخط في كشـــف معاناة المواطنين ، لأنهم وبكل بســـاطة بأمس الحاجة الى اصوات الناخبين للأنتخابات القادمة !
هذا ما يمكن تلمسه وملاحظته في (تلك الدول) ، وحســب علمي فأنهم يأخذون الرواتب على قدر العمل الذي يقدموه ، وربما ليست لهم امتيازات من قبيل ( راتب تقاعدي بعد خدمة في البرلمان لأي مدة زمنية ، ولا جوازات دبلوماسية ، او قطع اراضي ، او امتيازات لا يعلم بها الا الملائكة) . اعـود لأكـرر ســؤالي ...اين نحن من هذا وذاك ؟

ولكي لا اترك الباب مغلقا ، وبدلا من ان العن الظلمة الف مـرة ، فأني سأحاول ان اشـــعل شـــمعة في الطريق !
ترى مــاذا لو تقدمت قناة "الفيحاء" أو مجموعة من الفضائيات بالطلب الى مجلسي الوزراء والبرلمان المؤقرين بتخصيص ســـاعة اســـبوعيا للأســـتماع الى تســـجيلات "المايكرفون المفتوح" او اية برامج اخرى مشـــابهة ، وبالتالي ســتتوفر الفرصة لهؤلاء المسؤلين ســماع شــكاوي ونداءات ومظالم المواطنين (حار بحـار) طالما ان الامر يهمهم ويقع ضمن صلب واجباتهم في خدمة المواطن .
هــل المقترح صعب التحقيق أم مســتحيل ؟
اذن، اما أن نتوجه حقا لمعالجة مشــاكل الجمهور ، او ان تبقى هذه البرامج ، وشــكاوي المواطنين ، وجهود العاملين في الفضائيات والاموال التي تصــرف ، عبارة عن مضيعة للوقت ، ومخـدرا يطيل عمـر الطغاة ، ويقصــر بأعمار المواطنين .
اعـود وأســــأل : مـن يســتمع لمايكرفون "الفيحاء" المفتوح ؟ اين ومتى؟
(( والله مللينــة ..... جـا هيـّـة وليـــة !))
** يمكن مشاهدة (لازمة) الرائعة "ام عامر" على هذا الرابط:
http://www.youtube.com/watch?v=C6KboQJHexE








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقترح في مكانه
ابراهيم المشهداني ( 2009 / 12 / 5 - 17:36 )
ان يقوم رئيس الوزراء بتخصيص ساعة من وقته لمرة واحدة في الاسبوع بتنسيق مع واحدة او اكثر من الفضائيات ليستمع على الهواء مباشرة الى برنامج مفتوح يبث على الهواء ليستمع على الطبيعة اهات المواطنين المطحونين باكاذيب المسؤلين الجهلة منهم من اجل معالجة اهمها ووفق اوليات وان لم يكن ذلك ممكنا فهناك خيار اخر هو تكليف عدد من الموظفين في الامانة العامة او من مكتبه لمتابعة وسائل الاعلام وتقديم تقرير اسبوعي موحد ليتسنى له اتخاذ القرارات المناسبة لحل تلك المشكل وخاصة ذات الطابع الاجتماعي العام


2 - اسف .. سنبقى في اماكننا حتى اشعار اخر
سامي الفرج ( 2009 / 12 / 6 - 10:06 )
أخي العزيز كمال
انا اقدر جدا حقيقة مشاعرك واؤكد لك ان ماقالته ام عامر هو جزء من المأساة وليست كلها ولكن احسست بلوعة كبيرة عندما قرأت طلبك للبرلمانين والحكومة بمتابعة هموم العراقيين وشعرت بأنك لاترى عمق الصورة في العراق أيضا لا لعيب فيك حاشاك ولكن لظروفك الخاصة كما اعتقد .. ; اخي العزيز البرلمانيون والحكوميون كانو قبل مايسمى بصولة الفرسان يقبلون ايدي المواطن ويشحذون منا ونحن لسنا اسفين على مواقفنا ان نقيم الاجتماعات والمؤتمرات ونندد بالعنف ونطلب من شيوخ العشائر والمثقفين وعامة المواطنين بدعم تنفيذ القانون وفسح المجال امام موظفي الدولة بممارسة دورهم لانهم وسط ذلك الظرف الامني لايستطيعوا تقديم شيء وما أن تحقق لهم الامن حتى استغلوه ابشع استغلال وتفرعنوا على الناس واصبحوا يبحثون فقط عن منافعهم الشخصية كتفت خطة فرض القانون الناس وكممت افواهم وذكرتهم بسنوات الاستبداد فأنت لا تستطيع ان تناقش شرطي امي لانه سيضيعك كما ضاع الكثيرون واظن انك استشعرت ام عامر حينما قالت اريد احجي وشيردون يسونلي خلي يسون يكتلوني يسجنوني .. لا تتوقع من العراقيين شيئا وللاسف لانهم الان تحت استبداد قوات امنيه 90% منهاهمجيه وغبيه ومدسوس فيها من العملاء واعداء العراقيين الكثير وهم يدافعون عن بقائهم لا عن المالك

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة