الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذه المدينة التي صفعتني

زيتوني ع القادر

2009 / 12 / 5
الادب والفن


ولدت بباريس سنة 1955 وعاشت ب: ابيدجان تنحدر من اسرة ميسورة : ابوها موظف كبير بالبد وامها رسامة ونحانة. جابت اصقع القارات الاربعة واكتسبت تجارب كبيرة ..تحمل رسالة دكتوراة في الدراسات الافرو-امريكية ..نشتغل حاليا بالكتابة للاطفال وتدير نواد لكتبهم في دول عديدة... نالت الجائزة الكبرى –في الادب-لافريقيا السوداء سنة 2005 تعيش حاليا بافريقيا الجنوبية من مؤلفاتها: 1-Laterite -paris .hatier1984- 2-Le royaume Aveugle- paris l harmttan 1991 3-Champs de bataille et d amour-paris-abidjan-presence africaine 1999 4-l Ombre d Imana-Voyages jusqu au bout du Rwanda.Arles Actes sud.2000 ومن قصصها اخترنا:
Cette ville m a gifllee هذه المدينة صفعتني.
أنظروا إلى هذه المدينة التي ما فتئت تطحن الكل . المدينة التي لا تحترم أحدا و لا تستثني أحدا . أنظروا إلى هذه الأمواج البشرية ذات الوجوه المحفورة بأحداث قصة عميقة جد حديثة ... جروح حية لم يسمح لها الوقت بالالتئام... جروح تخمرت و تقوقعت على عنف أيام مضت . ذكريات جارحة ذابحة لــلروح و القلب . و مع ذلك تمر الحياة كأن شيئا لم يكن ،...... كأنه لم يعد ضروري التكلم عن هذا. ... يقال أن الشباب مل و تعب من سماع هذه الأحداث ، و لا يريد أن يسمع شيئا ... مع ذلك يلاحظ أن القلق يسري عبر عروقهم و يترجم في نظراتهم... إحساس كأن شيئا ما يخبؤعنهم . أكاذيب ... أكاذيب ..........فصمت رهيب . تحجيم ... لامساواة ...... يجب طي الصفحة . و لكن الذين قاتلوا لم ينسوا الغضب ، لم ينسوا البكاءات ... و الصراخـــات و لم ينسوا غير المحتمل . إذن من يضمن المستقبل؟ و ما جدوى أبطال الحرب إذا كان الحاضر موبوءا ؟؟ كنت خائفة مما يمكن أن يحدث للعائلة ... الانفجار، الغياب ... كثيرة هي الأشياء التي لا يشدها إلا خيط رفيع بهذا البلد ،.... كثيرة هي الأحداث التي تشي بمستقبل غير سار . لقد تركت قلبي في مستنقع الطين ، سلمت أحشائي لزمرة متوحشة ، كشفت وجهي لمتفرجين عديمي الإحساس ، و أضعت حياتي بدم بارد . سيقول البعض (( لا عليك ، هوني عليك ، في وضعك: كنا نفعل نفس الشيء.)) و سيخالفهم آخرون: (( لقد خاطرت كثيرا ، رهانك كان صعبا ، لماذا نضع رؤوسنا بين فكي الأسد?)). لا أملك أي رد عن هذا ... معروف، هذه المدينة يسكنها شيء من ( west-far). الخطر يركض في الشوارع، و يجب التشبث الدائم بنجمك الحامي ، و ملاكك الأمين ، هنا لا يمكن التجول برأس مرفوع . مثل نداء البحر للشمس ، مغازلتها ، وإغراؤها لدرجة النزول من السماء ، لم أملك إلا ترك قيادي لأسفار غير مخططة ، لكنها مكنتني من اكتساب الكثير ...فقط هنا يجب معرفة جيدا أين تضع رجليك ، زلة قدم ، غفوة و تدفع الثمن غاليا. هذه المدينة لا يمكن أن تكون مستقرا. من ينام بين أضلاع وحش حتى لو كان مروضا؟. لقد حلمت ب( جوهانسبورغ ) آلاف المرات ، حلمت ب( مونديلا) ، ب (ويني )، حلمت ب( سويطو) ،( ألسكندرا) ... حلمت بنهاية التمييز العنصري.. بالحرية ،... بأمة حالمة و حليمة ،... بقصة تسامح و مصالحة و لكن (( جوهانسبورغ))صفعتني ،غبشت تطلعاتي و أحالت رومنسياتي إلى رماد . و هذه ليست النهاية ، و إنما هي بداية البدايات . طبقات تسقط الواحدة تلوى الأخرى ، معربة عن عمق الجرح .. صعب أن لا تياس ... أن لا تغادر ..... أن لا تبحث عن أي مكان آمن أين تبني عشك . من قال أن ذلك سهل ، من قال أن الماضي يقبل التبدد و يمكنك من الذهاب مبتسما..... الذهاب دون إحداث ضجة .... دون ترك آثار ..... دون طلب أي مقابل ، لا...( جوهانسبورغ) تريد الدم و اللحم . الوحوش والشريرون يزرعون الرعب ، يدمرون ، و أصابعهم دائماعلى الزناد..... إن مخلوقات الرعب تركبنا قطار جهنم . لست الواحدة القائلة بهذا.. ليست ردود فعل شخصية . كل يوم أقرأ الجريدة , أمضي ساعات في قراءة المواضيع ، مشاهدة الصور و محاولة فهم ما يجري . حقيقة أنه لا يمكن تصديق كل ما يقال في الصحافة من قصص محزنــــــة و أخرى سارة و إحصائيات توقف شعر رأسك . هذه ليست الحياة الحقيقية . و لكن ما سر هذا الخوف في العيون؟؟؟ (جوهانسبورغ) تشبه حبي الضائع . هذا الرجل الرائع المشدود إلى كرسي متحرك . بعد الجرح سكنت رصاصة عموده الفقري.... .ذهب الجمال و حلت المأساة ،.... جسم ممزق مكسر كلعبة سقطت من يد طفل فتهشمت على الأرض، تناثرت و تجزأت . جسمه مهروس و لا أحد يستطيع إصلاحه ، لا الطب..... و لا الإرادة...... و لا الطبيعة ..... لا شيء يمكن إعادة فعاليته... . مقطوع إلى جزأين كشجرة ضربتها صاعقة ، أو كأرض مسها زلزال.... تشققت ، و تمزقت كخرقة كتان بالية . رجل على حافة الهاوية .... على حافة واد سحيق . و نظرات الآخرين تعزز وحدته : ((من أنا الآن ؟ : يردد في منامه ,,,,، من هذا الرجل الذي يقابلني و لا يبتسم لي ، لا يحييني ، و لايبحث عن معرفتي ؟ من هذا الرجل القعيد؟؟ كان يسير يسيارته وسط المدينة..... عند الضوء الأحمر تقدم منه رجل ...كان يحمل سلاحا ، أشار له بالنزول و تسليم المفاتيح .... استجاب و مع ذلك أفرغ الرجل رصاصتين في جسمه . سقط ......مس عموده الفقري ، وبينما كانت السيارة تذوب في أزقة المدينة... كان دمه يسيح على الاسفلت...
Veronique Tadjo ترجمة : زيتوني ع القادر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم شقو يضيف مليون جنيه لإيراداته ويصل 57 مليونًا


.. أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة • فرانس




.. صباح العربية | بينها اللغة العربية.. رواتب خيالية لمتقني هذه


.. أغاني اليوم بموسيقى الزمن الجميل.. -صباح العربية- يلتقي فرقة




.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى