الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معسكر اشرف في اروقة الضباب

تحسين عباس

2009 / 12 / 5
حقوق الانسان


إن الأزمة النظامية التي يمر بها العراق وقياداته السياسية طالت هذه المرة حتى ضيوفه الماكثين في معسكر (اشرف) الذي يحتوي المعارضة الإيرانية بشتى ألوانها وأطيافها الفكرية .وبما أن الصيغ التعبيرية عند عراقيّ الجنسية قد تقولبت بفارسية العمائم المنحوتة بطموحات الاحتلال الفكري فما عادت مفردتي( ضيوفه) لها محل من الإعراب. فحالة المواجهة الدموية المحزنة التي أفزعت قلوب من شاهدها على أجهزة المشهاد الفضائي(التلفاز) قبل أشهر قليلة بين الحكومة العراقية وبين المعارضة الإيرانية المتمركزة في "معسكر أشرف" للاجئين الإيرانيين والتي أسفرت عن خروقات لقانون حقوق الإنسان الخاص باللاجئين فلم يكن لها أي مبرر منطقي أو معقول ولم تنته كل إشكالاتها المزعجة بعد ، فما زالت هناك تبعات مجحفة بحق العشرات المحتجزة من الايرانين بعد أن خلت التحقيقات التي أجرتها السلطات القضائية العراقية من أي دليل ضدهم في اختراق امني معين فقد عُـلِّقَ إطلاق سراحهم بل استمرَّ الاعتقال التعسفي يأخذ مجراه من دون مبرر قانوني ولا شرعي ولا إنساني, وهؤلاء قد زاولوا تنظيم حملات احتجاج صامتة لم يسلط الرأي العام الدولي عليها أي ضوء إعلامي منصف ! بل أن هذه المأساة قد تناثرت دموعها على ثنايا الشكوى مع دخولهم في إضراب شاملٍ عن الطعام احتجاجاً على ما لا قوهُ ويلاقوه في معسكرهم المختنق صبراً، أدى إلى انتشار حالات الإصابة بالعمى وعدم القدرة على الحركة أو النطق! وهو ملف مخزٍ كان على الحكومة العراقية أن تلتزم بأحكام القانون الذي يمنع احتجاز الأبرياء من دون تصريح قانوني ولا مسوغ جنائي!.
نعلم ما تحدثـُهُ التدخلات الخفية للسياسية الإيرانية في الحكومة العراقية في هذه القضية بالذات ومدى انعكاسها في وزارتي الدفاع والداخلية، ولكن المصلحة الوطنية العليا البعيدة تحتم على الحكومة العراقية اللجوء إلى إقامة حكم القانون إذا كانت جادة فعلا في طلب مساعدة المنظمة الدولية في ملف متابعة الإرهاب وأهله والممول من النظامين السوري والإيراني والتيارات التكفيرية المتسترة بأسماء وهمية, فكان ينبغي أن تكون الحكومة العراقية جادة وفعلية في التخلص الكامل من التبني الإيراني والنظر إلى المعارضين الإيرانيين الساعين إلى حرية بلادهم بصورة مختلفة بالكامل والقيام بفرز النظرة السالفة أيام المعارضة العراقية عن الحالية , فالائتلافات السياسية في حالة تبدل وتغيير مستمرين, والمنهج السياسي يقول أن صديق الأمس قد لا يكون كذلك اليوم! والعكس هو الصحيح, وقد أثبتت الأزمة الأخيرة مع النظام السوري بأن للمصالح الوطنية دور مهم في القفز على كل التحالفات السابقة مهما كانت وطيدة!
إنهاء ملف معاناة المعتقلين من أهل "معسكر أشرف" وتصفية كل بقايا المواجهات الأخيرة المؤسفة أمر مطلوب سياسياً فالوصول إلى صيغة انفتاحية مع المعارضة الإيرانية يعني أساساً فتح محاور جديدة للحوار مع الشعب الإيراني وقواه الحرة في ظل الأزمة الداخلية التي يعيشها النظام المستوطن في طهران الذي يحاول مغالطة التاريخ في التغيير الذي تفرضه إرادة الشعوب واقفاً بوجه عواصف الإرادة الشعبية التي ستكتسح لا محالة كل دعاة الاستبداد الملثمين بلباقة الحيلة والتحايل, فمصلحة العراق العليا تكون بترقين بند النزاع على أشرف والبدء بحوار جاد على قاعدة الاحترام المتبادل من اجل الحصول على صيغة وسطى وعلاقات عمل واحترام, فالنظام الإيراني لا يتورع عن دعم واستقبال المعارضة العراقية للحكومة الحالية فلماذا لا يحضا المثلُ بالمثل ؟!!, خصوصاً وان نسمات الوعي قد باتت تهب على إيران بقوة؟ فالجواب يختزل حروفه بين سطور السؤال ليقول: إن السبب في ذلك هو عدم امتلاك الحكومة العراقية قيادات تخللت بين الحكومة الإيرانية والعكس يبرر الأول.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. يكفى ليوم واحد فقط.. الأونروا تحذر من نفاد مخزوناتها الغذائي


.. فيديو: الآلاف يتظاهرون دعماً للفلسطينيين في مالمو قبل مشاركة




.. السعودية تدين اعتداء إسرائيليين على مقر -الأونروا- بالقدس


.. خالد أبوبكر: أمريكا وأوربا تجابه أي تحرك بالأمم المتحدة لدعم




.. موجز أخبار الرابعة عصرًا - الأمم المتحدة تشدد على ضرورة إدخا